الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ماذا جرى ويجرى في منطقة المغراقة في قطاع غزة؟ بقلم د. عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2015-02-28
ماذا جرى ويجرى في منطقة المغراقة في قطاع غزة؟ بقلم د. عز الدين حسين أبو صفية
بقلم د. عز الدين حسين أبو صفية- دكتوراه بالعلوم السياسية و العلاقات الدولية

منطقة المغراقة تقع على حافة الجهة الجنوبية لمدينة غزة وعلى الضفة الشمالية لوادي غزة الشهير وهي منطقة منخفضة ومستوية تقريباً ويقطنها بعض الأسر التي ازداد عددها إما بفعل النمو السكاني الطبيعي أو وفود أسر أخري إليها بعد شرائهم أراضي في هذه المنطقة وخاصة الأراضي التابعة للأوقاف وهي تشكل الآن تجمعاً سكانياً لا بأس به.منطقة المغراقة تعرف بهذا الاسم منذ زمن طويل ولعبت دوراً هاماً عبر التاريخ قديماً لا سيما وأنها تقع على الحافة الشرقية لمدينة غزة القديمة والتي عرفت ب (تل العجول) والتي تحوي آثاراً قديمة لأقوام سكنتها والتي يقال أن وادي غزة قد شطرها إلى قسمين بعد أن تغير مسار جريانه من الاتجاه شمالاً إلى وادي بيت حانون ليصبح يتجه غرباً إلى البحر عبر المنطقة الأضعف جغرافياً مكوناً مجري عريضاً ومصباً واسعاً في البحر فأصبح شكل مدينة غزة القديمة (تل الجول) مكون من جزئين وهما (تل العجول) على الضفة الشمالية للوادي و (تل أبو غبيش) على الجهة الجنوبية منه ملاصقاً للمصب, وعندما كان يفيض الوادي في فصل الشتاء من كل عام يتسبب في جرف وانهيار حافة تل أبو غبيش فتنكشف الآثار القديمة والعملات (نقود) برونزية ونحاسية لأمم ودول توافدت على هذه المنطقة.ظل وادي غزة منذ أن أصبح مجراه المتجه إلى البحر يأتي بكميات هائلة من مياه الأمطار التي تتجمع من جبال الخليل عبر جداول تشكل بعد تجمعها مجري وادي غزة والذي لم يختلف في عُرضه وكمية الأمطار والطمى ومخلفات ما يجرفه عبر رحلته التي تمتد إلى أكثر من أربعين كيلومتر لا يختلف عن الأنهار وخاصة عند مصبه في البحر والذي يتسع ليصبح بعرض يزيد عن المئة أو المئتي متر, ونظراً لكمية المياه التي يجلبها الوادي وغير المستفاد منها من قبل أهالي غزة والحكومات المتعاقبة عليها لذا أقدمت سلطات الاحتلال منذ عشرات السنين إلى بناء خزانات كبيرة لتخزين مياه الشتاء فيها بعد أن قامت بتحويل مجري الوادي إليها لذا انقطعت مياه وادي غزة تماماً وفي أحسن الأحوال كل عدة سنوات كانت تتسرب عبر الوادي كميات ضئيلة من المياه تتشكل في مسارب مائية على ضفتيه داخل المنطقة الوسطى, وقد استغل السكان وبعض المجالس المحلية مجري الوادي إلى ضخ مياه المجاري إليه محولةً إياه إلى مجرى للمياه العادمة مما انعكس على المحمية الطبيعية المشكلة في المنطقة الغربية من المجري وخاصة من جسر وادي غزة حتي التقاء الوادي مع البحر مما أدي إلى هجرة العديد من الطيور النادرة وبعض الحيوانات والزواحف بالإضافة الي انحسار زوار هذه المنطقة خاصة المهتمين بالبحث في المجالات المختلفة.لماذا الآن يتسبب الوادي في غرق المنازل في منطقة المغراقة وقد كان في الماضي يفيض بشكل أكبر من ذلك في فصل الشتاء ولا يتسبب في مثل تلك الأضرار التي شاهدناها بعد الفيضان الأخير؟بعض الأمور لا تخفى على أحد بل نوضحها لندق ناقوس الخطر لدي المسئولين والمهتمين بهذا الشأن ولمحاسبة كل المتسببين في ذلك باستثناء من لا نستطيع محاسبتهم مثل الأمور المتعلقة بالطبيعية التي تخرج عن امكانية معالجتها وليس من لعب في طبيعة المنطقة ويتعمدوا تغيير طبيعة المجرى بعد نهب وسرقة أراضيه وبيعها حيث أصبح المجري لا يتعدى عرضه بضعة أمتار لذا:

1- فإن ما يقوم به الاحتلال من فتح خزانات المياه لديه لتتدفق عبر مجري الوادي بدون تنسيق مسبق مع الجانب الفلسطيني لهو عمل مقصود يهدف إلى الحاق الأذى والضرر بالسكان الفلسطينيين وخاصة من هم الأحوج إلى تجنيبهم تلك الأضرار الناتجة عن غمر الكميات الهائلة من المياه لمنازلهم وتخريب أثاث بيوتهم ومزارعهم, كما أن على الحكومة أين كانت والمسئولين البدء في ايجاد الآليات القانونية والسياسية لمحاسبة دولة الاحتلال على تلك الأفعال وعلى استحواذها على حقنا في مياه الوادي التي تنهبها بهدف حرمان السكان من المياه التي تستولى عليها وتقوم بضخها إلى خزانات المياه الجوفية لديها عبر تقنيات عالية

.2- نظراً لتكرار تلك الكارثة عدة مرات سابقاً فإن المنطقة وفي ظل عدم وجود جدية لإثارة هذا الموضوع لدي المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية ذات الصلة فإن المنطقة ستظل عرضة لمثل تلك الكارثة, لذا لا بد من ايجاد بدائل تقى السكان الضرر والمصائب

.3- على الجهات المعنية أن تضع مخافة الله ومصلحة السكان بين أعينها وأن تبحث جدياً عن الأسباب التي أدت إلى التضييق المعتمد لمجري الوادي ومصبه مما يعيق انسياب المياه المتدفقة ويحشرها في المجري الضيق ولا تجد متسعاً لها إلا الفيضان على جانبي المجري بشكل واسع ويتسبب في زيادة عدد الشريحة السكانية المتضررة من ذلك

.4- بقي أن نسأل من هو المخول الذي قام أو سمح ببيع مساحات شاسعة من الأراضي على جانبي المجري(والتي كانت أساساَ ضمن التشكيلة الجغرافية للمجري) وخاصة عند المصب الذي أصبح لا يتعدى كونه قناة لتصريف المجاري, كما أن من يتحمل مسئولية بيع أراضي الأوقاف والبناء عليها مباني خرسانية ومساجد وشغلها بالسكان في كنف الروائح النتنة المنبعثة من المجري سؤال يبقى مطروحاً وموجهاً إلى كل مسئول ويبحث عن إجابة, فهل من مجيب؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف