فايز الفايز
يتحدث التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” عن معركة قادمة لتحرير مدينة الموصل، وإذا كان الحديث عن معركة فعلا بقصف الطيران وجيش مدرع يضم مقاتلين من فئة واحدة “ شيعة وأكرادا”، فلننتظر دمارا شاملا لمدينة الموصل لن يشبه حتى مدينة عين العرب، كوباني، الكردية التي دمرت بنسبة 90% كما تذكر التقارير، ذلك أن الموصل التي تركت وحيدة ليفترسها التنظيم منذ صيف العام الماضي قد باتت تحت سيطرة داعش تماما، ولعل أفواج الدبابات التي غنموها من الفرق العراقية التي تركت “هدية” للتنظيم، قد تكون مسيطرة على نقاط المدينة الرئيسة، وستكون الحرب طويلة حينئذ ومدمرة لأعرق مدن العرب في شمال العراق، فيما تترك ميليشيات الحشد الشعبي تعيث تقتيلا بأهل السنة في المحافظات والبلدات التي يقطنها أهل السنة والعشائر العربية.
إن أي خطوة ضد تنظيم داعش يجب أن يسبقها حل للأسباب التي أوجدت حواضنه ليس في العراق وحده في سوريا ومصر وليبيا أيضا، دون استثناء فئة ولا تغليب طرف على الآخر، فالعراق تسيطر عليه قيادات إيرانية بعقلية الشيعة الفارسية، والمعلومات من بغداد تقول إن الذي يحكم هناك ميدانيا هو من يشرف على قطاعات القتال في سوريا، أي قاسم سليماني، ثم إن الشوارع الرئيسة في بغداد باتت تعج بصور المرشد الأعلى علي خامئني وفي أسفلها جملة تقول “ لن نُهزم”، فيما ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بفظائع وحشية ضد المدنيين السنة في المدن والقرى التي تطوفها، وهذا ما يدفع شباب ورجال تلك المناطق إلى الاستنجاد بقوات داعش لمقاومة هذه الجرائم أو الثأر منها أو للحماية من أفرادها، مقابل تجاهل فكرة تشكيل “ الحرس الوطني” الذي يستهدف أبناء العشائر السنية للانخراط به لحماية مناطقهم..
إن من غير الممكن لأي حركة سياسية كانت أو ثورية أن تجد لها بيئة خصبة ومناخاً جيداً ودعماً شعبياً إلا في ظل الاضطرابات والإقصاء لفئة من الناس أو قمعهم وتسلط قوة قاهرة ضدهم، وهذا ما حدث مع أهل السنة في العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وكنا قد تناولنا ذلك فيما مضى، ولكن يجب أن يتم التذكير بأن أحداث عام 2004 حتى 2008 ثم بعد ذلك إلى نهاية حكم نوري المالكي الذي لم يكتف بالكذب والتحايل على الزعامات والسياسيين السنة، بل وأعطى الضوء الأخضر للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني من الدخول للأراضي العراقية ودعم الميليشيات الشيعية المتطرفة والمنتقمة من أبناء العشائر السنة في المحافظات السنية خصوصا في الأنبار.
لقد شهدت مدن الأنبار وغرب العراق وتحديدا الفلوجة معارك ضارية وحرب إبادة شنتها القوات الأمريكية سابقا واستكملتها قوات نظام بغداد وميليشيات جيش المهدي وقوات بدر وفيلق القدس الإيراني، ما جعل أهلها مستعدين للتحالف مع الشيطان للتخلص من جحيم المالكي وميليشياته، وهذا ما جعل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وهو التنظيم الأم لداعش ينشط بسرعة في طول الأراضي العراقية التي يقطنها السنة، وهو لعب دور السلطة هناك في ظل غياب السلطة، ورغم تقهقره من قبل الصحوات التي تم تشكيلها بمبادرة أمريكية إلا أنه عاد بقوة في السنتين الأخيرتين من حكم المالكي، ثم في ظل الانتفاضة الشعبية ضد المالكي في الأنبار وديالى وجد التنظيم فرصته للتغلغل وتقديم الدعم، وهذا ما جعل الآلاف من الشباب ينضوون تحت لوائه.
إن صمت العالم والدول العربية عن جرائم ميليشيات الحشد الشيعي، ومنحها غطاء قانونيا بدعوى مطاردتها لتنظيم داعش، لن يحل أي مشكلة في العراق، ولن يهزم داعش، بل إن التأييد للتنظيم سوف يزداد في ظل تخاذل الدول العربية وقوات التحالف عن نصرة المناطق السنية، وعدم الحديث عنها هو وقوع في حلف إيران الذي تمدد رغم وجود رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ظهرت شخصيته جيدا، فهو غير قادر على الإمساك بأضعف الملفات الأمنية داخل بغداد، وظهوره بالشخصية المغايرة لنوري المالكي لن يفيد، فالميليشيات المتمردة والقيادات العسكرية المتفردة والاستخبارات الإيرانية باتوا جميعا تنظيما إرهابيا لبغداد ويجب تطهيرهم،
فالقيادة لقاسم سليماني تربط بشكل جيد محاور القتال ما بين العراق وسوريا، لتبقى داعش “وحشا مفترضا “ لتبرير إخضاع محافظات السنة إلى سلطة المخابرات الإيرانية، وبقاء سلطة نظام الأسد في سوريا، والضحية دائما هم المدنيون العزَّل الذين يتقلبون بين نيران التنظيمات والجيوش والصواريخ الطائرة.
يتحدث التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” عن معركة قادمة لتحرير مدينة الموصل، وإذا كان الحديث عن معركة فعلا بقصف الطيران وجيش مدرع يضم مقاتلين من فئة واحدة “ شيعة وأكرادا”، فلننتظر دمارا شاملا لمدينة الموصل لن يشبه حتى مدينة عين العرب، كوباني، الكردية التي دمرت بنسبة 90% كما تذكر التقارير، ذلك أن الموصل التي تركت وحيدة ليفترسها التنظيم منذ صيف العام الماضي قد باتت تحت سيطرة داعش تماما، ولعل أفواج الدبابات التي غنموها من الفرق العراقية التي تركت “هدية” للتنظيم، قد تكون مسيطرة على نقاط المدينة الرئيسة، وستكون الحرب طويلة حينئذ ومدمرة لأعرق مدن العرب في شمال العراق، فيما تترك ميليشيات الحشد الشعبي تعيث تقتيلا بأهل السنة في المحافظات والبلدات التي يقطنها أهل السنة والعشائر العربية.
إن أي خطوة ضد تنظيم داعش يجب أن يسبقها حل للأسباب التي أوجدت حواضنه ليس في العراق وحده في سوريا ومصر وليبيا أيضا، دون استثناء فئة ولا تغليب طرف على الآخر، فالعراق تسيطر عليه قيادات إيرانية بعقلية الشيعة الفارسية، والمعلومات من بغداد تقول إن الذي يحكم هناك ميدانيا هو من يشرف على قطاعات القتال في سوريا، أي قاسم سليماني، ثم إن الشوارع الرئيسة في بغداد باتت تعج بصور المرشد الأعلى علي خامئني وفي أسفلها جملة تقول “ لن نُهزم”، فيما ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بفظائع وحشية ضد المدنيين السنة في المدن والقرى التي تطوفها، وهذا ما يدفع شباب ورجال تلك المناطق إلى الاستنجاد بقوات داعش لمقاومة هذه الجرائم أو الثأر منها أو للحماية من أفرادها، مقابل تجاهل فكرة تشكيل “ الحرس الوطني” الذي يستهدف أبناء العشائر السنية للانخراط به لحماية مناطقهم..
إن من غير الممكن لأي حركة سياسية كانت أو ثورية أن تجد لها بيئة خصبة ومناخاً جيداً ودعماً شعبياً إلا في ظل الاضطرابات والإقصاء لفئة من الناس أو قمعهم وتسلط قوة قاهرة ضدهم، وهذا ما حدث مع أهل السنة في العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وكنا قد تناولنا ذلك فيما مضى، ولكن يجب أن يتم التذكير بأن أحداث عام 2004 حتى 2008 ثم بعد ذلك إلى نهاية حكم نوري المالكي الذي لم يكتف بالكذب والتحايل على الزعامات والسياسيين السنة، بل وأعطى الضوء الأخضر للميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني من الدخول للأراضي العراقية ودعم الميليشيات الشيعية المتطرفة والمنتقمة من أبناء العشائر السنة في المحافظات السنية خصوصا في الأنبار.
لقد شهدت مدن الأنبار وغرب العراق وتحديدا الفلوجة معارك ضارية وحرب إبادة شنتها القوات الأمريكية سابقا واستكملتها قوات نظام بغداد وميليشيات جيش المهدي وقوات بدر وفيلق القدس الإيراني، ما جعل أهلها مستعدين للتحالف مع الشيطان للتخلص من جحيم المالكي وميليشياته، وهذا ما جعل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وهو التنظيم الأم لداعش ينشط بسرعة في طول الأراضي العراقية التي يقطنها السنة، وهو لعب دور السلطة هناك في ظل غياب السلطة، ورغم تقهقره من قبل الصحوات التي تم تشكيلها بمبادرة أمريكية إلا أنه عاد بقوة في السنتين الأخيرتين من حكم المالكي، ثم في ظل الانتفاضة الشعبية ضد المالكي في الأنبار وديالى وجد التنظيم فرصته للتغلغل وتقديم الدعم، وهذا ما جعل الآلاف من الشباب ينضوون تحت لوائه.
إن صمت العالم والدول العربية عن جرائم ميليشيات الحشد الشيعي، ومنحها غطاء قانونيا بدعوى مطاردتها لتنظيم داعش، لن يحل أي مشكلة في العراق، ولن يهزم داعش، بل إن التأييد للتنظيم سوف يزداد في ظل تخاذل الدول العربية وقوات التحالف عن نصرة المناطق السنية، وعدم الحديث عنها هو وقوع في حلف إيران الذي تمدد رغم وجود رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي ظهرت شخصيته جيدا، فهو غير قادر على الإمساك بأضعف الملفات الأمنية داخل بغداد، وظهوره بالشخصية المغايرة لنوري المالكي لن يفيد، فالميليشيات المتمردة والقيادات العسكرية المتفردة والاستخبارات الإيرانية باتوا جميعا تنظيما إرهابيا لبغداد ويجب تطهيرهم،
فالقيادة لقاسم سليماني تربط بشكل جيد محاور القتال ما بين العراق وسوريا، لتبقى داعش “وحشا مفترضا “ لتبرير إخضاع محافظات السنة إلى سلطة المخابرات الإيرانية، وبقاء سلطة نظام الأسد في سوريا، والضحية دائما هم المدنيون العزَّل الذين يتقلبون بين نيران التنظيمات والجيوش والصواريخ الطائرة.