الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل تصرخ : (‬أبي أمي , أبي أبوي)بقلم:عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2015-02-26
إسرائيل تصرخ : (‬أبي أمي , أبي أبوي)بقلم:عادل بن مليح الأنصاري
إسرائيل تصرخ : (‬أبي أمي , أبي أبوي)
عادل بن مليح الأنصاري

هذا لسان حال إسرائيل مع الإعلام العربي وخاصة قناة الجزيرة كلما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لشأن من شؤونها السرية ) وهذه المقولة صدرت عن ممثلة خليجية حين ذعرت من اكتشافها لمقلب من مقالب الكاميرا الخفية وهي تعني أريد أبي , أريد أمي لكي يحمونني من هذه الورطة ) .
في وقت سابق طلعت علينا الجزيرة بتغطية بوليسية لسيناريو محتمل بضلوع إسرائيل في مقتل عرفات وكتبت مقالا هنا بعنوان ( الختيار والكلاب)
( http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/07/28/266852.html ) .

وخلاصته نعم إسرائيل قتلت الختيار فماذا أنتم فاعلون ، واليوم نتابع قضية جديدة بإخراج مثير وموسيقى تصويرية مثيرة أكثر ببرقيات تجسسية عن إسرائيل وكأننا نكتشف عيبا خلقيا عن دولة طاهرة تسبح في رضوان الله ومن اللازم علينا أن ندهش ونستغرب ونشق الصدور وندعو بالويل والثبور لصدمتنا في هذه الدولة البريئة الطاهرة ، والأدهى والأمر ذلك الاكتشاف المذهل الخطير من أن شركة طيران العال ضليعة في أمور التجسس تلك وكأن أي شركة أخرى مهما كانت جنسيتها ودولتها ستتورع وستتردد لو طلب منها تقديم خدمات لدولتها الأم والتي تمتلكها ، أيا كانت تلك الخدمات ، إسرائيل تقتل الفلسطينيين في وضح النهار أطفالا وشيوخا ونساء وناشطين وغير ناشطين وعلى شاشات الفضائيات وكأنها تقول ( على عينك يا تاجر) ،، وإسرائيل تأمر أمريكا باستخدام الفيتو لإهانتنا وذلنا منذ عقود ونحن نرى ولا نملك من أمرنا شيئا ، وإسرائيل تغذي صراعاتنا وتستهدف مقدراتنا وتزرع الشقاق والنفاق بيننا ليل نهار ونحن نرى ونسمع ولم نحرك ساكنا بل والأدهى والأمر ننساق بعلم تارة وبجهل تارات وبخبث حينا وبخيانة احيانا ، لتحقيق مآربها الخبيثة فينا ، وكما قلنا من قبل نعم الكلاب قتلت الختيار فماذا أنتم فاعلون نقول هنا نعم الموساد يعبث بِنَا وبالعالم فماذا أنتم فاعلون ؟
إن الموساد الذي عبث بكم وبالعالم وأنتم لا تعلمون هو الذي حرص اليوم أن تعلموا فلا تظنوا في أنفسكم ذكاء ولا فطنة ، إسرائيل تريد أن تستمتع بنظرة الدهشة والفضول والحيرة وربما العجز والقهر والذل الذي ستستمتع به من خلال تعليقات الشعب العربي على تلك التغطيات ،
الإعلام العربي هو جزء من منظومة الهزيمة النفسية التي سحقت أحلامنا وآمالنا منذ عقود ، هناك جيل كامل نشأ وتربى على خلفية الهزائم العربية والتي ساهم الإعلام العربي كثيرا في تغذيتها ، الإعلام العربي يقدم لنا ومنذ عقود موائد لا حصر لها من الهزائم فتذوقنا طبق ( العلوج) وطبق ( الدواعش ) و أطباق الإرهاب المنوع والذي حيرنا إعلامنا عن طابخيه هل هم الإسلاميين أو الإخوان أو إيران أو إسرائيل أم أمريكا ، أصبح المواطن العربي يتذوق سموم الإعلام دون أن يقدم له هذا الإعلام أي ترياق يحميه من حمى الضياع الإعلامي ، ثم هناك طبق فيه الكثير من نكهة السخرية والقهر والاحتقار لعقليات الشعوب العربية ويتباهى الإعلام بفخر اكتشافها وعرضها للمطحونين العرب فتعرض لنا القنوات الإعلامية أخبار الترليونات والمليارات التي هربها المسؤولين العرب على كافة مستوياتهم ودرجاتهم الوظيفية حتى في الدول التي لا يجد سكانها الخبز والغاز والكهرباء والسكن وكأن أولئك الحكام ليسوا إلا حفنة من اللصوص وقطاعين الطرق وأن شعوبهم ليست إلا أيتام ضيوف على مآدب اللئام ، ولم تشف تلك القنوات غليلنا ولو ذات مرة برد تلك الأموال أو حتى جزء منها لتقر عيننا بعدالة المجتمع الدولي أو بعدالة الحكام اللاحقين نحو سرقات السابقين ، بل وربما يحضون بالكثير من الحماية لتلك المليارات المنهوبة من أفواه الشعوب الجائعة حتى من قبل أكثر الدول تشدقا بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، لقد نقلت تلك القنوات الكثير من الصور السلبية ومن إشارات التحريض بين مختلف الشعوب العربية حتى ليعتقد من يتابعها أننا ننظر لحروب جاهلية ولكن بمنظار عصري ، حتى التأجيج الطائفي لم نكن نعرفه قبل تنامي هذا التسونامي الإعلامي الحديث وأصبحنا نرى ونسمع عن القتل لمجرد حمل اسم معين وأصبح منظر الجثث عبر الفضائيات أشبه بمنظر طبيعي عادي حتى جثث الأطفال أصبحت لا تؤثر فينا إلا كما تؤثر فينا زلة قدم لراقصة ماجنة ، نعم إنه زمن المجون الإعلامي وأسواق الحقد والتحريض والشقاق والنفاق ، هذه هي سوق الإعلام العربي ، تركنا أعداء الشرق والغرب واستحدثنا عداواتنا وأضرمتا فيها نار العصر الرقمية لتشعل الكراهية والضغائن في قلوب الشباب والكبار ، حتى البرامج الرياضية أصبحنا نتابعها ونحن مزودين بأدوات الهجوم والشك والتحريض والتخوين وبيع الضمائر والتحقير والعنصرية لأن تلك القنوات نقلت ضربة لاعب لزميله أو تعليق هابط لمحلل ضد فريق خصم فاستحقت تلك الممارسات السخيفة شحن الرأي العام من أي رويبضة لم يتنبه لحصائد لسانه .
قلة من الرجال تفرض توجهاتها عبر القنوات الإعلامية تزرع الحقد والفتنة بين شعوب نست أن حبل الله ( كان ) يجمعها واقنعتنا بأن حكامنا ومسؤولينا حفنة من اللصوص وقطاع الطرق وأن إسلامنا منبع للإرهاب ، وقنوات تقنع متابعيها بكفر ذلك الشعب وإيمان آخر ووزعت الجنة والنار دون الرحمن على من تشاء وترضى ، ومن بين هذا الركام الهائل من الدمار النفسي والمستقبلي لأجيالنا القادمة نقض مضاجع إسرائيل بعبقريتنا في كشف دورها في قتل ( الختيار) ودورها في التجسس في جنوب افريقيا وهل شركة العال تساهم في ذلك أم لا ، وأنا هنا لا أعني قناة الجزيرة فقط ولكن ذلك ينطبق على قنواتنا الفضائية الفاضلة المؤمنة التقية الورعة ، وحتى بعض البرامج الجماهيرية لبعض المرضى النفسيين الذين فرضوا أنفسهم على مجتمعاتنا بقوة الدولار ومارسوا هذيانهم وعهرهم الإعلامي علينا .
الإعلام العربي عرانا قبل أن يعري أعداءنا ، فليته ترك بني صهيون ووجهوا اهتماماتهم بصهاينتنا ووضعوا الحلول بدل الولولة والتفاخر بكشف سوءاتنا للعالم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف