الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وأعدوا لهم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2015-02-27
وأعدوا لهم بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
وأعدوا لهم (عادل بن مليح الأنصاري)

آية ربما نكون فهمناها خــطأً , اللغة العربية وخاصة لغة القرآن لغة دقيقة التركيب والمدلول , فالإعداد لا يكون بالشراء والتكديس والعجز عن الصيانة والتطوير ومعرفة أسرار كل ما تعج به تلك الأسلحة من آلات دقيقة لا يستبعد أن يضع أعداؤنا قطعة بحجم بيضة الدجاجة لتنفجر في جنودنا عند استخدامها استخداما لا يروق لبائعيها ومنتجيها ومصدريها للمستعمِل الجاهل , إعداد القوة هو غير استيراد القوة , فالعالم العربي الذي يعتبر في حرب دائمة (كما يفترض) مع العدو الصهيوني طالما هو يحتل ويزرع القلاقل والفتن في الشرق الأوسط , لا يستطيع صناعة أو صيانة إلا بعض الأسلحة الخفيفة والقليل من الأسلحة الثقيلة (نسبيا) ولكنها لا ترقى للصناعات (الكافرة , العدوة) , وليس سرا أن نقول أن تلك الأسلحة والتي تفترس أكثر دخولنا القومية , كما أنها تسلب الكثير من ثرواتنا لصالح (حديد خردة) ربما لا يصب ناره البدائية إلا على رؤوسنا نحن فقط وفيما بيننا , إن الحروب المصيرية الحديثة لم تعد تعتمد على ذلك (الحديد الخردة) والذي نتلهى به أو يلهوننا به ويمتصون في مقابله على أكثر من ثلثي دخولنا وعلى حساب أفواه الجياع في عالمنا العربي (التعيس) , أصغر طالب متوسط في عالمنا العربي وبفضل القنوات الفضائية والألعاب الألكترونية يدرك أن الحروب الحديثة هي حروب السماء والأقمار الصناعية والتصوير الليلي وصواريخ الليزر الموجهة , وكذلك هي حروب ستستخدم مستقبلا أسلحة لم تر النور بعد , وأسلحة مازالت تهجن في المعامل والمختبرات , أسلحة ربما تدمر أعداءها بدءا من الأقمار الصناعية وانتهاء بحروب الجراثيم المجهرية , لا شك أن أباطرة الحروب ومن فوق عروشهم الخفية يتندرون علينا ونحن نترك أجيالا تفتقر للغذاء والدواء والتعليم والحياة الحضارية الراقية , أجيال تفتقر للسكن الكريم والشوارع الواسعة النظيفة والمدارس الراقية وخطط التعليم الحديثة , تفتقر للتسلية البريئة , أجيال تنشأ في ظل اليتم والفقر والمرض والجهل والقهر والجوع والمخيمات والعشش والخيام ومجاورة الأموات والحيوانات في رقادهم وسهادهم , لنوجه ما ينتشلهم من هذا البؤس لشراء (حديد خردة) لن يحمينا من أصغر أعداءنا لو قاتلناهم , نعم هي آلات دمار بدائية تحصد الأرواح بامتياز وتحرق وتدمر بكفاءة عالية إذا ما وُجهت لصدورنا نحن فقط .
أنا لا أشك في عداء إيران لنا نحن العرب , واستماتتها لتقبرنا عن بكرة أبينا لو استطاعت , ولكنها عندما طرقت أبواب العالم الخفي لتتسلح بالسلاح المؤذي حقا جلبت القلق ودقت أجراس الخطر في إسرائيل وأمريكا وأوربا , فتسابق العالم على طاولات المفاوضات لتهدئة المارد الفارسي الذي اراد أن يدخل لساحة اللاعبين الكبار , نعم هو نادٍ لا يملك مفاتيحه إلا قادة العالم العلوي أما ساكني البدرومات فليس لهم إلا (الحديد الخردة) .
قال سبحانه وتعالى في محكم القول (وأعدوا) ولم يقل (واشتروا) أو ( واستوردوا) أو (واجلبوا) .
وقال عن الشيطان : ( وأجلب عليهم بخيلك ) , والفرق واضح بين (وأعدوا) وبين ( وأجلب ) , فالخيل لا تُصنع ولكنها تُجلب , وعندما قال سبحانه : ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) فالقوة هنا تعد كما قلنا وفي كلمة (رباط) توضيح إلهي حكيم أن الإعداد ليس للخيل , فكما قلنا هي لا تعد فهي مخلوقة , ولكن الذي يُعد هو (رباطها) , وكلمة (رباط) ربما تشمل القواعد العسكرية وملحقاتها .
العالم المتحكم في مقاليد القوة ومفاتيح الدمار الرادعة لم ولن يسمح لنا إلا بذلك (الحديد الخردة) الذي يستنزف مواردنا ويحرم أجيالنا من مصادر الحياة الكريمة , كما أنه يشغل ملاين العاطلين في بلادهم لنستخدم تلك الألعاب لتدمير أنفسنا وجيراننا وأبناء جنسنا وعقيدتنا , حتى عندما سمحوا للباكستان بتصنيع قنبلتها النووية (وقد اصبحت بدائية نظرا لتطور معايير الدمار في معاملهم) , اطمأنوا أنه سيكون سلاحا مقيدا في حدود جارتها الهند فقط , كما أن باكستان ستفكر ألف مرة قبل أن تستخدمه ضد أي أحد لسهولة إقناع الهند بخطورة هذا التصرف عليها مما سيحدوا البلدان ليحيد كل منهما آلة دماره حتى لا تنصب حمم الموت على كليهما , ما في الحالة الإيرانية فالرادع الوحيد لها سيكون إسرائيل وفي هذه مغامرة كبيرة لن تنجوا من شررها البنت المدللة لأمريكا فيجب قطع الطريق عليها قبل أن تصل لمرحلة الردع وخطورة تلك المرحلة .
هناك جبال مكدسة من (الحديد الخردة) في الشرق والغرب , وهناك مصانع تعمل ليل نهار , وهناك بيوت مفتوحة وأفواه تأكل الهمرجر والاستيك والبيتزا من وراء تلك المصانع , ولتظل عجلة الموت دائرة وأموال الشعوب المتناحرة تهطل عليهم بالرخاء والثراء فلا ضير أن تُشعل الحروب هنا وهناك , وأن تتفرج شرطية العالم على تناحر الحكومات مع المنظمات والأحزاب والطوائف والقبائل والجماعات المختلفة , ولا ضير أن تستمر عجلة الموت في العراق وسوريا وليبيا وإشعال أخرى في اليمن ومصر والسودان لمحو جزء من أطفال هذا الشرق (الإرهابي) ورجال مستقبله (المظلم) كما أرادوه , ولا ضير في إنبات منظمات مجهولة الهوية لتكمل ما بدأته الحكومات والرؤساء الذين لا مانع لديهم من إحراق دولهم ومدنهم وقتل أطفالهم وتشريد كامل شعوبهم من أجل كرسي الحكم وشهوة السلطة , فهناك من يشتري , وهناك من يدمر , وهناك من يطلب المزيد , وهناك من يضحك ويتفرج ويخطط , وهناك من يسقط في أمام الله وأمام التاريخ وأمام شعبه من أجل الشيطان .
لو تأملنا موقعنا في خارطة هذا الواقع المؤلم , المؤسف , القاتل , وهل يمكن الخلاص من دوامة الضياع الحضاري , والعته السياسي , والغباء التاريخي , نجد أن الهوة أصبحت أصعب من أن تردم , بل ربما أصبحت واقع لا مفر منه , فنحن أشبه بسجناء ويحيط بنا جنودا قساة وكلاب حراسة وكاميرات وأقمار صناعية , نحمل في رؤوسنا رقائق متابعة , ورقائق كهربائية صاعقة , نحن أشبه (بديَـكةٍ) تتقاتل لتسلية جمهور لا يرحم .
نحن نحتاج فقط لرحمة الله لترحمنا من أنفسنا قبل أعداءنا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف