الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ذكرى رحيل الإمام حسن البنا الـ 66 : رسالة مفتوحة إلى ابنته الكبرى الحاجة وفاء

تاريخ النشر : 2015-03-02
في ذكرى رحيل الإمام حسن البنا الـ 66 : رسالة مفتوحة إلى ابنته الكبرى الحاجة وفاء
* في ذكرى رحيل الإمام حسن البنا الـ 66 : رسالة مفتوحة إلى ابنته الكبرى
الحاجة وفاء - حفظها الله.*

*محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا*

*في البداية أحب أن أقر لقراء " البصائر" *{*}* الكرام خصوصا، أن الحاجة وفاء – أكبر بنات الامام حسن البنا- متعها الله بالصحة والعافية، تعيش في سويسرا منذ أن هٌجرت رفقة زوجها - شيخنا الدكتور سعيد رمضان- من مصر منذ عشرات
السنين،* *وتحديدا منذ صيف 1958، وهي اليوم من قراء البصائر إذ تطالع البصائر الورقية التي تصلها خصيصا من الجزائر أسبوعيا عبر المركز الاسلامي بجنيف، وقد
حرص كاتب هذه السطور أن يحاورها للقارئ الكريم منذ مدة، لكن ظروفها الصحية وتقدمها في السن ووفاة أصغر أعمامها المفكر المصري جمال البنا رحمه الله {1}، هذه الامور وغيرها جعلت "الحاجة وفاء" تعتذر لي دائما عن طريق ابنها الأخ
العزيز الاستاذ هاني رمضان - الذي أتداول معه أحيانا على منبر خطبة الجمعة بالمركز الاسلامي بجنيف، بقوله لي "أن الوالدة كانت قد رفضت سابقا العديد من طلبات الصحفيين والباحثين ولازالت على نفس القناعة في رفضها هذا للإدلاء بأي
شهادة"، الأمر الذي لم أشاطره الرأي فيه البتة، كما لم يشاطره فيه غيري حتى من المقربين للعائلة.. لكن الأستاذ هاني- حفظه الله - مقتنع من البداية بأهمية الموضوع و وعدني بقوله "أنها ما إن تتحسن أحوالها الصحية ستستضيفكم وتجيب على
أسئلتكم بكل فرح وسرور"، لذا ندعو الله لها بالشفاء العاجل و وافر الصحة ونعيمها، كي تساهم عاجلا في تنوير الرأي العام الإسلامي بإماطة اللثام عن سيرة رجلين عظيمين في حياتها، هما زوجها المفكر الدكتور سعيد رمضان ووالدها الإمام
حسن البنا، رحمة الله عليهما، والتي رافقتهما عمرا كاملا بل و جلست في لقاءات مصيرية معهما و تعرف الكثير من أسرارهما بحلوها و مرها ، وهي أحسن شاهد من داخل العائلة يمكنها الإدلاء بشهادات غاية في الأهمية لم تنشر تفاصيلها
مطلقا..*


*"حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم استشهاده ازدادت شخصيته وضوحا وإشراقا":*

من جهة الاخرى وعلى مدار 85 عامًا من عمر حركة الامام البنا، حاولت قوى عديدة النيل من الأفكار التي بنيت عليها جماعته الاصلاحية، والقضاء على هذه التجربة
الدعوية الكبيرة، وإن اختلفت الدوافع والأسباب على مر العصور والأزمنة، فإن أساليب التشوية والنيل منها ومن الاسلام خصوصا ظلت واحدة لا تختلف، وهذا ما تعيشه مصر اليوم بعد الانقلاب الدموي على الشرعية. بل حتى من طرف العديد من
الذين انتموا إلى جماعته مقدمين رجلا ومـؤخرين أخرى ببعض الافكار السياسوية البائسة، على حد قول بعضهم، يدعون وصلا بليلى أو كما يقول الشاعر الحكيم:

كل يدّعي وصلا بـلـيلـى *** ولـــيلى لا تقر لهـم بذاك.

أما سبب اغتيال الشخص أي الإمام الشهيد حسن البنا، كما يرى كثيرٌ من المراقبين منذ عشرات السنين، أن في تلك المرحلة بالضبط، لم يكن يقصد منه إنهاء حياة شخص بعينه، وإنما القضاء على فكرة ودعوة جماعة من المسلمين، ومحو المبادئ التي
يؤمن بها أتباع هذه الجماعة ويدعون إليها في بلدهم مصر. غير أن عزاء بعض المعاصرين، منهم الأستاذ عمر التلمساني (من أصول جزائرية)، المرشد الاسبق حيث كتب رحمه الله، هذه الحقيقة الرائعة عن الإمام أن ".. *حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم استشهاده ازدادت شخصيته وضوحا وإشراقا وإثارة نورا وبهاء .. إنه كاللوحة الفنية البديعة .. كلما ابتعدت عنها محملقا في روعتها كلما وضح أمام ناظريك رواؤها ودقة الإبداع فيها. وحقا ما مضى عام إلا ازداد تاريخ حسن البنا وضوحا في ميادين الدعوة الإسلامية وظهر ما أجراه الله من خير على يديه للإسلام والمسلمين*". وقال أحد تلاميذه المعاصرين فك الله أسره، أن "*الإمام الراحل حسن البنا رحل ومات وفنى جسده، ولم تمت الفكرة ولم تخمد جذوتها، بل توهجت وعاشت وانتشرت من مصر إلى سائر بقاع الأرض*".

*كتابة المذكرات و شهادات **المعاصرين **أمانة في الأعناق:*

حسنا ما فعل الإمام البنا الذي بعد تردد كبير في كتابة مذكراته، بل ذهب إلى حد قوله " *أوصي الذين يعرضون أنفسهم على العمل العام و يرون أنفسهم عرضة للاحتكاك ألا يحرصوا على الكتابة*"، تنازل عن ذلك و كتب كتابه المشهور "مذكرات الدعوة والداعية " ، معللا بأمور عديدة منها، خشية النسيان والضياع ،خاتما مقدمته بقوله " *سأكتب نزولا عند هذه الرغبة.. و يقيني أن هذه الكتابة إن لم تنفع فلن تضر، و الخير أردت، و الله ولي التوفيق* " {3}.

هذه الكتابة للمذكرات لازالت تحتاج إلى إضافات ممن عاصروا الإمام من أصحابه
وتلاميذه وحتى من عائلته، بداية بكبرى بناته أمنا "الحاجة وفاء" متعها الله
بالصحة والعافية، أم أيمن وبلال وياسر وأروى وطارق رمضان المفكر الاسلامي المعروف وهاني رمضان المدير الحالي للمركز الاسلامي بجنيف، كلهم إخوة وزملاء كاتب هذه السطور، فالتاريخ يشهد لهذه السيدة الفاضلة، أنها أيام فقط قبيل
اغتيال والدها، رحمة الله عليه، أعطت مسدسا لوالدها وقالت له:" يا أبتي، خذ معك هذا المسدس، لتدافع به عن نفسك من شر عساكر الإنكليز المستعمر وغدر خواجاته." فرد عليها بقوله :" لا يا بنيتي.. أنا داعية مسلم مسالم، والمسلم المسالم سلاحه أفكاره." أو شيء من هذا القبيل، ورفض أخذ المسدس معه.. وهي حادثة تؤرخ لسلمية الرجل رغم الوضع الاستعماري المكهرب الذي كان يعيش فيه.

لذلك نزف في أذن الوالدة الكريمة "الحاجة وفاء" بنت الامام البنا، أن شهادتها للتاريخ وللأجيال غاية في الأهمية، يجب أن تقال و أن تدون، فهي بنت الإمام وزوجة المفكر الدكتور سعيد رمضان وأم دعاة أساتذة أوفياء للمدرسة الوسطية التي
يشكل الإمام البنا وحركته أحد عناوينها الكبرى، فلا يحق لها السكوت، لأن أجيالنا في أمس الحاجة إليها، لأسباب عدة، منها، على سبيل المثال، لا الحصر:

· أن شهادتك يا أم ايمن، على والدك الإمام حسن البنا وزوجك أستاذنا الدكتور سعيد رمضان، شهادة عن رجال، قدموا حياتهم للقضية الاسلامية عالميا وليس محليا تخص عائلتك أو جماعة الإخوان بمصر فحسب..

· إنه من حق أجيال الصحوة عليك وعلى غيرك من الأوفياء في معرفة تاريخ ومنهج ومساهمات هؤلاء في مسيرة البناء والترشيد.. أليس من حق هذه الأجيال ـ من مدارس مختلفة ـ أن تعرف حقيقة هذه التجربة كما هي، لا كما يصورها منافسوها أو خصومها أو الجهلة بها؟ أليست جزءا أصيلا من هذه الصحوة العالمية المباركة؟ كيف تعرف الصحوة الاسلامية ذلك وتقدره، وتضيفه إلى رصيدها المعرفي والحركي والتاريخي الملهم، وتستفيد منه الاجيال، وتعتز به، وتدافع عنه، وتدعوا بالخير للمساهمين فيه أمثال المرحوم حسن البنا و سعيد رمضان و غيرهما؟

· هل يُعقل أن تزهد أجيال الحركة في كل هذا الخير وتغفل عنه، أو
تفرط فيه تحت أي ظرف من الظروف، أو بأية حجة من الحجج؟ أليس من حق أجيال هذه الأمة التي تنتمي إلى هذه الحركة أو غيرها، أن تعرف رجال ونساء هذه التجربة، وتستفيد مما في تجربتهم من صواب وخيرية، وتساهم في تقويم ما فيها من قصور ونقص
وخطأ لأنه عمل بشري، لا غير..

· من حق أجيال الإنسانية عامة، علينا في معرفة طبيعة تجربة الاخوان ورموز الاخوان الاوفياء الأتقياء الأنقياء، وليس المتطفلين عليها، ومساهماتهم في خدمة هذه الإنسانية ولو في مجالاتها الوطنية أو العربية المحدودة ؟

ومما يعطي أهمية لشهادتك كذلك، هو ما تتعرض له شخصية هذا الإمام الكبير من محاولات تشويه، ينبغي على كل المخلصين والغيورين على الأمة وأوطانها وتاريخها ورموزها ومستقبلها، أن يبادروا إلى مواجهة هذا الطوفان من الزيف والتزييف،
لذلك نتمنى أن لا تحرمي الأجيال الجديدة من بعض ما قد ينير الطريق أمامهم، ويدفع الشبهات عن هؤلاء المصلحين الكبار، وكما تعرفين يا ابنت الإمام البنا فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في حديث عظيم:( *من حمى مؤمنًا* *من*
*منافقٍ* *، بعث اللهُ ملكًا يحمي لحمَه يومَ القيامةِ من نارِ جهنمَ ، ومن رمى مسلمًا بشيءٍ يريدُ شينَه به حبسَه اللهُ على جسرِ جهنمَ حتى يخرجَ مما قال*). فلنساهم معا، كل بما يستطيع، في مواجهة التزييف والمزيفين، ونصرة الحق والصواب.

من أجل هذا العمل التأريخي التربوي الرشيد للأجيال بل وأكثر من هذا من باب ٍالأمانة التاريخية والإدلاء بالشهادة لتنوير القارئ الكريم، عملا بقول الأثر"وراء كل رجل عظيم إمرأة "، ندعوكم بإلحاح أيتها الوالدة الحانون للتفاعل مع نداء الأجيال هذا، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والله يقول الحق وهو يهدي
السبيل.

مع خالص سلامي و مودتي

إبنكم مصطفى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف