الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"الهمجيون"بقلم: عبد الهادي شلا

تاريخ النشر : 2015-02-28
"الهمجيون"بقلم: عبد الهادي شلا
"الهمجيون" – عبد الهادي شلا
ليس هذا بفعل بشر من القرن الواحد والعشرين ، ففي مشهد غير حضاري أقدمت (داعش) على تحطيم كنوز الحضارة العراقية وتراث البشرية الموجودة في متحف "نينوى" في فيلم تم تصديره للعالم أظهر همجية هؤلاء القوم وعدائهم لكل إرث ،وما سبقهم إلا "طالبان" حين دمروا أثار أفغانستان بنفس الروح المتخلفة.
في ظل قوة الرسالة المحمدية لم نسمع أن أحدا من الصحابة أو التابعين أو الخلفاء الراشدين قد نادى بضرورة تدمير هذا التراث ذلك أن هذه الأعمال الفنية والتي حفظت تاريخ الأمم السابقة ليست سوى تحف فنية حفظت سير الأمم السابقة ويستفاد منها بالتعرف على حضاراتها التي سادت ثم بادت ولم يبق من تفاصيلها إلا ما وصلنا في تمثال أو بردية أو لوحة جدارية وغيرها.
ولو كانت كما يدعي هؤلاء الجهلة ويطلقون عليها "أصناما" لما أبقى الأولون منها أثرا وما تحسرنا عليها اليوم ولكان النسيان طواها كغيرها من الآثار التي سرقت وبيعت في كثير من بلاد العالم و الموجودة في متاحفه بطول الأرض وعرضها.
وكما أخبرنا التاريخ فإنه لم يفعل مثل ما يفعله هؤلاء الهمجيون وعن جهل بقيمة هذه الموروثات سوى التتار دون دراية بقيمتها ، وأعدموا من البشر ومورثات الأمم التي مروا بها وحرقوا كل ما وصلت إليه أيديهم وأمعنوا في خرابها حتى وصلتنا أخبارهم تصف ما جرى بأبشع ما تكون الصورة.
هل حقا ما رأيناه في هذا الفعل ؟ ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي وجود فكر إنساني متطور وأدوات جبارة تجاوز بها الإنسان كل همجية وفكر عقيم لنراه في هذا الشريط المصور ونرى مجموعة ضالة تعبث فسادا في الأرض وفي كل ما وصلت إليه أيديها ومثلت بالبشر أحيانا بقطع رؤوسهم أو إحراقهم أو إلقائهم في حفر لا قرار لها؟
وهل من الممكن أن نصدق بأن إسم هؤلاء الهمجيون (دولة العراق والشام الإسلامية)..ونتوقف عند صفتها "بالإسلامية" إذ أن كل ما وصلنا من سلوكياتهم لا يمت لإسلامنا الحنيف بصلة ولايمكن أن نرى له صورة في كل المذاهب الإسلامية الأربع ولا في طوائف المسلمين من سنة وشيعة وغيرها.
ما يجول في فكر كل من رأى أفعالهم عبر الوسائل العديدة التي أتقنوا عرضها بغرض ترويع البشر يدرك أن هناك هدف مرسوم لهذه الجماعة الضالة مازالت أسرارا تتفتح شيئا فشيئا دون وضع اليد على شيء ملموس و تخمين مبهم لا دليل عليه إلا في ظن بعض الفئات التي تتوجه بغباء إلى حيث لا يجب أن تكون الوجهة الحقيقية.
الغريب ومع هذا الشريط فقد حدث التشكيك في مثله سابقا عندما تم عرض الشريط الذي أظهر حرق"الكساسبة" حيا. فقد أفتى الكثيرون بأن هذا الشريط مثل الأول هو صناعة سينمائة بخدع مركبة وشككوا في أن التماثيل ليست أصلية وقالوا:أنها حديثة الصنع وان القطع الأصلية قد تم بيعها لآخرين!!
لعل هذا هدف من أهم الأهداف التي أراد من ورائها هؤلاء الجهلة بأن يوجهوا إهتمام العالم إلى حيث لا يجب أن يكون.
ولعلنا ندرك أن هؤلاء الهمجيون وقد ظهروا سافرين في هذا الشريط وكشفواعن وجوههم إنما أرادوا تحدي العالم وجها لوجه بقناعة بأنهم قد أصبحوا كيانا ويجب التعامل معه!
ومع كل جديد يمر بنا منذ سنوات "الثورات العربية" ،ونحن ننقسم على كل شيء دون وعي وبجهل وبلا حساب لما هو أت وننكفي على وجوهنا نكيل اللوم إلى هذا وإلى ذاك بينما المتربصون من حولنا يعدون أنفسهم للإنقضاضة القاتلة لكل مقومات نهضتنا وإلى تراثنا المجيد الذي حفظ سيرة ألأولين خوفا من أن يكون مثلا يحتذى لجيل بدأ يتقدم بالأمة إلى مكانة رفيعة.
مهما كانت حقيقة الشريط الهمجي الذي شاهده العالم فإن الإتفاق على أنه شريط يصور عقلية متخلفة هو إتفاق جامع.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف