الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

داعش لم تــُحطـّم آثار آشور ...!! بقلم: هيـثم الـقيـّم

تاريخ النشر : 2015-03-03
داعش لم تــُحطـّم آثار آشور ...!!

لا تبتأسوا أيها المحزونون بمجزرة داعش الجديدة .. منذ مئات السنين و نحن في مجزرة تلـو الأخرى ، مجزرة تـلد مجزرة .. حتى أدمنـّـاها و صارت جزءً من تركيبتنا الثقافية و الفكريــة و السلوكيـّة ..!
-
 عندما أرى مجزرة داعش ( ألآثاريـّة ) بعيون المستقبل ، كأنـّي أرى معاولهم  تهوي على جماجم شيوخ الـعُـهر الديني اللذين أستحضروا في عقولهم و نِتاجهم الفقهي و الفكري كلّ نصوص الموت و القتل و الذبح و الكراهية و التكفير و الـفـُرقـة و التشرذم ، و حَـقـنوها في دماء المسلمين ... بدلاً عن نصوص الوحدة و المحبّة و الرحمة و الحياة ..! منذُ مجزرة كربلاء الى المجازر الفكرية والـفقهية التي حصدت فـكر و حياة أبن رشد و أبن عربي و الرازي و أبن الراوندي و المعتزلـة و الحلاّج ... الى مجازر الذبح ( الحلال ) في أسواق بغداد و طُرقاتها والتي حصدت حياة البسطاء و الفقراء و الأبرياء ..!
-
الشيعة المسلمون ذُبحوا ، و السنـّة المسلمون ذُبحوا .. الكل يتربـّص بالكل ، كلـّما سنحت لـهُ الفرصة و كـلـّما توفرت بيدهِ أدوات الذبح .. هذا لا ينام دون أن يشرب كأساً مُـترعـة من دم ذاك .. و ذاك لا يحيا ألاً بـلعق دم هذا .. لا يهم التخريجة الفقهية للذبح فما أسهلها .. بل المهم ترسيخ ثقافـة شُـرب الـدم ، الذي كان مُحرّما بين المسلمين يوماً ما .. كما أتـذكــّر ..! و كأن الأسلام لم يقل يوماً ( أنا أرسلناك رحمة للعالمين ) ولا قال ( أن الله كان بكم رؤوفـاً رحيما ) ولا ( ما يفتحُ الله للناس من رحمة فلا مُـمسكُّ لها و ما يُمسِك فلا مُرسلَ لـهُ مِن بعده ) ولا ( ولو شاء ربـّك لجعل الناسَ أمـّة واحدة ) ولا قال ( مَن شاء فليؤمن و مَن شاء فليكفـر ) .. نسخوا آيات الرحمة و المحبـّة و الحرّية ، بآيات القتل و الكراهية و العبودية .. فاستحالت حياة المسلمين الى صراع من أجل فـناء الآخـر ..!
-
ما فعلـتهُ داعش في آثارنا الآشورية ليس هدماً ( لأصنامـنا ) التاريخية .. بل هو هـدم لأصنامهم الحقيقية التي عبدوها و يعبدوها من دون الله .. جاء مُـحمّد لـهدم الآلـهة المزيـّـفة العديدة .. لـيوّحد المسلمين باتجاه آلـه واحد لا شريك لـه .. طاوعـهُ المسلمون بادئ الأمـر، و بعدهُ عادوا فأنـتجوا آلـهة جديدة  منحوها مفاتيح بوّابـة الوصول الى الله .. فتحوّلـت المفاتيح و حامليها الى مقدّسات لا يأتيها الباطل من بين أيديها و لِحاها ..!
-
الـغزوة الجديدة لـداعش على تاريخنا و تراثـنا ، ستفتح بوابات السماء على مَصاريعها للأجيال القادمـة من المسلمين كي يروا الله الحقيقي دون مكاتب سكرتارية تـفرز العدو مِن الصديق .. و تـُـفلـتر المؤمن مِن الكافر .. و تعزل المُوالـي عن المُـعادي ... الله لا يحتاج وسطاء بينهُ و بين البشر .. هو وحده قادر و كـفيل بسبر أغوار القلوب .. وهو وحده مَن يُـقـرّر و يـفرز فريق الجنــّة عن فـريق الـنار ..!
-
بقدر ما نزف القلب دماً على مشهد مجزرة الآثـار ... بـقدَر ما شعرتُ أنها بشارة الخلاص للمسلمين من الأصنام البشرية التي أطاعوها و عبدوها مِن دون الله ..!

هيـثم الـقيـّم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف