ربيع العرب
وحلمنا بعروسة بحر فاذا بالمولودة قردة
حين اندلعت ثورة الحرية والكرامة في تونس منذ حوالي أربعة أعوام , أشرعنا شبابيكنا أملنا في استنشاق هواء الحرية ممزوجا برائحة ياسمين تونس الخضراء , في وطن استبيحت فية كرامتنا ولم نعرف فية طعما للحرية يوما , واشتعلت نيران ما اصطلح على تسميتة بالربيع العربي في ليبيا ومصر واليمن وسوريا , ففر حكام , واعتقل حكام , ومات أخرون , أنة الحلم بحرية وكرامة وعدالة ورغيف خبز , وبعض من ديمقراطية تفك عقدة لسان الضاد , لم نحلم بأكثر من ذلك , وانشرحت صدورنا حين تنشقنا ياسمين تونس , وعبير النيل الخالد , ورائحة بحر ليبيا الذي يذكرنا بعمر المختار , وبكرامة علق على أعواد المشانق دفاعا عنها , وعبق البن اليماني محملا بتاريخ الامة وماضيها السعيد , وسعدنا بسلمية ثورة الحرية في سوريا , أملا في انعتاق ياسمين الشام كي يعود ليبث رائحة الزكية ومجد امتنا في أرجاء الكون , كان حلما جميلا حمل معة التفائل والامل بمستقبل أخر لاجيالنا , مستقبل قد يكون أفضل من ماضى وحاضر عشناة ونعيشة , ذقنا فية طعم الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد والهزائم والانكسرات .
لكننا أفقنا على أصوات رصاص وانفجرات وصراخ , ضوضاء تملىء المكان , لم ترى أعيننا غير الحراق و الدمار والاشلاء والجثث والمقابر, ولم نشتم غير راحة البارود والدخان والدم , كيف تحول الحلم الى كابوس ؟ ومن الذي لازال يصر على سرقة أحلامنا ؟ ومن هذا المتربص بنا خلف الباب دوما ؟!
كان حلما , واكتشفنا أنة كابوس , وكأن الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية لاتليق بنا , حتى الاحلام تفر منا وتهجرنا , بل تتحول الى كوابيس , فاذا استثنينا تونس , التى ندعو الله لتجربتها استمرار النجاح والتقدم , فهاهى ليبيا في أتون النار , يقتتل فيها الاخوة ليتحولوا الى أعداء , وها هو اليمن على نفس المسار , وأما مصر التي كادت أن تخطف , فتحاك لها المؤامرات وتكثر عليها التأمرات و لازالت في قلب العاصفة , وسوريا التي أثر حاكمها على ذبحها وذبح شعبها منذ أربعة أعوام حفاظا على عرشة أمام أعين عالم ظالم , مزدوج المعاير , يختلف فقط على كيفية وطريقة ذبح هذا الشعب الذي لم يطلب أكثر من الحرية والكرامة , انة الكابوس العربي الممزوج دوما بالقهر وبالدم والموت , أجل كان حلما جميلا , لكننا لم نزرع لة جيدا , ولم نرعى نبته , ولم نتفق على لونه وشكله , فكان أن تحول الى كابوس , فما نزرعه لابد أن نجنيه , ونأكل ثمرة حلوا كان أو مرا , انها سنة الحياة , وطبيعة الامور التى لم ندركها حتى الان .
مأمون هارون
2822015
وحلمنا بعروسة بحر فاذا بالمولودة قردة
حين اندلعت ثورة الحرية والكرامة في تونس منذ حوالي أربعة أعوام , أشرعنا شبابيكنا أملنا في استنشاق هواء الحرية ممزوجا برائحة ياسمين تونس الخضراء , في وطن استبيحت فية كرامتنا ولم نعرف فية طعما للحرية يوما , واشتعلت نيران ما اصطلح على تسميتة بالربيع العربي في ليبيا ومصر واليمن وسوريا , ففر حكام , واعتقل حكام , ومات أخرون , أنة الحلم بحرية وكرامة وعدالة ورغيف خبز , وبعض من ديمقراطية تفك عقدة لسان الضاد , لم نحلم بأكثر من ذلك , وانشرحت صدورنا حين تنشقنا ياسمين تونس , وعبير النيل الخالد , ورائحة بحر ليبيا الذي يذكرنا بعمر المختار , وبكرامة علق على أعواد المشانق دفاعا عنها , وعبق البن اليماني محملا بتاريخ الامة وماضيها السعيد , وسعدنا بسلمية ثورة الحرية في سوريا , أملا في انعتاق ياسمين الشام كي يعود ليبث رائحة الزكية ومجد امتنا في أرجاء الكون , كان حلما جميلا حمل معة التفائل والامل بمستقبل أخر لاجيالنا , مستقبل قد يكون أفضل من ماضى وحاضر عشناة ونعيشة , ذقنا فية طعم الظلم والقهر والاستعباد والاستبداد والهزائم والانكسرات .
لكننا أفقنا على أصوات رصاص وانفجرات وصراخ , ضوضاء تملىء المكان , لم ترى أعيننا غير الحراق و الدمار والاشلاء والجثث والمقابر, ولم نشتم غير راحة البارود والدخان والدم , كيف تحول الحلم الى كابوس ؟ ومن الذي لازال يصر على سرقة أحلامنا ؟ ومن هذا المتربص بنا خلف الباب دوما ؟!
كان حلما , واكتشفنا أنة كابوس , وكأن الحرية والكرامة والعدل والديمقراطية لاتليق بنا , حتى الاحلام تفر منا وتهجرنا , بل تتحول الى كوابيس , فاذا استثنينا تونس , التى ندعو الله لتجربتها استمرار النجاح والتقدم , فهاهى ليبيا في أتون النار , يقتتل فيها الاخوة ليتحولوا الى أعداء , وها هو اليمن على نفس المسار , وأما مصر التي كادت أن تخطف , فتحاك لها المؤامرات وتكثر عليها التأمرات و لازالت في قلب العاصفة , وسوريا التي أثر حاكمها على ذبحها وذبح شعبها منذ أربعة أعوام حفاظا على عرشة أمام أعين عالم ظالم , مزدوج المعاير , يختلف فقط على كيفية وطريقة ذبح هذا الشعب الذي لم يطلب أكثر من الحرية والكرامة , انة الكابوس العربي الممزوج دوما بالقهر وبالدم والموت , أجل كان حلما جميلا , لكننا لم نزرع لة جيدا , ولم نرعى نبته , ولم نتفق على لونه وشكله , فكان أن تحول الى كابوس , فما نزرعه لابد أن نجنيه , ونأكل ثمرة حلوا كان أو مرا , انها سنة الحياة , وطبيعة الامور التى لم ندركها حتى الان .
مأمون هارون
2822015