الأخبار
الأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويا
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تدمير إرث الآشوريين الإمعان بالتخلف أو الذهاب إلى الحداثة بقلم: د. نزار بدران

تاريخ النشر : 2015-03-02
  تدمير إرث الآشوريين

الإمعان بالتخلف أو الذهاب إلى الحداثة

كنز الأمة وإرث آبائنا وأجدادنا بما تمثله الآثار الأشورية وغيرها في الموصل تمّ تدميرها على يد عصابات داعش بشكل همجي  مع العلم ان الرسول الكريم ومن تلاه من خلفاء للأمة  الإسلامية  وهم المرجعية الأولى للمسلمين وغيرهم من الفئات  الفكرية لم تحلل باي حال تدمير هذه الآثار القديمة قدم الاف قبل الميلاد

حينما نحلل هذا العمل ليس فقط ببعده عن المنطق والقيم الدينية الحقيقية وإنما أيضاً ببعده من مفهوم الانتماء إلى زمن نبتعد فيه عن التفكير الإنساني لنضع مقدراتنا بين أيدي من يحملون الفكر الجاهز القادم من الغيب. الذين يعتقدون أن الدين المُنزل لا يحمل في طياته مكاناً للفكر. فكل شيء يُفهم على مبدأ العوده إلى تفسير النصوص المُقدسة، يُنصب البعض أنفسهم أولياء على تحليل محتواها، وبعضهم مثل داعش تنفيذ ذلك على أرض الواقع من قطع للرؤوس وتدمير لحضارة الأمة.

المشكلة إذاً هي ليست في الفكر بل في منهجيته، متى سنُعطي للفكر الإنساني مكاناً لوضع قوانين مجتمعاتنا، هذا الفكر النابع من معرفة الناس بواقعهم ومعاناتهم. متى سنترك الناس يختارون أحراراً ما يناسب حياتهم بعد نقاش اجتماعي واسع، هكذا تُبنى الأمم وتاريخ كل الأمم المعاصرة الحديثة يُثبت ذلك.

في المقابل الاعتماد على نصوص مقدسة لتحديد قوانين مُجتمعاتنا، يدفعنا للانزلاق إلى مُستنقع داعش. ففي العالم الإسلامي وخصوصاً السني نجد كل أشكال التفسير لأي نص، القول وعكسه تقريباً موجود، وسنجد تنوعاً كبيراً في المجموعات المذهبية مبنية على فهم خاص بها لهذه النصوص. فالمُتسامح المُنفتح والمُتشدد المُتخلف، يرجع إلى تفسيرات تُناسب تسامحه وانفتاحه أو تشدده وتخلفه، وهذا ما نراه يومياً مع الفتاوى التي لا حصر لها على وسائل التواصل والصحافة والإعلام.

الفكر الإنساني هو فكر نسبي يقبل النقاش ويقبل التطور والتغيير بينما الاعتماد على تفسير النصوص المُقدسة لتقنين كل شيء وهو مفتاح الشمولية ، يُجرم الآخر ويُحل دمه. فمن لا يقبل تفسيرك هو بالنسبة لك ضد النصوص المُقدسة (حسب فهمك) وهو إذاً خارج عن الحق، ويمكن لغلاة التشدد أن يُحلو قتله وفي حال الآثار الآشورية ........تدميرها.

النصوص المقدسة يجب أن تعود إلى موقعها الذي وُجدت من أجله وهو هداية الناس إلى القيم الأبدية، الدائمة التي لا يُغيرها الزمن كتحريم قتل النفس بغير حق، إعطاء الزكاة للفقراء، الخُلُق القويم، احترام الأبوين،حب الآخر كذاتك  التعلُم ولو في الصين والدفاع عن الأوطان في وجه الغزاة وغيرها.

أهل مكة أدرى بشعابها، وأنتم أدرى بشؤون دنياكم، هكذا قال الرسول الكريم. هذه حقيقة الدين الذي يترك أمر الناس لهم، لأن الزمن يتغير والحضارة تتطور والأشياء لا يمكن أن تبقى على حالها، هذا هو الدين القيّم الذي يهديك ولكن لا يحل محل فكرك.

حياة الناس لا يمكنها أن تُبنى على تفسير نصوص دينية لم توجد أصلاً لذلك.

 نحن الآن على مُفترق طرق، إما أن نرتمي في أحضان الشمولية كما حصل في الدول الشيوعية والتي بنت نفسها على فكر مُطلق لا يقبل النقاش والتطور، أو ننطلق إلى فتح أدمغتنا وتغذيتها بالعلم والمعرفة والدراسة، وإغنائها بالنقاش الاجتماعي الهادىء وبناء الجسور مع الثقافات الأخرى حتى نشارك البشر كافة في أرجاء المعمورة في بناء الحضارة الإنسانية في هذا الزمن.

البقاء في عالم الانطواء والغيب سيُبقينا كما نحن الآن خارج الحضارة، فلننظر إلى تاريخ الأمة الإسلامية وعلمائها العظام كابن رشد وابن سينا وابن خلدون وانفتاحهم على الفلسفة الإغريقية أو مع جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو شيخ التنوير في القرن التاسع عشر وانفتاحهما على الحداثة. نحن حقاً أمام طريقين : إما الاستمرار في طريق التخلف أو الدخول إلى عالم الحداثة.

ملاحظة: مواضيع ذات علاقة انظر فيسبوك الدكتور نزار بدران

د.نزار بدران

طبيب عربي مُقيم في فرنسا

28/2/2015
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف