لأيامِ الطّابون أحِنُّ
عطا الله شاهين
أتذمّر في كُلّ صباحٍ حينما استيقظُ وأقول : أين ولّتْ أيام خُبز الطّابون ؟ أتذكّر أُمّي حينما كان ألدّخان يعمي عينيّها وهي تشعلُ الحطبَ لكيْ تخبزَ أرغفةَ الخُبز.. وكانتْ تحاولُ رغم التّعب الجليّ في عينيّها أنْ تعملَ لنا خُبزاً شهيّاً .. فرائحةُ الخُبز كُنتُ أشمُّها مِنْ بعيدٍ .. فأركضُ صوبَ أُمّي وأُقبّلُ يديّها فتناولني رغيفاً ساخناً لكيْ استمتعَ في أكله .. أحِنُّ لتلك الأيام بشغفٍ وأشتهي خُبز الّطابون بلهفٍ لا يُوصف ، لكنّ نساءنا اليوم يردنَ خُبزا مدنياً .. فهُنْ لا يردنَ التّعب .. أتذكّر أُمّي قبل وفاتها بساعاتٍ حينما قالتْ لي سأخبزُ اليوم رغم مرضي.. فأنتَ يا بُني لا تُحِبُّ خُبزاً آخراً .. وحينما خبزته لي في مساءٍ حزينٍ والمرضُ يُطوقها بأنيابه سقطتْ وتوفيتْ ورغيفُ الخُبز بيديّها ..
فحين أتذكّرُ أُمّي .. أتذكّرُ الطّابون .. فمِنَ الطّابون كُنتُ استمتعُ بأيّةِ أكلةٍ تطبخها لنا أُمّي التي كانتْ باستمرار ترفدنا بأرغفةٍ وأكلات شهيّة .. أتساءلُ هلْ يقبلنَ نساؤنا اليوم أنْ تنعميَ أعيُنهن لكيْ نأكلَ خُبز القمح ؟.. لا أشكُّ بأنّهُنَ سيقبلنَ .. فأنا أتوقُ إليه كُلّ لحظةٍ ، ولكنّ امرأتي مدنيّة .. فلا أظنُّ أنّ نساءنا مُستعدات لأيّةِ مُغامرة .. وحين أتذكّرُ أُمّي أحِنُّ بجنونٍ لأيام الطّابون ، ولكنّها لنْ تعودَ ..
عطا الله شاهين
أتذمّر في كُلّ صباحٍ حينما استيقظُ وأقول : أين ولّتْ أيام خُبز الطّابون ؟ أتذكّر أُمّي حينما كان ألدّخان يعمي عينيّها وهي تشعلُ الحطبَ لكيْ تخبزَ أرغفةَ الخُبز.. وكانتْ تحاولُ رغم التّعب الجليّ في عينيّها أنْ تعملَ لنا خُبزاً شهيّاً .. فرائحةُ الخُبز كُنتُ أشمُّها مِنْ بعيدٍ .. فأركضُ صوبَ أُمّي وأُقبّلُ يديّها فتناولني رغيفاً ساخناً لكيْ استمتعَ في أكله .. أحِنُّ لتلك الأيام بشغفٍ وأشتهي خُبز الّطابون بلهفٍ لا يُوصف ، لكنّ نساءنا اليوم يردنَ خُبزا مدنياً .. فهُنْ لا يردنَ التّعب .. أتذكّر أُمّي قبل وفاتها بساعاتٍ حينما قالتْ لي سأخبزُ اليوم رغم مرضي.. فأنتَ يا بُني لا تُحِبُّ خُبزاً آخراً .. وحينما خبزته لي في مساءٍ حزينٍ والمرضُ يُطوقها بأنيابه سقطتْ وتوفيتْ ورغيفُ الخُبز بيديّها ..
فحين أتذكّرُ أُمّي .. أتذكّرُ الطّابون .. فمِنَ الطّابون كُنتُ استمتعُ بأيّةِ أكلةٍ تطبخها لنا أُمّي التي كانتْ باستمرار ترفدنا بأرغفةٍ وأكلات شهيّة .. أتساءلُ هلْ يقبلنَ نساؤنا اليوم أنْ تنعميَ أعيُنهن لكيْ نأكلَ خُبز القمح ؟.. لا أشكُّ بأنّهُنَ سيقبلنَ .. فأنا أتوقُ إليه كُلّ لحظةٍ ، ولكنّ امرأتي مدنيّة .. فلا أظنُّ أنّ نساءنا مُستعدات لأيّةِ مُغامرة .. وحين أتذكّرُ أُمّي أحِنُّ بجنونٍ لأيام الطّابون ، ولكنّها لنْ تعودَ ..