الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حظي كدقيق فوق شوك نثروه بقلم: هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2015-03-02
حظي كدقيق فوق شوك نثروه بقلم: هادي جلو مرعي
حظي كدقيق فوق شوك نثروه

هادي جلو مرعي

بعضهم مثل عاهرة، أين إرتمت من حضن وجدت الدفء والراحة والهدوء ونهاية اللذة والشعور بالنشوة.

في النهاية تحصل العاهرة على مبتغاها، اللذة، المال، وعلاقة مثيرة مع الشخص الذي منحته الراحة، وقد يكون ضابطا رفيعا، ،أو تاجرا، أو سياسيا صنعته الصدفة، وربما كان سمكري سيارات ينفع في يوم تتعطل فيه سيارة العاهرة! يمكنها أن تتصرف على هواها، كتلك التي تقول لضابط صغير حاول الإستفهام منها في نقطة تفتيش ( برفعة زر) أنقلك الى مكان بعيد، ورفعة الزر تختلف عن كبسة الزر، ففي الغالب يقولون عن الزر النووي، أو زر الكهرباء إنه كبس بطريقة سيئة، وعن الزر النووي إنه بيد زعيم متهور كالرئيس الكوري الشمالي، بينما الزر عند المرأة هو الفخذ المعروف المثير وليس فخذ عجل، أو خروف ففخذ العجل والخروف يؤكلان ويشويان، لكن الفخذ أو الزر الأنثوي فبإمكانه أن يشوي القلوب والعقول، وأن يدفع كبيري الرؤوس لإصدار قرارات تاريخية، ولاأعرف بالتحديد سر تسمية الزر عند العراقيين، فإخواننا المصريون يسمونه (فخد) بالدال، ويتندرون بفخذ الجمل حتى إنهم يطلقون التسمية تلك على بعضهم البعض، وعندي صديق إسمه خالد عمران أسمعه من عشرين عاما وهو يسمي صديقا لي آخر بفخذ الجمل، وقد يكون إلتقط العبارة من أحد الأفلام المصرية.

أردت بتوصيف حظي الذي يشبه الدقيق المنثور على شوك في يوم عاصف، بحظ العاهرة. إحداث مقاربة بين حظ أية عاهرة وحظ أي فقير، وبين حظ الموهوبين وأصحاب الكفاءات والثقافات والمعارف الذين تسوقهم الأقدار ليقدموا الجديد، لكنهم يفهمون إن لعبة الحياة مختلفة ففي حقيقتها هي لعبة شيطانية لامكان فيها للضعاف وللطيبين والشرفاء. يسألونني عن كثير وكثير من أشخاص يعملون في مكاتب مسؤولين كبار، وقادات في المجتمع لايملكون من المواهب نصيبا، ولامن المعارف شيئا يؤهلهم للقيادة والفعل، لكنهم (يعملون ويكسبون ويتحكمون ويغيرون ويعدلون ويبدلون ويستبدلون) براحة وبهدوء دون خوف، أو تردد، أو خشية، بينما تكتحل عيون أهل الإبداع والمعرفة بدموع الحزن والفشل والندامة على مافات من خسارات، ومالقيهم من عذابات. فهم كصياد يفتقد الحظ، وكلما ألقى شبكته في الماء، ثم سحبها بعد برهة وجد فيها ضفدعا، أو نعلا، أو خشبة، أو قنينة خمر، أو بقايا فضلات أسفل النهر، أو البحيرة وعاد يجر أذيال الخيبة والخسران.

أعرف الجواب تماما، فأصحاب المواهب والذكاء يأنفون التقرب من سياسي فاشل، أو متربع أحمق على عرش خاو، وهمهم في مشاغلهم المعرفية والأدبية، بينما يلجأ العاطلون عن العمل والمحتالون الى وسيلة مختلفة حيث يقتربون من أصحاب القرارات ليحتوشوهم، ويمثلوا صورة الحاشية الغبية التي تحول المسؤول الى أحمق يمكن الضحك عليه بسهولة. يصورون له الأمور على غير حقيقتها الأصلية ليوهموه بالنجاح فيغدق عليهم بالعطايا والهدايا، ويشعر ببعض النشوة إنه وصل الى قمة المجد، وليس بينه وبين الإله سوى بعض مليمترات قليلة.

تعلمت من تجربتي في العراق إن النجاح ليس في الإخلاص والصدق، وليس في الإبداع الكامل، فغالب المشتغلين في شؤون الدولة من قيادات يبحثون عن الإمعات ليحيطوا بهم، ويبعدون سواهم، بل ويخافون منهم لأنهم يعيشون ذات الفراغ الذي تعيشه الحاشية، ولارغبة لهم في تقريب أهل المعرفة والفكرة والدراية. ممالكهم تستدعي أن تكون الرعية بلهاء حمقى ينعقون مع كل ناعق، ويجرون خلف سراب فإذا إكتشفوا الحقيقة يكون سهلا تخديرهم بعبارات غبية لأنهم يصدقون كل شئ، وحتى عندما يثورون فيمكن محاصرتهم لأنهم يتراجعون في لحظة الحسم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف