هل هذا الجزاء؟
بقلم د./ يحيى محمود التلولي
لقد استيقظ أهالي قطاع غزة على سماع خبر مؤسف يندى له جبين كل حرّ، هو مقتل المفقودة المسنة/ سميحة عوض الله الذي تناقلته وسائل الإعلام صباح الأربعاء بتاريخ: 25/02/2015م، بعد غياب عن المنزل دام ما يقرب
من سبعة أيام.
فبعد صراع طويل مع الواقع المرير الذي عاشته،
فلم تعرف معنى الراحة والاستقرار، وعانت منه الأمرين، فكيف لا، وقد استشهد زوجها عمر عوض الله على يد الاحتلال
الإسرائيلي العنصري الفاشي في سجن عسقلان عام 1975م. فبدأت مرحلة جديدة من الكفاح، والنضال، صابرة محتسبة أجرها إلى الله، فكرست جلّ حياتها لتربية طفليها الصغيرين: (أحمد وجيفارا)، مصرّة على أن يصبحا طبيبين تفتخر بهما، فتحققت الأماني، وبلغت المرجو، ولكن للأسف كانت النهاية
القتل، وكيف؟
لقد وُجِدَت المفقودة سميحة مقتولة داخل غرفة عبارة عن مستودع خاص بها داخل منزلها، حيث وجدت مخنوقة بمربط بلاستيكي، ومضروبة بأداة حادة على رأسها؛ ما أدى إلى سيل دمائها، مما يعني ويؤكد وجود شبه جنائية حدثت لها.
إن مقتل هذه المسنة يدفع كلٌّ منا للتساؤل، لِمَ قُتِلَت سميحة؟ وهل يُقْتَلُ من هم أمثالها؟ من يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء؟ هل له قلب يحس أو يشعر به؟
أليس له أمٌّ؟ هل يقبل هذا لأمّه أو لغيرها من النساء؟ هل هذا من الدين؟..... وغيرها من الأسئلة كثير.
إن من يقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم ليس له مبرر بأيّ حال من الأحوال، ولا بد من إيقاع أقصى العقوبة الشرعية عليه، ولا تأخذنا به رأفة ولا رحمة؛ ليكي يكون عبرة لمن لا يعتبر، فكيف لا، والله
-عزّ وجلّ- يقول: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَابًا عَظِيمًا "(النساء، الآية: 93) ويقول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي
الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ
يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي
الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة، الآيتان: 32،33)،
والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: " لزوال
الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" (رواه ابن ماجه/ إسناده حسن)، وكل من يحاول إيجاد المبررات لهذا المجرم وأمثاله، فهو شريك له في جريمته، لأني أفهم الخطأ، وماهية الخطأ وحقيقته، ولكن لا أفهم أن يتحول الخطأ إلى قانون ندافع به عن المجرم، ومن سلبني الحياة فليس له حق في الحياة، وإذا كان هذا جزاء المغدورة، فما جزاء الغادر المجرم؟
رحمك الله يا أماه، وأسكنك فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.
بقلم د./ يحيى محمود التلولي
لقد استيقظ أهالي قطاع غزة على سماع خبر مؤسف يندى له جبين كل حرّ، هو مقتل المفقودة المسنة/ سميحة عوض الله الذي تناقلته وسائل الإعلام صباح الأربعاء بتاريخ: 25/02/2015م، بعد غياب عن المنزل دام ما يقرب
من سبعة أيام.
فبعد صراع طويل مع الواقع المرير الذي عاشته،
فلم تعرف معنى الراحة والاستقرار، وعانت منه الأمرين، فكيف لا، وقد استشهد زوجها عمر عوض الله على يد الاحتلال
الإسرائيلي العنصري الفاشي في سجن عسقلان عام 1975م. فبدأت مرحلة جديدة من الكفاح، والنضال، صابرة محتسبة أجرها إلى الله، فكرست جلّ حياتها لتربية طفليها الصغيرين: (أحمد وجيفارا)، مصرّة على أن يصبحا طبيبين تفتخر بهما، فتحققت الأماني، وبلغت المرجو، ولكن للأسف كانت النهاية
القتل، وكيف؟
لقد وُجِدَت المفقودة سميحة مقتولة داخل غرفة عبارة عن مستودع خاص بها داخل منزلها، حيث وجدت مخنوقة بمربط بلاستيكي، ومضروبة بأداة حادة على رأسها؛ ما أدى إلى سيل دمائها، مما يعني ويؤكد وجود شبه جنائية حدثت لها.
إن مقتل هذه المسنة يدفع كلٌّ منا للتساؤل، لِمَ قُتِلَت سميحة؟ وهل يُقْتَلُ من هم أمثالها؟ من يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء؟ هل له قلب يحس أو يشعر به؟
أليس له أمٌّ؟ هل يقبل هذا لأمّه أو لغيرها من النساء؟ هل هذا من الدين؟..... وغيرها من الأسئلة كثير.
إن من يقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم ليس له مبرر بأيّ حال من الأحوال، ولا بد من إيقاع أقصى العقوبة الشرعية عليه، ولا تأخذنا به رأفة ولا رحمة؛ ليكي يكون عبرة لمن لا يعتبر، فكيف لا، والله
-عزّ وجلّ- يقول: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَابًا عَظِيمًا "(النساء، الآية: 93) ويقول: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي
الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ
يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي
الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة، الآيتان: 32،33)،
والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: " لزوال
الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" (رواه ابن ماجه/ إسناده حسن)، وكل من يحاول إيجاد المبررات لهذا المجرم وأمثاله، فهو شريك له في جريمته، لأني أفهم الخطأ، وماهية الخطأ وحقيقته، ولكن لا أفهم أن يتحول الخطأ إلى قانون ندافع به عن المجرم، ومن سلبني الحياة فليس له حق في الحياة، وإذا كان هذا جزاء المغدورة، فما جزاء الغادر المجرم؟
رحمك الله يا أماه، وأسكنك فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا.