الأخبار
محمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداً
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحضارة ما بين نار ودولار - بقلم المهندس نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2015-02-28
الحضارة ما بين نار ودولار - بقلم المهندس نواف الحاج علي
للحضارة تعريفات كثيره لا مجال للخوض فيها جميعا ، ولكنها باختصار هي اسلوب حياة امة من الامم ، وطريقة التعامل ما بين افرادها ، وما بين المجتمع والسلطه ، وما بين المجتمعات بعضهم مع بعض ، وكيفية تعامل الجميع مع للبيئة من حولهم ، هي محصلة ارث الامة من عقيدة وتاريخ ولغة وقيم وتقاليد وعادات ، بحيث تقودها وتحفزها الى الاكتشافات والاختراعات والابداع في مختلف مناحي الحياة من فن وادب وعلم وادارة وفلسفة وسياسة . وقد رأى المؤرخ الانجليزي " توينبي " ، في كتابه " دراسة التاريخ " ، ان الحضارة هي نتيجة طبيعيه لتحدي الانسان للبيئه ، بحيث تكيف حياتها للعيش في أمن وسلام ، ويرى الفيلسوف الالماني " اوزوالد سبلنجر" ، في كتابه " انحدار الغرب " ، ان الحضارة كالكائن الحي ، تولد وتنضج وتزدهر ثم تموت ؟؟ بينما يقدم " صامويل هنتجتون " التعريف التالي للحضاره : بانها الكيان الثقافي الأكثر اتساعا ويفتقر الى ما يميز البشر عن بقية الانواع – ( الحضارة ومضامينها – بروس مازليش ) .
ان التاريخ يتحدث عن حضارات ازدهرت في الشرق الاوسط ، مثل حضارة وادي النيل في مصر وحضارة الرافدين في العراق ، والحضارة السوريه ، وحضارة بلاد فارس ، وحضارة الصين والهند ، ثم ظهرت حضارات في روما واليونان وفي المكسيك ؟؟ وفي بعض انحاء مختلفه من المعموره ، وقد مرت الحضارات باطوار شتى ما بين مد وجزر ، وما بين موت وحياة ، وما بين صراع والتقاء ؟؟ فبينما يرى "صامويل هانتجتون " ، ان الحضارات في صراع دائم ، الا ان " ويليام ماكنيل " يرى ان الحضارات يجب ان تلتقي عبر الحدود : ( الحضارة ومضامينها – بروس مازليش ) .
ان الحضارات القديمة بنيت على نظرية بناء جدر تفصل بين انسان متحضر وانسان همجي ، وقد تشكل هذا المفهوم مع ظهور الدولة القوميه ، وللحضارة مفاهيم مختلفه ، ويمكن القول في هذا المجال ان حضارة انسان قد تعتبر حضرية في نظر انسان بينما هي همجية في نظر انسان اخر ، علما بان التفسير الاوروبي كما ظهر للحضارة ، بمصطلح " العالميه " ، انما هو مجرد ذريعة للهيمنة باسم التعددية الثقافيه ؟ لقد ظهر مصطلح الحضارة الحديث في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي من قبل " فيكتور ريكوتي " ، ( اب الثورة السياسيه الفرنسيه ) في كتابه " صديق الانسان " ، وقد وصفها الفيلسوف الفرنسي " مونتيسكيو " صاحب نظرية فصل السلطات ، بانها روح امة من الامم ، وقبل ذلك بذل اليونانيون والرومان واوروبوا العصر الوسيط جهودا استغرقت الفين من الزمن لتغيير انفسهم عن الهمجيين ، ( حسب مفاهيمهم للحياة الحضريه ) ؟؟ ( مازليش ، المصدر السابق ) .
في ظل النظام العالمي الجديد الذي تشكل بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ، حين اصبح العالم يحكم بقطب واحد تهيمن عليه الولايات المتحده الامريكيه ، فقد ظهر مفهوم جديد للحضارة ، وما اطلق عليه اسم العولمه ، والتي هي باختصار " امركة العالم " ، وهي اجبار العالم على تبني القيم والعادات الامريكيه ، ومع هذا فانها تلاقي مقاومة من جهات عديده تتحدي تلك الهيمنة الامريكيه ؟؟ ( انتقام الجغرافيا – روبرت كابلان ) ، وهنا يتساءل " باسيفتش " ، وهو من اكادميي " وست بوينت " ( الاكاديميه العسكرية الامريكيه ) ، ومن قدماء المحاربين في فيتنام ، يتساءل ما الذي حققته امريكا في الشرق الاوسط من كل تداخلاتها منذ ثمانينات القرن الماضي ؟؟ اما كان الاجدر والاولى ان تهتم امريكا بالمكسيك المجاورة ، والتي لا يتجاوز دخل الفرد فيها عن تسع دخل الفرد الامريكي ؟؟ والتي ستشكل مشكلة كبيرة لمستقبل الولايات المتحده ، على ان " باسيفتش ومعه ستيفن والت وجون ميرشايمر وبول بيلار ومارك هيلبرن وتيد غالين وصامويل هنتنجتون " ، وهم اكثر الاصوات شهرة في مجال تحليل السياسات الخارجيه ، فقد شككوا في التوجهات الاساسيه للسياسة الخارجيه الامريكيه على المدى الطويل ، ( يعمل والت في جامعة هارفرد ، وميرشايمر في جامة شيكاغو ) ، لكن مع كل الهيبة التي يحملها هذان المنصبان ، فان كتابهما المعنون ( اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجيه الامريكيه ) والمنشور عام 2007 قد تلقى معاملة خشنه للغايه ، بسبب ادعائهما بأن انصار اسرائيل في امريكا كانوا هم الجناة الرئيسيين وراء حرب العراق ، وهي حرب كان جميع افراد هذه المجموعه من المحللين معارضين لها بكل قوة ، ( نفس المصدر السابق ) .
انني اتساءل في هذا المجال اية حضارة تلك التي يتحكم فيها لوبي واحد هدفه تدمير الشرق الاوسط من اجل عيون اسرائيل ، بصرف النظر عن المصالح الحقيقيه للولايات المتحده ، وبصرف النظر عن الحق والعدل ؟؟ واية عنصرية تقوم عليها تلك الحضارة في ظل قول " جورج بوش الابن " وهو يعلن حربه على الاسلام والمسلمين ويذكر فيه بالحروب الصليبيه ، ثم قوله : ( من ليس معنا فهو ضدنا ؟؟ ) . ثم الم تسقط تلك المبررات التي اريقت فيها الدماء في الحرب على العراق وافغانستان ؟؟ لقد صرح قبل ايام " جون كيري " ، وزير الخارجيه الامريكي : (( ان رئيس الحكومة الاسرائيليه " نتنياهو" مثلما تذكرون ، كان شديد الحماس لمهاجمة العراق عام 2003 ، ونحن جميعا نعرف ماهية النتائج التي أسفر عنها هذا الوضع )) . ولم يجرؤعن قول الحقيقه كاملة ، وهي ان اسرائيل واللوبي الصهيوني في امريكا هم الذين جروا امريكا لتلك الحروب التي ازهقت ارواح مئات الالاف وشردت الملايين وقضت على امم باسرها من اجل تحقيق احلام الصهاينة في اقامة وطن لهم في ارض لا ينتمون اليها ؟؟ دون وازع من قيم او خلق او ضمير ؟؟؟ كما انها تحاول جر امريكا الى الحرب مع ايران ؟؟؟
أما من الناحية الاقتصاديه فان الانسان السوي البسيط يتساءل اية حضارة تقوم على نهب خيرات العالم دون وازع من ضمير او قيم ؟؟ بحيث يزداد الاغنياء غنى ويزداد الفقراء فقرا ؟؟ اليست داعش كما يقول الاستاذ الامريكي في جامعة الينوي ( فرانسيس بويل ) ، بانها صنيعة الولايات المتحده من اجل تشغيل مصانع الاسلحه الامريكيه والحصول على اموال البترول الخليجيه ؟؟ ( اكتوبر 2014 ) ؟؟ يقتل مئات الآلاف من البشر بالنار من اجل الحفاظ على قيمة الدولار ؟؟ اية حضارة تلك ؟؟؟
ثم ما هي تلك الحضارة التي تقوم على زيادة الاغنياء غنى وزيادة الفقراء فقرا ، فقد كشفت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية أن إجمالي ثروات 1% من أغنى أغنياء العالم سيتخطى مجموع ثروات نسبة 99% المتبقية في العام 2016 ، مع اقتراب انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) . وقالت رئيسة المنظمة البريطانية أن "حجم التفاوت العالمي كبير جدا، فالهوة بين أثرى الأثرياء وبقية السكان تتسع بسرعة".
ان الحضارة العربية الاسلاميه التي قامت على الاسلام الحنيف ، انما تعتمد العدل والحق دستورا للبشرية كلها ، وهي تقوم على قيم ومبادئ انسانيه ، وهي تختلف جذريا عن الحضارة المادية الحاليه التي لا تعرف العدل ولا الحق ، وسافرد موضوعا مستقلا للحضارة العربية الاسلامية لاحقا باذن الله ؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف