الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في زمان الذروة بقلم : إسماعيل نبيل أبو علي

تاريخ النشر : 2015-02-27
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة بعنوان/ في زمان الذروة

في زمن الذروة كان فصل الربيع قد حل و الشمس مشرقة ونورها يملأ الغابة , بعد أن عاد الأسد وجيشه من معركة دامية ضد الثعالب , عاد جيش الأسد منتصر وكان جميع أفراد الجيش يتحدث عن قوة وذكاء الأسد في التخطيط للمعركة , وكان الجيش يضم الأشبال و الضباع والكلاب وحيوانات أخرى . بعد هزيمة الثعالب الذين طالما شكلوا خطر على حيوانات الغابة , ولم يلتزموا بقانونها الذي وضعه الأسد , جمع الأسد الحيوانات وصعد على عرشه وقال : اليوم نحتفل بالنصر نحتفل بالأمان , اليوم بداية زمنٍ جديدٍ خالٍ من الصراعات والأعداء , اليوم نستطيع أن نبني ونعمر ما هدمه الثعالب ونعيش في مودة وسلام . صاح الحيوانات بأعلى صوتهم : عاش الأسد عاش ملك الغابة . بعد خطاب الأسد طلب من كبار الضباع الاجتماع , وقال لهم : بعد هزيمة الثعالب زادت مساحة مملكتي وصار من الصعب أن احكمها وحدي لذلك أردت أن اجعل لكل منطقة مراقبٌ عليها يكون عيناً لي يأتمر بأمري وينتهي بنهيي , وأن تجتمعوا كل أسبوع عندي فتعطوني صورة مفصلة عن منطقتكم وما يحدث بها . انتهى الأسد من خطابه وقال لهم : هل عند أحدكم سؤال أو استفسار ؟ رفع احد الضباع يده وقال : أيها الملك أليس الأشبال أحق بهذا منا ؟! قال : إن الأشبال ما زالوا صغار وقليلو الخبرة, وعندما يكبرون يستطيعون أن يقوموا بدوركم . انتهى الاجتماع وقسم الأسد لكل ضبع منطقته وأعطى كل ضبع مجموعة من الكلاب تحت إمرته ليكونوا جيشا له . بعد انتهاء الاجتماع أمر الأسد بإحضار الثعالب المسجونة عنده وقال لهم : إن كنتم أصحاب إساءة , خارجون عن قانون الغابة , فلن أكون مسيئا مثلكم بل سوف أعطيكم فرصة لتحسنوا أنفسكم وتعودوا تحت قانوني فهل تعطوني وعدا بذالك فأعفوا عنكم أم لا فآمر بقطع أعناقكم ؟ قال كبير الثعالب : نحن تحت أمرك وراضون بقانونك وراضون بحكمك . قال الأسد : إذا انتم أحرار , ولكن إن بدرَ منكم سوء سترون نهايتكم على يدي . في طريق الثعالب للعودة إلى منطقتهم صار بعض الثعالب يتحدثون عن طيبة الأسد وأنهم يحبونه لأنه سامحهم , سمع حوارهم كبير الثعالب فقال له : أأنتم حمقى ؟ بيننا وبين قانون الأسد عداوة كامل , لا يمكننا أن نسمح له أن يقيدنا بقوانينه السخيفة . قال له احدهم : أنت تعلم انه هزمنا وأنا لا نقدر عليه . قال لهم : نعم نحن لا نقدر عليه لأن عنده جيش كبير , ولكن إذا ما شتتنا بينهم ووضعنا بينهم البغضاء والعداوة سوف يسهل علينا هزيمتهم عندها . قال له آخر : هذا صعب للغاية ويحتاج لوقت كبير . قال له :علينا الآن أن نبني أنفسنا وان لا نقول لأحد عن خطتنا حتى لا يقتلونا , وبعدها نفعل ما نريد بهدوء . بعد مرور أشهر : مرض الأسد مرض شديد وأحس بقرب اجله فجمع الأشبال وقال لهم : إني أشعر بدنو اجلي , فأرجوا أن تسمعوا وصيتي , تدربوا جيداً ولا تتكاسلوا فأنتم ملوك هذه الغابة بعدي , بعد أربع سنوات سوف يتنازل كل ضبع عن مملكته لأحدكم وهذا كما اتفقت معهم , فأرجوا أن تكونوا وحدة واحدة وأن تحكموا بالعدل , ونادي اصغر الأشبال وأعطاه ورقة وهمس في أذنه من دون أن يسمعه احد . وجمع الضباع وقال لهم : إني أقدر لكم معروفكم , فقد كنتم يداي في حكم مملكتي , ولكني وقد أحسست بدنو اجلي و أرجوا منكم أن تكملوا معروفكم وأن تحكموا كما علمتكم هذه الولايات , وبعد أربع سنوات يتنازل كل واحد منكم عن ولايته لأحد أشبالي . وبعد دقائق سقط الأسد ميتاً , فحزن جمع من في المملكة وأقيم عزاء ضخم حضر إليه جميع الحيوانات وفي مقدمتهم الثعالب , كان الثعالب قد حضروا ليستطلعوا وليعلموا ماذا سيفعل باقي الحيوانات بعد موت الملك . انتهى عزاء الملك وأمر الضباع بجمع الحيوانات , وكتبوا ورقة وأمروا احدهم ليلقيها فصعد إلى العرش وقال : أيها الحيوانات فقدنا قائد عظيم , وهبنا الأمان والوحدة بعد أن كنا نعيش تحت الخطر , إنه القائد الذي جمع بين الحيوانات ووضع بينهم قانون يحكمهم بعد ان كنا في صراع دائم مع بعضنا , نعدك يا قائدنا أن نكون وحدة واحدة كما كنا وأن نحكم بالعدل والتعاون مع بعضنا البعض . ثم نزل الضبع عن العرش وعلا صوت البكاء حتى ملأ جميع أرجاء الغابة حزناً على الأسد . بعد أيام اجتمع الضباع واتفقوا مع بعضهم البعض بالعناية بالأشبال وان يجتمعوا كل أسبوع في قصر الأسد ويناقشوا بينهم المستجدات , وقف أحد الضباع وقال : لكن لا بد من قائد يلبس تاج الملك ويكون مكان الأسد , وذلك حتى نمتثل لأمره ونبقى متوحدون . قال آخر : لا يمكن لضبع أن يحكم غابة كاملة لذلك بعد أربع سنوات نولي علينا أحد الأشبال ملكاً . قال ضبع آخر : ولكني لم ألحظ وجود تاج الملك على رأسه بعد موته , أين ذهب التاج ؟ انتبه الضباع على اختفاء تاج الملك وصاروا يبحثون عنه في كل مكان , وانتشر الخبر في الغابة بأن التاج قد سرق . قال أحد الأشبال لإخوته : إذا ارتدى هذا التاج من لا يستحقه فسوف تضيع غابتنا , وسيحكمنا من يفرقنا , علينا أن نجده . كان جميع الحيوانات في حالة استنفار من أجل البحث عن التاج , بعد يومين من البحث لم يجدوا شيئاً , فاجتمع الحيوانات وقال أحد الضباع : يبدوا أن الأسد أخفى التاج قبل موته حتى لا يقع في أيدي لا تستحقه . قال الضباع : نعم هذا ما نظنه علينا أن ننسى موضوع التاج ونتفرغ لغابتنا . انصرف كل ضبع لمملكته , وبعد عدة أشهر انتهز الثعالب الفرصة وبدؤوا ينفذون خطتهم في التفرق بين الضباع . زار كبير الثعالب الضبع الذي يحكم المنطقة الشرقية , وحين رآه الضبع قال : مالي أراك في منطقتي . قال : جئت أطمأن على جلالتك , فهل تأذن لي فأجلس . - نعم تفضل بالجلوس . - أحزنني موت الأسد كثيرا . - نعم رحمه الله , كان قائدا عظيما . - أتعلم , كنت أقول في نفسي بعد موت الأسد أنه لا يوجد أفضل منك لتأخذ مكانه فأنت الأذكى بين الضباع , يجدر بالضباع الأخرى أن تعلم مكانتك , وتضعك قائدا عليها . - هل هذا صحيح ؟! - نعم , فإن كان كلامي خاطئً فأخبرني من أجدر منك ؟ - كلامك صحيح , عليَ أن أطرح هذا في الاجتماع القادم . - ليس عليك أن تطرحه بل عليك أن تفرضه عليهم فهم لا يعرفون قيمتك , ولقد سمعت ضبع المنطقة الجنوبية يقول عنك أنك لا تستحق أن تكون حاكماً للمنطقة الشرقية , يجدر بك أن تضع له حد . - هل قال هذا سوف أراجعه في الاجتماع القادم وإن كان هذا صحيح فسأعلمه درساً لن ينساه . وهكذا بدأ الثعلب ينفذ خطته وأعاد هذا الكلام عند الضباع الأخرى وصاروا يتوعدون لبعضهم البعض , وحين وصل لضبع المنطقة الجنوبية عارض كلامه واكتشف خطته وطرده من قصره , وقال له : لقد قطعنا وعدا للأسد أن نكون وحدة واحدة لن تفرقوا بيننا وسنفي بوعدنا للأسد. وفي الاجتماع الأسبوعي بدأوا يتجادلون ويشتمون بعضهم , فقال ضبع المنطقة الجنوبية : لقد كذب عليكم الثعلب وشتت بينكم علينا أن نقتل الثعالب . قال قائد المنطقة الشرقية : لا لن أسمح لأحد أن يقترب من الثعلب , لأنه اعترف بقوتي وذكائي . وهكذا بدأت بينهم البغضاء والمكيدة وصاروا يتقاتلون حتى تفرق كل واحد منهم وصاروا يخافون من بعضهم البعض وصاروا يبنون الأسوار بين مناطقهم حتى صارت الغابة مقسم . قائد المنطقة الجنوبية كان حاقدا على الثعالب لما فعلو وتوعد بالانتقام وجمع حيوانات منطقته وقال لهم : الثعالب يحاولوا التشتيت بيننا , لذلك وجب علينا أن نقاتلهم حتى تعود الوحدة بيننا . وهكذا جمع جيشه وبدأ بالاستعداد لقتال الثعالب , ولكن كان قائد المنطقة الشرقية قد درب الثعالب , اجتمع الثعالب جيشاً في مواجهة جيش المنطقة الجنوبية , وبدأ القتال وقتل الثعالب قائد المنطقة الجنوبية وانتصروا عليه وصارت المنطقة الجنوبية تحت سيطرتهم , وهكذا بدأت قوة الثعالب تزداد وبدؤوا في تحقيق أطماعهم . غابت الشمس وانتشر الظلام في الغابة , وصار الخوف مسيطرا على جميع حيوانات الغابة . بعد مرور أربع سنوات جاء الأشبال وقد صاروا اسوداً وطلبوا من كل طبع أن يتنازل عن منطقته لأحدهم كما وعدوا الأسد , ولكن كانت المفاجأة بأن أمروا بإلقائهم في السجن ورفضوا تسليمهم الحكم . بدأ الوضع في الغابة يزداد سوء وحيوانات الغابة يتصارعون ويتقاتلون بينهم , كان الأسود يفكرون في طريقة للهرب من السجن وبدؤوا يعدون الخطط لذلك , صار الثعالب يملون بأوامرهم على الضباع والضباع يطيعونهم خوفاً منهم بعد أن أصبحوا اشد قوة . استطاع الأسود أن يهربوا من السجن واجتمعوا وصاروا يفكرون في طريقة لإعادة الوضع كما كان . حيوانات الغابة كانوا خائفين ويتمنون لو أن الوضع يعود كما كان في زمن الأسد , ولكن أملهم كان قليل في هذا الشيء . كان الوضع يزداد سوءاً , وكان الأسود في حيرة من أمرهم , والضباع يبحثون عنهم ليسجنوهم . هنا في وسط تزاحم البلايا والمصائب على الأسود وحيوانات الغابة قام اصغر الأسود وقال : حان الوقت , لأكشف لكم ما كان مكتوبا في الورقة التي أعطاني إياها أبي الأسد , وأكشف ما أخبرني به قبل موته , لقد قال لي : لا تفتح هذه الورقة إلا إذا تعرضت الغابة لمصيبة كبيرة . فتح الأسود الورقة ووجدوا مكتوب بها مكان وجود تاج الملك , ومكتوب بها أن يرتدي هذا التاج أكبرهم , فإذا ارتداه فسوف يطيعه جميع حيوانات الغابة . احضر الأسود التاج وارتداه كبيرهم وصعد إلى عرش الملك وزأر بأعلى صوته فهرع جميع الحيوانات إلى قصر الأسد فوجدوا هذا الأسد يعتلي العرش فهتفوا جميعا : لبيك مولانا الأسد . علم الضبع بالأمر فجمع جيش الكلاب وتوحد مع الثعالب ضد جيش الأسد , وانطلق جيشه لأرض المعركة وحضر الأسد جيشه وانطلق , وبدأت معركة كبيرة طاحنة بينهم ، انتهت بانتصار الأسد وعاد القانون يحكم الغابة , وأشرقت الشمس من جديد , وعادت الغابة وحدة واحدة .

وهكذا الشباب العربي أشبال أبو الظلم وخرجوا طلبا للعدل والحرية التي سلبها ذئاب بواسطة ضباع , ضباع استأسدوا على المساكين , يلعب بعقولهم ذئب الغرب الذي قام على مبدأ التفريق , حتى صار الحاكم يقتل شعبه وكأنهم أعدائه , ولم يعلموا أن هذا الشعب الذي سلبوا منه حريته وعدله يحتوي على الأشبال الذين سيصبحون أُسود , ويأخذوا الحق السليب بالقوة.

بقلم : إسماعيل نبيل أبو علي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف