الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

معارك الجنوب السوري ..فرضت معادلات جديدة وأحرجت الإسرائيليين؟ بقلم :هشام الهبيشان

تاريخ النشر : 2015-03-03
معارك الجنوب السوري ..فرضت معادلات جديدة وأحرجت الإسرائيليين؟ بقلم :هشام الهبيشان
بقلم :هشام الهبيشان

مع انطلاق عمليات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الهادفة مرحلياً لتحرير بعض المواقع الاستراتيجية بالجبهة الجنوبية السورية من قبضة المجاميع المسلحة المدعومة من قوى مخابراتية واستخباراتية إقليمية وعلى رأسها الكيان الصهيوني، بدا واضحاً أن حركة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة بمناطق الجنوب السوري، قد أزعجت الكيان الصهيوني، ومن هنا أصبحنا نسمع بتحليلات الصحف الصهيونية وبأحاديث وتصريحات القادة الأمنيين والسياسيين الصهاينة.

إن الكيان الصهيوني بدأ يعد لحرب كبيرة ستفرض وجودها وبقوة على الإقليم المضطرب بشكل كامل، ويلاحظ جميع المتابعين لتداخلات وتقاطعات الفوضى بالإقليم ومسار تحركات عجلة الأهداف الصهيونية بالإقليم ككل، أن لدى الإسرائيليين رغبة جامحة بالتحرك عسكرياً باتجاه فرض حرب جديدة بالمنطقة، وخصوصاً بعد فشلهم بتحقيق الأهداف الاستراتيجية لعملية «الجرف الصامد» الأخيرة بغزة، وعجزهم عن الرد على عملية حزب الله بمزارع شبعا.

ومن هذا الباب يتوقع غالبية المتابعين أن تهرب الحكومة الصهيونية من أزمتها الداخلية الحالية بالذهاب إلى عمل عسكري باتجاه الصدام المباشر مع الجيش العربي السوري وقوى المقاومة انطلاقاً من جبهة الجولان المحتل شمالاً.

ومن هنا فقد جاءت مؤخراً تصريحات وزراء وقاده أمنيين إسرائيليين لتصب بخانة التدخل المباشر بمسار معركة الجنوب السوري، وجميع هذه التصريحات والتحليلات ورسم السيناريوهات تصب بخانة التحرك شمالاً باتجاه ضرب عجلة تحرك الجيش العربي السوري وحزب الله العسكرية واللوجستية، وفي أخر هذه التصريحات والتحليلات فقد خرج تحليل وتحقيق صحفي للكاتب الصهيوني «عاموس هارئيل» نشر بصحيفة هآرتس الصهيونية، قال فيه هارئيل «إن هناك أخطار جمة ستواجه إسرائيل بالمرحلة المقبلة»، وأكد أن هناك تقارير استخباراتية إسرائيلية  تؤكد حتمية المواجهة الكبرى بين إسرائيل من جهة والسوريين وحلفائهم من جهة أخرى.

وأضاف أن هذه التقارير الاستخباراتية أكدت أن عام 2015 سيكون هو العام الذي سيشهد المواجهات الكبرى، وتحدث المحلل الصهيوني عن احتمالية امتداد المواجهات إلى مناطق عدة بينها قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى المواجهة الحتمية كما قال الكاتب على الجبهة الشمالية مع السوريين وحزب الله.

هذه التحليلات الصهيونية تثبت أن الجبهة الشمالية، أي الحدود مع لبنان وسورية، قابلة للانفجار بأي وقت، ومن هنا يبدو واضحاً الآن أن الإسرائيليين قد بدأوا بالفعل التحضير ورسم سيناريوهات المعركة القادمة مع السوريين وحزب الله، ولكن ينتظرون إعلان ساعة الصفر من واشنطن لبدء المعركة.

وهذا ما يظهر واضحاً من خلال الاتصالات السرية التي تمت بالفترة الأخيرة، بين موشيه يعالون وزير الدفاع الصهيوني ووزير الدفاع الأمريكي كارتر آشتون، والتي سربت بعض وسائل الإعلام الغربية جزء من تفاصيلها، وبينت أن هناك خشية إسرائيلية من احتمالات تطور المعركة بالجنوب السوري لتصبح معركة اشتباك إقليمي واسع، وخصوصاً بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية في مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف القنيطرة الشمالي الشرقي وريف دمشق الغربي.

فمؤخراً تركزت الأحاديث والتقارير العسكرية والسياسية الإسرائيلية والأمريكية «تحديداً» في الأسابيع والأيام القليلة الماضية، على تعاظم المخاطر التي ستواجه إسرائيل بحال أنجز الجيش السوري وقوى المقاومة أهدافهم باستعادة معظم المناطق ذات الطبيعة الاستراتيجية ومن بينها «معبر القنيطرة»، وتلال «الحارة والمال».

وتقول هذه التقارير والأحاديث الصهيونية «أن تقدم الجيش العربي السوري وقوى المقاومة بشكل سريع بالجبهة الجنوبية السورية يعد نكسة كبيرة لمشروعهم الرامي لإعادة رسم موازين ومواقع القوة بالجبهة الجنوبية السورية، ويهدم جميع الأهداف الصهيونية الساعية لبناء مناطق عازلة بالجنوب السوري وتأسيس مجاميع مسلحة مهمتها حماية هذه المناطق العازلة».

فمؤخراً صدرت بتل أبيب مجموعة تقارير عسكرية استخباراتية، تقول هذه التقارير التي أعدها مجموعة من كبار القادة العسكريين الإسرائيليين «أن عودة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة اللبنانية إلى مواقعهم، وتعزيز وجودهم وبقوة في جبهة الجنوب السوري، سيكون له تداعيات سلبية مستقبلية على الوجود الصهيوني بالجبهة الشمالية من الأراضي السورية والفلسطينية واللبنانية المحتلة»، وهذا ما قد يدفع الصهاينة حسب تقاريرهم إلى الاندفاع مبكراً نحو مواجهة شاملة مع السوريين وحلفائهم الإقليميين حسب حديثهم.

ورجحت هذه التقارير الاستخباراتية إقدام إسرائيل على تدخل بري وجوي محدود بسورية بالفترة الممتدة ما بين الرابع من آذار الحالي إلى 15 من نيسان المقبل، ولا تستبعد  هذه التقارير أن يقوم نتنياهو بمغامرة ما بالجنوب السوري، تتزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات الصهيونية بالسابع عشر من شهر آذار الحالي، بهدف زيادة شعبيته الانتخابية وكسب أصوات جديدة، ولكن بعض المحللين الصهاينة اعتبروا أن هذا التحليل قد يكون غير منطقي لأن الدخول بحرب مفتوحة ومباشرة مع الجيش السوري وقوى المقاومة قد يكون له نتائج سلبية على حظوظ نتنياهو بالانتخابات المقبلة، لأنها ستكون مغامرة غير مضمونة النتائج، كما تحدثوا.

ختاماً، فقد بات من الواضح أن معركة الجنوب السوري، وفق منظومة أهدافها الاستراتيجية، قد رسمت وفرضت قواعد اشتباك جديدة على كل قوى الإقليم، وهذا ما دفع الصهاينة  وأدواتهم في سورية والمنطقة وداعميهم بالغرب، للتصميم أكثر من أي وقت مضى على إعلان قريب لبداية المعركة المباشرة بالجنوب السوري، لأن تقدم الجيش العربي وقوى المقاومة السريع، بأكثر من اتجاه بمحاور المعارك المشتعلة على الجبهة الجنوبية، قد أثار خشية الصهاينة من إمكانية استعادة الجيش العربي السوري وقوى المقاومة لمواقع استراتيجية كثيرة كان الكيان الصهيوني يبني عليها آمالاً عريضة ليحقق من خلالها الكثير من أهدافه الجيوسياسية بسورية.

ومن هنا سننتظر الأسابيع الأربعة المقبلة على الأقل لتعطينا إجابات واضحة على كل الأحداث المتوقعة بالمستقبل القريب بعموم الجبهة الجنوبية السورية، التي ستشهد على الأغلب بمطلع الأيام والأسابيع القليلة القادمة حالة تصعيد غير مسبوقة من كل الأطراف، فجميع الأطراف اليوم بحالة صراع مع الوقت، مع أن جميع المؤشرات تؤكد أن الجيش العربي السوري وقوى المقاومة جاهزين للتعامل مع كل الاحتمالات على هذه الجبهة تحديداً.

هشام الهبيشان: كاتب وناشط سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف