الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عودة ليفني - هرتسوغ .. عودة لإنتاج خطاب التسوية

تاريخ النشر : 2015-03-02
أطلس للدراسات

سيلقي نتنياهو غداً خطابه أمام مجلسي الشيوخ والنواب، وهو حسب الكثير في إسرائيل يعتبر تتويجاً لسياسة الفشل الكارثية التي قادها نتنياهو على مستوى الملفات الأمنية والسياسية وعلى مستوى الملف الإيراني، وهي حسب دغان وديسكين سياسة شكلت خطراً كبيراً على دولة إسرائيل، وحسب ليفني، أول أمس في القناة العاشرة، فإن سياسة نتنياهو الكارثية جعلت العالم يتوحد مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، وأفقدت إسرائيل القدرة على المناورة والضغط عبر المؤسسات الرسمية الأمريكية لفرض عقوبات جديدة على إيران.

الغريب ان جميع هؤلاء الذين يثورون على نتنياهو ويعتبرونه خطراً على إسرائيل ويسعون – على حد قولهم – لإرساله للبيت في الانتخابات العامة القادمة للكنيست؛ يتفقون مع جوهر وأهداف سياسات نتنياهو، حيث يشككون بجدية نوايا القيادة الفلسطينية تجاه مفاوضات التسوية، ويرفضون اعتبار أبو مازن شريكاً سياسياً، ويتبنون مطالب ورؤية "الليكود" السياسية، ويتوعدون غزة بيد حديدية، ويتفقون مع نتنياهو ان الاتفاق الأمريكي الإيراني، الذي يتبلور وقد يتم توقيعه في الأشهر القادمة، اتفاق سيئ جداً لإسرائيل.

فمن يراهن أو ينتظر أي بشرى قد تحملها نتائج الانتخابات عبر ترؤس هرتسوغ للحكومة القادمة سيسقط بيده، إلا إن كان يراهن على إعادة إنتاج إدارة الصراع على نار هادئة تتيح للمقاتلين في القيادة الرسمية للسلطة ومنظمة التحرير فترة استراحة واسترخاء والتقاط الأنفاس وتبعد شبح تهديدات الصدام في حال عودة نتنياهو بحكومة على رأس حكومة يمين، فحكومة برئاسة هرتسوغ ستجعل القيادة تعيش تحت ضغط أكبر وستمنحها مسوغات ومبررات لتبريد الأجواء والعودة ربما لطاولة المفاوضات دون أي تغيير جدي للمضامين والأطر والمرجعيات، ولا يعود ذلك لقناعات من أي نوع كان بقدر ما يعود الأمر للرغبة الذاتية للعيش في الأوهام من قبل من يعاني من الافلاس السياسي ولم يعد يملك لا الإرادة ولا الطاقة ولا الأدوات، فليس له والحالة هذه سوى إعادة صناعة الأوهام، ألم تتمسك القيادة بعد 2002 بالمفاوضات المباشرة كخيار وحيد بعد أن اتضح بشكل جلي لبسيط العامة – فما بالك ببصير القيادة – انه خيار الواهمين المهزومين، وأنه ليس إلا سياق يعبث بمشروعنا الوطني ويمد مشروع الاستيطان بأكسجين الحياة والوقت والغطاء؟

مع حكومة نتنياهو اليمينية الأخيرة؛ نشأت كل الظروف المناسبة للخلاص من مرحلة إدارة الصراع أو مسيرة التسوية بعد ان اصطدم اليمين الصهيوني بجدران مفاهيمه ومبادئه، ولم يعد يملك أي مساحة كهامش للمناورة، وبعد ان اصطدم بأصدقائه الأوروبيين والأمريكيين عبر عدم قدرته على مجاراة مسيرة التسوية على طريقتهم، قبل ان يصطدم بالموقف الفلسطيني؛ الأمر الذي جعل الموقف الفلسطيني من وقف التفاوض والتوجه لتفعيل القنوات الديبلوماسية والقانونية كاستجابة طبيعية لحالة انتقاد وسخط دولية من سياسات نتنياهو.

السخط الدولي على سياسات نتنياهو، كما تفهمه ليفني وشركائها، ليس مرده تغير حقيقي في الموقف الدولي الملتزم بتأمين أمن إسرائيل ومصالحها، أو انه نتيجة انحياز واضح للشعب الفلسطيني، بل نتيجة غياب الحكمة عن خطاب نتنياهو وتفضيله ان يمنح في خطابه الأولوية للشعبوية السياسية والبلاغية التي ترضي المستوطنين وتظهره كزعيم عنيد لا ينحني، وشجاع يواجه العالم ويتمسك بثوابته على حساب خطاب كان يجب ان يتميز بالذكاء والقدرة على المناورة والتلاعب بالكلمات، أي كما نقول بالعامية الدارجة (بوصلك البحر وبرجعك عطشان).

وتؤكد ليفني ان أوروبا لم تغير موقفها الحقيقي من دعم وتأمين المصالح الإسرائيلية، وأن الدولة الفلسطيني ونهاية الصراع هي فقط التي ستحقق لإسرائيل مصالحها ومستقبل أمنها، ويؤكد ذلك الباحث الفلسطيني مهند عبد الحميد الذي كتب عن العلاقة الأوروبية الاسرائيلية "إن أوروبا وقعت في أعقاب أوسلو اتفاقية شراكة مع إسرائيل، وبموجب ذلك تحولت أوروبا الى أكبر شريك تجاري مع إسرائيل، ويبلغ اجمالي الميزان التجاري بين البلدين أكثر من أربعين مليارد يورو، الاتفاقية نصت على احترام إسرائيل لحقوق الانسان والمبادئ الديمقراطية، ورغم خرق إسرائيل بكل المعايير لحقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية وتنكرها لاستحقاقات اتفاقية أوسلو؛ فإن أوروبا استمرت تمنح إسرائيل علاقات فوق العادة متنكرة لخرق اسرائيل لحقوق الانسان وارتكابها جرائم حرب"، ويختم "كم هي ضئيلة تلك المساعدات الأوروبية للشعب الفلسطيني مقارنة بالسياسات والمساعدات والدعم الذي تقدمة لدولة الاحتلال".

وإن ما تعدنا به ليفني وشريكها هرتسوغ – في حال شكلا الحكومة – ليس أكثر من المزيد من الألاعيب السياسية والمزيد من الضغوط السياسية، في نسخة مكررة عن تجربة باراك في "كامب ديفيد"، حيث ادعي انه نتيجة لخطابه السياسي نجح في "إماطة اللثام عن وجه عرفات" ونجح في تحريض العالم عليه، وهيأ الفرصة للمجرم شارون في حصاره وعزله وقتله لاحقاً في المقاطعة.

لو كان لنا أن نؤثر في المشهد الانتخابي الاسرائيلي بطريقة أو بأخرى، أو نختار أي حكومة نريد في إسرائيل؛ فإننا سنكون أمام اختيار بين عدوين واحد قبيح ومنفر ومعزول ومنبوذ الى حد ما تسهل إصابته وكسب النقاط ضده ويمنحنا الزخم ويرفع أسهم وحدة بيتنا، وآخر ذكي ومناور ولبق وحسن المظهر ومتمرس وقادر على استنزافنا وشق صفوفنا، لكن السيناريو الأسوأ ان نواجه الاثنين معاً.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف