الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجهاد الإسلامي..حاضرة في الأزمات بقلم:راسم عبيدات

تاريخ النشر : 2015-03-03
الجهاد الإسلامي..حاضرة في الأزمات بقلم:راسم عبيدات
الجهاد الإسلامي.......حاضرة في الأزمات

بقلم :- راسم عبيدات

حركة الجهاد الإسلامي واحدة من المكونات الرئيسية في المشهد الفلسطيني سياساً،عسكرياً وجماهيرياً،وهي تحظى بالثقة والإحترام العالي في اوساط الشعب الفلسطيني،حيث ان قيادتها خطت لنفسها طريقاً ونهجاً سارت عليه،ومبادىء تمسكت بها،وهي لم تغلب مصالحها الخاصة على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،ولم تكن طرفاً في الصراعات والخلافات والمحاور بين المركبات السياسية الفلسطينية،وهذا لا يعني أنها ليست صاحبة موقف من أوسلو والمفاوضات والنهج السياسي لهذا الطرف أو ذاك،فموقفها من اوسلو كان يمتاز بالوضوح وبُعد النظر أكثر من أي فصيل فلسطيني آخر،فهي رفضت هذا الإتفاق،ولم تنغمس او تساهم في أية سلطة او مؤسسات نتاج لهذا الإتفاق،وأختارت أن تعمل بين الجماهير،دون أن "تنغمس" أو تاخذ موقف اللا موقف،أو موقف المشارك واللا مشارك في السلطات التشريعية أو التنفيذية أو القضائية المنبثقة عن اوسلو.
وحركة الجهاد الإسلامي كانت حاضرة بالفعل العسكري والعمل النوعي في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني،وبالذات في الانتفاضة الثانية،وقد لعبت دوراً فاعلاً في التصدي لكافة الإعتداءات التي شنها الإحتلال على شعبنا واهلنا ومقاومتنا في قطاع غزة (2008 -2009) و(2012) و(2014)،بل كانت متميزة على غيرها من فصائل العمل الوطني والإسلامي،من حيث قدرتها على توجيه ضربات نوعية في العمق "الإسرائيلي"،وموقف الجهاد تميز هنا وبالتحديد في الحرب العدوانية الأخيرة عن موقف حماس،التي كانت تدور ضمن محور وفلك الإخوان- قطر - تركيا،حيث انها كانت لا تريد بأن تتولى مصر مسؤولية الإشراف على الهدنة بين فصائل المقاومة والعدو "الإسرائيلي"،فالجهاد أكدت على محورية مصر في هذا الجانب،مغلبة مصلحة شعبنا واهلنا على الأجندات الخارجية.


وكذلك عندما توقف العدوان بشكله العسكري على قطاع غزة،فإن حركة الجهاد الإسلامي لم تتنكر لكل من وقف وساند ودعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،وبالذات محور طهران- دمشق – الضاحية الجنوبية،بعكس حماس التي كانت توجه شكرها لمحور خاضت بعض أطرافه مؤامرات على الشعب الفلسطيني،وكان دعمها في الإطار اللفظي والشعاري فقط.

والجهاد الإسلامي حينما تكشفت لحركة حماس حقيقة المحور الذي ضللها وخدعها وحملها على الإنتقال من المحور الذي إحتضنها وساندها وقدم لها كل أشكال الدعم،إلى محور كان يريد أن يطوعها لكي تنغمس في المشاريع السياسية لتصفية القضية الفلسطينية،ولذلك وجدنا حركة الجهاد الإسلامي ،قد لعبت دوراً فاعلاً في التقريب في وجهات النظر وترميم العلاقات بين حماس ومحور طهران الضاحية الجنوبية،وإن كانت القضية السورية قد بقيت خلافية بين حماس وذلك المحور،فسوريا ترى بأن الطعنة التي وجهتها لها حماس كبيرة جداً،ولا تنم عن وفاء او الحفاظ على العهود والثبات على المبادىء،حيث إختارت حماس أن تغلب مصالحها على مصالح المحور الذي إحتضنها وأستقبلها،في وقت رفض أقرب المقربين لها سياسياً وفكرياً إستقبالها،عندما فرض عليها الحصار بعد فوزها في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون ثاني/2006،خوفاً من العقوبات والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية الغربية.

بادرت حركة الجهاد لترطيب وتلطيف الأجواء وتعبيد الطريق نحو إعادة العلاقات تدريجياً بين حماس وذلك المحور،وقد أثمرت وساطة حركة الجهاد الإسلامي،عن زيارة لوفد قيادي حمساوي برئاسة موسى أبو مرزوق إلى طهران،والتي على أثرها إستئنافت ايران دعمها المالي لحماس،وبالمقابل وجهت قيادة حماس على لسان قائدها العسكري محمد ضيف،الرجل القوي في حركة حماس،رسالة شكر الى ايران على دعمها لحماس وفصائل المقاومة في القطاع،وظهرت يافطات في قطاع غزة توجه الشركة الى حزب الله وايران،في وقت سابق صدرت تصريحات عن العديد من قادة حماس، تتحدث عن فارسية ومجوسية طهران وتخلي سماحة السيد حسن نصرالله عن المقاومة،ونعت بأوصاف قاسية من قبل قياديين في حماس.

حركة الجهاد الإسلامي كثفت من جهودها ووساطتها،لكي تكون هناك زيارة ناجحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الى طهران،ولكن واضح بأن محور قطر – تركيا والإخوان المسلمين وحتى السعودية يمارسون ضغوط كبيرة على حماس لمنع قيادتها من العودة مجدداً الى محور طهران – دمشق الضاحية الجنوبية.

مع تصاعدت حدة الخلافات بين حركة حماس والنظام المصري على خلفية إتهامات مصر لحركة حماس بالتدخل في الشأن الداخلي المصري،من خلال التحريض عبر وسائل الإعلام والتصريحات للعديد من قيادة حركة حماس ضد النظام المصري،والمتهمة له بالتواطؤ والتآمر على حركة حماس وقطاع غزة،وكذلك مواصلة دعمها ومساندتها لحركة الإخوان المسلمين هناك،والإتهامات من قبل النظام المصري لحركة حماس بالمشاركة والتورط  مع جماعة انصار بيت المقدس الإرهابية في سيناء،في قتل عدد من الجنود المصريين،وكذلك التعدي على مراكز الشرطة والجيش هناك،بالإضافة الى تسهيل دخول وخروج الجماعات الإرهابية من قطاع غزة الى سيناء وبالعكس
 تصاعد حدة الخلاف والتطورات الخطيرة بين النظام المصري وحركة حماس،دفعت حركة الجهاد الإسلامي لترتيب زيارة بقيادة امينها العام الدكتور رمضان شلح "أبو عبدالله" الى مصر،من أجل إحتواء الأزمة المتصاعدة بين الجانبين،ودعوة النظام المصري الى مراجعة مواقفه من حركة حماس وكتائب القسام،وكذلك دعوة حماس الى مراجعة موقفها ودعمها لحركة الإخوان المسلمين ضد النظام المصري،وأيضاً التباحث مع النظام المصري من اجل الوصول الى ترتيبات وآليات بشأن تخفيف الحصار المفروض على شعبنا وفتح معبر رفح.

حركة الجهاد الإسلامي في كل المواقف والمحطات غلبت مواقفها الوطنية على المواقف الفئوية وعلى الأجندات الخارجية،وكانت في كل الأزمات التي تعصف بالصف الفلسطيني،تلعب دور الجامع والموحد وليس الطامح لمنفعة او مصلحة أو مكاسب فئوية وحزبية،وهذا أكسبها ثقة وإحترام شعبنا وشارعنا الفلسطيني .


القدس المحتلة – فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف