مسلمو البرازيل بين الضياع والذوبان (2)
ابراهيم ابوعلي - البرازيل
.. وتمرّ السنين ، و "البتريس"عايش وربما طايش ايضاً..
وبما أنّ غالبية المهاجرين يأتون للبرازيل غير متسلحين لا بعلمٍ ولا بثقافةٍ ولا بأيّ بفقه إسلامي، فينخرط الكثير منّا في المحرمات والتي لها أول وليس لها آخر، فثقافة هذه البلاد تتيح لنا كل ما لم نكن نتخيّله في البلدان التي هجرتنا وهجرناها، فالحرية هنا تبدأ ولا تنتهي ..
البعض منّا يقيم علاقات غير شرعية مع النساء ، وبعضٌ آخر يتزوج من برازيليات وبعض البعض. يعود للوطن ويتزوج مع مسلمة ، والمشكلة ليست معَ مَن يتزوج !
فهناك من تزوج مع برازيلية ، ثمّ أسلمت وحفظت ابنائها وبناتها، وهناك من تزوج مع عربية مسلمة خسرت نفسها وابنائها وعائلتها، والمشكلة هي عندما يكون ربّ البيت "بالدفّ ضارباً"..
بعد عقدٍ من الهجرة تبدأ النتائج الأولية للمغترب بالظهور، وتبدأ شخصيته المهاجرة تتبلور ، ويصبح لديه عائلة وابناء ذكوراً وإناثاً، وبالطبيعة العربية الأصيلة ، فالمغترب المسلم يريد إن يكون أبناؤه محافظين كما لو أنّه ما زال يعيش في القرية التي هجرها ، قبل عقد او عقدين او ثلاثة، يكبر الابناء في مجتمع برازيلي متحرّر من كل العقد التي نحملها، و"البتريس" منهمك في عمله، يذهب الى "دكانه" صباحاً ،بينما يكون الأبناء نائمون ويعود ليلاً، وهم على وشك النوم إن لم يكونوا قد ناموا، هو لا يوجّه ..هو لا يعلّم..يترك كل ذلك للأمّ ، حتى وإن كانت جاهلة ، والمشكلة الأكبر عندما تكون الأمّ عاملة أيضاً فيتركوا تربية الأبناء للخادمة،والتي غالباً ما تكون غير متعلمة ولا تجيد حتى أعمال التنظيف والطبخ !
بينما الابناء يتابعون المسلسلات البرازيلية -المشهورة - بالإباحية المطلقة ، وعندما يبلغ الابناء سنّ المراهقة ويكون " البتريس" قد وصل الى خريف العمر ، فقد حان الآن وقت دفع الفاتورة.
فما كان مسموحاً له ، حلالاً زلالاً ، أصبح ممنوعاً على أولاده، وخاصة إن كان له أولاداً إناثاً!
أمّا الذكور فيسمح لهم ، على أساس "مهو زلمة" ويحق له ما لا يحق للأنثى .
..يتبع..
----------------
* "البتريس"Patricio كلمة برتغالية معرّبة متداولة بين المهاجرين العرب وتعني ابن البلد "بلدياتي".
**ملاحظة: أرجو المعذرة من المهاجرين الكرام ، فإن كان كلامي قاسياً فأنا لا أقصد الجميع بل الأغلبية .
ابراهيم ابوعلي - البرازيل
.. وتمرّ السنين ، و "البتريس"عايش وربما طايش ايضاً..
وبما أنّ غالبية المهاجرين يأتون للبرازيل غير متسلحين لا بعلمٍ ولا بثقافةٍ ولا بأيّ بفقه إسلامي، فينخرط الكثير منّا في المحرمات والتي لها أول وليس لها آخر، فثقافة هذه البلاد تتيح لنا كل ما لم نكن نتخيّله في البلدان التي هجرتنا وهجرناها، فالحرية هنا تبدأ ولا تنتهي ..
البعض منّا يقيم علاقات غير شرعية مع النساء ، وبعضٌ آخر يتزوج من برازيليات وبعض البعض. يعود للوطن ويتزوج مع مسلمة ، والمشكلة ليست معَ مَن يتزوج !
فهناك من تزوج مع برازيلية ، ثمّ أسلمت وحفظت ابنائها وبناتها، وهناك من تزوج مع عربية مسلمة خسرت نفسها وابنائها وعائلتها، والمشكلة هي عندما يكون ربّ البيت "بالدفّ ضارباً"..
بعد عقدٍ من الهجرة تبدأ النتائج الأولية للمغترب بالظهور، وتبدأ شخصيته المهاجرة تتبلور ، ويصبح لديه عائلة وابناء ذكوراً وإناثاً، وبالطبيعة العربية الأصيلة ، فالمغترب المسلم يريد إن يكون أبناؤه محافظين كما لو أنّه ما زال يعيش في القرية التي هجرها ، قبل عقد او عقدين او ثلاثة، يكبر الابناء في مجتمع برازيلي متحرّر من كل العقد التي نحملها، و"البتريس" منهمك في عمله، يذهب الى "دكانه" صباحاً ،بينما يكون الأبناء نائمون ويعود ليلاً، وهم على وشك النوم إن لم يكونوا قد ناموا، هو لا يوجّه ..هو لا يعلّم..يترك كل ذلك للأمّ ، حتى وإن كانت جاهلة ، والمشكلة الأكبر عندما تكون الأمّ عاملة أيضاً فيتركوا تربية الأبناء للخادمة،والتي غالباً ما تكون غير متعلمة ولا تجيد حتى أعمال التنظيف والطبخ !
بينما الابناء يتابعون المسلسلات البرازيلية -المشهورة - بالإباحية المطلقة ، وعندما يبلغ الابناء سنّ المراهقة ويكون " البتريس" قد وصل الى خريف العمر ، فقد حان الآن وقت دفع الفاتورة.
فما كان مسموحاً له ، حلالاً زلالاً ، أصبح ممنوعاً على أولاده، وخاصة إن كان له أولاداً إناثاً!
أمّا الذكور فيسمح لهم ، على أساس "مهو زلمة" ويحق له ما لا يحق للأنثى .
..يتبع..
----------------
* "البتريس"Patricio كلمة برتغالية معرّبة متداولة بين المهاجرين العرب وتعني ابن البلد "بلدياتي".
**ملاحظة: أرجو المعذرة من المهاجرين الكرام ، فإن كان كلامي قاسياً فأنا لا أقصد الجميع بل الأغلبية .