الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النصّ بين المفقود و الموجود و المنشود في عودة النصّ الضّالّ للأستاذ الأديب جلال المخ بقلم محمد الصالح الغريسي

تاريخ النشر : 2015-02-25
النصّ بين المفقود و  الموجود و المنشود في عودة النصّ الضّالّ للأستاذ الأديب جلال المخ  بقلم محمد الصالح الغريسي
النصّ بين المفقود و الموجود و المنشود
في عودة النصّ الضّالّ
للأستاذ الأديب جلال المخ

بقلم محمد الصالح الغريسي


صدر مؤخّـرا كتاب بعنـ،وان : عـودة النصّ الضّـال للأستاذ الأديب جـلال المـخ، و هو الكتاب العشرون في إصداراته.و للرّقم عشرين دلالة خاصّة عند صاحبه ، إذ يأتي تتويجا لسنوات طويلة من الكتابة ، بين شعر باللّغتين العربيّة و الفرنسيّة ، و سرد و ترجمة و دراسة و أنطولوجيا.
هذا الكتاب و هو من جنس قصيدة النّثر يحمل عنوان : عودة النصّ الضّالّ ، ويضمّ بين جوانبه اثنتي عشرة قصيدة أو نصّا نثريّا طويلا ، شغلت أربعا و مائة من الصّفحات ذات الحجم المتوسّط ، في طبعة أولى عن شركة المطبعة الثّقافيّة بحمّام الأنف . و يحيلنا عنوان الكتاب على عناوين مشابهة لأعمال أبيّة و فنّية ، مثل كتابي عودة الرّوح ، و عودة الوعي لتوفيق الحكيم و الشّريط السينمائي : عودة الابن الضّالّ للمخرج السينمائي يوسف شاهين.و كلّ هذه الأعمال و غيرها يطغى عليها هاجس العودة إلى أصل مفقود ، هو الرّوح أو الوعي أو الرّشد.و هو هاجس صاحب تراث الأمم القديمة منذ غابر العصور. نجده في ملحمة "كلكامش" و أسطورة طائر "الفينيق" الّذي ينبعث من تحت الرّماد ، كما نجده في العقائد الفرعونيّة القديمة الّتي كانت تؤمن بالانبعاث إلى الحياة من جديد بعد الموت . ولم تزل فكرة الانبعاث أو العودة إلى أصل مفقود تظهر من حين إلى آخر ، في ثوب فكريّ أو حضاريّ أو أدبيّ أو فنّيّ . و لعلّ الأستاذ الأديب جلال المخ واحد من هؤلاء الّذين يبحثون عن هذا المفقود ، من بين جذور الماضي الغابر و الحديث ، لكن عبر تراث الإنسانيّة ، و في ثوب جديد هو ثوب النصّ و فعل الكتابة .
و كانّ جلال المخّ أراد بكتابه العشرين ، أن يؤسّس لعودة نصّ ضال في واعيته الخفيّة ، يسعى إلى إخراجه إلى السّطح .. هذا النصّ الّذي يعيد على الكلمة جذوتها و سلطانها و قدسيّتها المفقودة. في هذا الإطار ، يتنزّل عنوان مجموعته الشّعريّة ك عودة النصّ الضّالّ.
تسعة عشر كتابا سبقت هذا الكتاب ، كانت بمثابة البحث عن النصّ الضّالّ الّذي يطمح إليه ، في تجربة ماراطونيّة للكتابة دامت ما يقارب الخمسة و ثلاثين عاما، تقلّب فيها بين أجناس عديدة من الكتابة.
إنّ المتجوّل بين ردهات الكتاب و أروقته ، و في كلّ زاوية من عمارته ، يلحظ أنّ نصوص الكتاب ، جاءت ضمن نسق زمنيّ متقارب في المسافة ، و في خطّ تصاعديّ ، و هذا ما يساعد القارئ و الباحث المتأمّل في رسم خطّ بيانيّ لانفعالات الكاتب ، و درجات تفاعله مع القضيّة المحوريّة الّتي شغلته ، ألا و هي النصّ و درجة الوعي الّذي يصاحبه أثناء ممارسة فعل الكتابة . كما يمكن للقارئ أن يستشفّ الخيط الرّابط بين نصوص الكتاب ، ألا وهو قضيّة النصّ و إشكاليّات الكتابة بين المفقود و الموجود و المنشود. ففي نصّ عودة النصّ الضّالّ ، يطرح الأستاذ جلال المخّ قضيّة النصّ الإبداعيّ بين الشّكل و المضمون و الرّوح ، ملمّحا إلى رحلة النصّ ( الكلمة ) عبر تاريخ الإنسانيّة ، على معنى ما ورد في الكتاب المقدّس الإنجيل :
« في البدء كان الكلمة ، و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله . هذا كان في البدء عند الله . كلّ شيء به كان ، و بغيره لم يكن شيء ممّا كان . فيه كانت الحياة و كان نور النّاس . و النّور يضيء في الظّلمة و الظّلمة لم تدركه « *1
كما ورد ذكر لفظة "الكلمة" في القرآن الكريم في قوله تعالى :
« و تلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنّه هو التّوّاب الرّحيم »*2
و يتّضح من هذين النّصّين معنى النّور الّذي هو الهداية ، و معنى التّوبة ، الّذي هو العودة إلى الرّشاد . و جاءت سورة العلق في القرآن الكريم لتقرن بين القراءة و الكتابة و العلم في قوله تعالى : « اقرأ بسم ربّك الّذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم ، علّم الإنسان ما لم يعلم « *3 .
فالأمر المنزّل على الرّسول الكريم بالقراءة ، ليس على المعنى المتعارف من فكّ الحروف المكتوبة و تحويلها إلى أصوات ، على ما هو متعارف عليه زمن نزول
هذه الآية ، بعد أن كانت الإنسانيّة قد اكتشفت الكتابة ، و إنّما جاءت بمعنى الأمر بتبليغ الرّسالة الّتي سيتلوها عليه جبريل عليه السّلام بأمر من ربّه ، ألا و هي القرآن الكريم . و يسمّى القران بالقرآن لأنّه نزل قراءة ن أي رسالة شفويّة أو صوتيّة ، كما سمّي القرآن بالكتاب ، لوجوب حفظه و تدوينه كتابة على معنى الآية الكريمة : « اقرأ و ربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم « .*4
من خلال هذه الأمثلة من النّصوص المقدّسة ، تتبيّن لنا أركان الكلمة (الكتابة)، ألا و هي الحفظ و التّدوين ، لتكون للنّاس نورا و هداية . من هنا جاءت قداسة الكتابة و قداسة الكلمة لارتباطها بغاية سامية ، هي نفع النّاس و إرشادهم و تغيير ما بأنفسهم .
و رغم أنّ اكتشاف الإنسان القديم للكتابة ،كان رغبة منه في تجسيد معنى الخلود و تحدّي سلطان الموت ،إلاّ أنّها تظلّ نوعا من الاستذكار لما رسخ في وعي الإنسان منذ الخلق ،من حكمة و علم يساعدانه في ترسيخ إنسانيّته و معرفة حقيقته الّتي كرّمه بها المولى سبحانه و تعالى .و بما أنّ رحلة الإنسان مع الكتابة كانت طويلة و مضنية ، فقد ارتبط وعي الإنسان فيها برقيّ الكتابة ، و ذلك لما أثاره من قضايا حول أشكالها و مضامينها و أهدافها. وقد كانت هذه المواضيع حاضرة في نصوص جلال المخّ ، منها قوله في نصّ عودة النصّ الضّالّ :

من رحم الأشكال خرج النصّ
و غادر قافلة الحروف
هجر الدّوح الّذي شهد مولده
و يمّمم صوب فضاءات بعيدة
حيث ينصهر الزّمان في المكان *5

ثمّ يواصل الشّاعر استحضار رحلة الإنسان مع الكتابة أي مع النصّ الإبداعيّ ، فيقول :

كم طوّف في الأصقاع البعيدة
كم يمّم صوب فضاءات أخرى
تدفعه أعاصير المجهول
ليوغل في مهامه الكتابة
يغتذي بأساليب الغرباء
و ترتوي جذوره ببلاغات أخرى
تفعم بيانه ، تستحدث الصّور*6

إلى أن يقول :

و تنفتح أسرارها و تنضج أثمارها
حبلى بأسرار معان جبّلتها الأمم *7

يشير الشّاعر هنا إلى تواصل الأمم و الحضارات عبر النصّ ، يصاحبه وعي بواقع الأدب العربيّ الّذي تأخّر عن القافلة فلم يجد مناصا من الاغتذاء بأساليب الغرب ، لترتوي جذوره ببلاغات أخر ، فيستعير حياته من الأمم الأخرى.
و هكذا ، لم تعد الكتابة الإبداعيّة حكرا على أمّة بعينها ، و بالتّالي لم تعد سجينة شكل بعينه ، و لا مضمون تنفرد به أمّة دون أخرى ، بل أصبح شكلا من أشكال التّواصل بين الأمم و الحضارات ؛ يربط الماضي بالحاضر ، و القاصي بالدّاني في الزّمان و المكان.

كم أثمر هذا النصّ بساتين بعيدة
مسمّدا بحكمة الماضي و خيالات الزّمن
و استنسخ المغامرة في عشرات التّجارب
و أضحى غابة كثيفة الأشجار
تغطّي خضرتها العلوّ الرّحب
و المدى الشّاسع
و الأفق الرّحب و المسافات الفسيحة *8

و يمضي الشّاعر في تقصّي واقع النصّ الإبداعيّ العربيّ و تخلّفه عن غيره مقارنة بما هو لدى الأمم الأخرى ،ليعيش حالة من الغربة و التّخبّط و الضّياع في أمّته و بين أهله الّذين ما يزال الكثير منهم يكبّلونه بالقيود و يضربون حوله الحواجز و الحدود ، فلا يلبث أن يتمرّد عليهم .فلكم عانت القصيدة العربيّة من أسرها داخل أشكال تقليديّة و قوالب قديمة أصبحت ضيّقة على توق المبدع العربيّ إلى نصّ يعبّر عن إنسانيّته في عالم كسر كلّ الحواجز ليصبح قرية إنسانيّة يذوب فيها العرق و اللّغة و تتلاشى فيها الحدود المصطنعة .

لكم تمرّدت القصيدة
على الأصول و المنابع الصلبة
و واصلت التّرحال
تبحث عن مخيال
لا يمتّ للوشائج بصلة *9

ثمّ يمضي الشّاعر في توصيف حالة التّخبّط الّتي تعاني منها القصيدة العربيّة ،فيقول :

كم لبست جلبابا من تحت عباءة
و تحت ذلك كسوة من أرفل الأثواب
كم نزعت من فوف رأسها العمامة
و وضعت طربوشا و قلنسوة
و قبّعة ، بل غمامة *10

و لئن لم يذكر الشّاعر هنا القصيدة العربيّة تصريحا ، إلاّ أنّه اعتمد في ذلك على نباهة القارئ الّذي يقرأ ما بين السّطور ، و يدرك مقاصد الأمور.و لعلّ عنوان القصيدة الّذي هو نفسه عنوان الكتاب ، يستبطن بين حروفه معنى النصّ الّذي ظلّ عن سبيله في رحلة التّاريخ ،فأصبح يحلم باستعادته في كتابه هذا ، اتّباع أسلوب في الكتابة يخرج عن المألوف ، متوخّيا في ذلك الإشارة و التّلميح أحيانا و النّقد و التّجريح أحيانا أخرى . نعم ، إنّ القصيدة ليست ألغازا و طلاسم عند جلال المخّ ، و لكنها أيضا ليست كلاما عاديّا ، لا من حيث الشّكل و لا من حيث المضمون ، و لا من حيث الغاية .لذا وجب على الكاتب و كذلك القارئ ، أن يتسلّح كلاهما برغبة البحث عن اللّذة و المتعة .. لذّة الكتابة و متعة القراءة.
إنّ العلاقة بين الكاتب و النصّ كما هي العلاقة بين القارئ و النصّ ،إنّما هي علاقة عشق ، و معرفة ،لما لها من قدسيّة و جماليّة ،و لأنّها في النّهاية حمّالة مقاصد و قيم عليا ،و أفكار بنّاءة تتطلّب من الكاتب و القارئ على حدّ سواء ،وعيا بالذّات و نفاذا إلى التّراث الإنسانيّ ، فكرا و معرفة و قيما و حضارة .فليس ثمّة نصّ أو كتابة خارج اللغة و لا خارج المعرفة ،بما يجعلها عملا إبداعيّا إنسانيّا.و هذا ما حدا بالشّاعر إلى خوض رحلة البحث عن الجمال و الحقيقة اللّذين يشكلان الخصلتين المميّزتين للإنسان عن سائر المخلوقات مصداقا لقوله تعالى : » اقرأ و ربّك الأكرم الّذي علّم بالقلم « *11 .

و يواصل الشّاعر رحلته في عالم القصيدة فيقول :

كانت دائما تبحث عن شيء
و كلّما اهتدت إليه أحسّت بخيبة النّجاح
و تفقد لذّة البحث إذا وصلت لنتيجة
و تمجّ طعم الحلم إذا الحلم تحقّق...*12

تلك هي رحلة الكاتب للبحث عن اللذّة المنشودة ،و هي لذّة ضروريّة لتحقيق توازن الذّات لدى الكاتب ،انطلاقا من إيمانه بأنّه يقدّم نصّا أو رؤية تخرج عن المألوف شكلا و مضمونا و روحا.و هذا يعطي القارئ المتلقّي للنصّ الإبداعيّ إمكانيّة العبور به إلى الضفّة الأخرى من المعنى ليتجاوز به حدود اللّغة المعجميّة إلى مساحات متفاوتة الفهم و الدّلالات بقدر اتّساع دائرة إدراكه لذاته و للمخزون الثّقافيّ الإنسانيّ و لمحيطه العام واقعا و تاريخا و تطلّعات،ليحقّق بذلك متعة القراءة الّتي لا تتحقّق إلاّ بقدر ما يختزنه من زاد لغويّ و معرفيّ و ثقافيّ إنسانيّ، ما يخوّل له تلقّي إشارات الكاتب و تلميحاته و إحالاته و اختلاجاته ، و يسمح له بالغوص في أغوار النصّ فيستخرج درره ، و يكشف خباياه.
لقد سعى جلال المخّ في كتابه : عودة النصّ الضّالّ ،أن يجسّد هذه المفاهيم سواء من حيث الشّكل الّذي توخّاه في كتابته أو تقنيات الكتابة ذاتها ، أو في المقاصد الّتي ضمّنها في نصوصه ، و الإشكالات الّتي طرحها .فالنصّ لدى جلال المخّ هو نصّ قلق .. ثائر على السّائد ، يحفر في إشكالات النصّ ، و في هموم الإنسان بما هو كائن عاقل .. توّاق إلى الأرقى و الأفضل ، في عالم لم يبح بكلّ أسراره، و بالتّالي فهو يسعى إلى بناء علاقة جيّدة بين الكاتب و القارئ. فجلال المخّ و هو يحفر في تضاريس الكتابة بحثا عن معالمها و احتفاء بتجلّياتها ، إنّما يحسن الظنّ بالقارئ ذكاء و غوصا في أغوار النصّ و استبطانا لمعانيه و مقاصده ، إيمانا منه بأنّ الكتابة الإبداعيّة ،إنّما هي جسر للارتقاء بالقارئ و جعله يؤسّس بنفسه قراءته الذّاتيّة للنصّ بما يفترض أن يكون متسلّحا به من اطّلاع و متابعة للتّراث الإنسانيّ قديمه و حديثه . و هو في أدنى الحالات يقدّم له فرصة لتغذية فكره ، و توسيع دائرة معارفه بحثا و فهما ، و استكناها للحقائق ، و تصالحا مع الإنسان الّذي بداخله ،و الّذي يشكّل حلقة تواصل مع الإنسان في المطلق بين الماضي و الحاضر ،عبر فكره و إبداعاته ، و في صراعه مع الزّمن ، انتصاره العراقيل الّتي تعترضه ، و كذلك في حلمه بمزيد التّرقّي و السّموّ.
إنّ القارئ المتأنّي لكتاب :عودة النصّ الضّالّ للأستاذ جلال المخّ ، يجد أنّ صاحبه لم يكن يثير إشكاليّات النصّ الإبداعيّ فحسب ،بل سعى إلى تطبيق ما رسخ في واعيته من نظريّات تتعلّق بالكتابة ،ليعثر في النّهاية على نصّه الضّالّ. و أحسن مثال على ذلك نصّ : تانيت الآلهة المرضع *13 .
إنّ جلّ المفردات و العبارات و الصّور الّتي وردت النصّ ،تحيلنا على النّصوص المقدّسة ، سواء منها الكتب السّماويّة أو الأساطير و العقائد القديمة ، و غيرها. » سيزيف – برومثيوس – المسيح – تشي غيفارا – زوربا – الهنود الحمر – الأمازونيّات – العقائد الطّوطميّة – الهولوكوست *14 ...إلخ « .هذه الإحالات تضعنا أمام زخم من المخزون الثّقافيّ القديم و الحديث ، و أمام أنماط حضارية مختلفة الوجوه ، فكرا و ثقافة و انتماء للزّمان والمكان.
و لما للكتابة من قداسة ومكانة عالية في نفسه ،و لما تحمله من رسالة تسعى إلى التّغيير و الرّقيّ بالإنسان من حالة إلى أخرى أفضل ،فقد استعمل الشّاعر ألفاظا و عبارات من المعجم العقائديّ . « ليتقدّس اسمك – ليأت ملكوتك – الخلود – ربّانيّة – سدنة – كهنة – أساطير « .*15 .و نحن هنا إذ نستعمل عبارة قداسة الكتابة ،لا نعني بها الكتاب ،أو قداسة الكلمة ،فلا نعني بها سوى قداسة المعنى أي الرسّالة القيمية الّتي تحملها الكلمة . من هنا فإنّ نصوص جلال المخّ في هذا الكتاب ، تأخذ بعدها الخاص الّذي يجعل لها مناخها الخاصّ و طقوسها المميّزة ، الّتى لا تغازل مشاعر القارئ بقدر ما تشحذ ذهنه ، لتدخل به إلى عالم كلّه رهبة و جلال ،عالم يكون فيه الذّهن الموجّه الرّئيسيّ لمشاعر القارئ و أحاسيسه و المحرّك لمخياله .
إنّ النصّ الّذي بين أيدينا لا يخلو من تناصّ مع بعض ما جاء في الكتب المقدّسة ، كققوله :

( و لا تحملي علينا إصرا*16
كما حملته على الّذين من ربوعنا )

و قوله :

( و إذا ما أزفت الآزفة*17
و رجفت الرّاجفة
تتعبها الرّادفة (. *18

أمّا تناصّه مع ما ورد في التّوراة فيظهر في قوله :

( في الأصل كانت الأنثى
و الأنثى هي الرّبّة ) *19

هذا ما نجد أثره في عقيدة اليهود ، من أنّ الأصل في الانتساب إلى الدّيانة اليهوديّة ، هو الأمّ و ليس الأب فقط . فالمولود لأمّ يهوديّة ، و إن كان أبوه غير يهوديّ فهو يهوديّ ، لأنّ الأصل في عقيدة اليهود المرأة و ليس الرّجل.
يسعى الشّاعر جلال المخ من خلال النصّ إلى التّعبير عن توقه الكبير إلى كتابة نصّ إبداعيّ متميّز يتجاوز به السّائد ، نصّ يرضي ذاته التّواقة إلى ممارسة لذّة الكتابة و إحداث الصدمة و الإدهاش لدى القارئ .و لهذا الغرض ، يستعمل الشّاعر جملا طلبيّة تفيد معنى الالتماس .يتوجّه بها إلى الآلهة "تانيت" ، موحيا لنا بانّ الكتابة إلهام لا يتاح لكلّ النّاس ،وهو خاضع لجملة من الملكات الّتي ينبغي توفّرها عند الكاتب المبدع .
يقول في ص 14 :

( اجعليني أعمر النصّ
و أحوّل يبابه إلى حقول من الصّور
تعطي كثافتها اليانعة
ما سبقها من حقول البرسيم
و مواسم حصاد الهشيم *20 .

يعبّر الشّاعر من خلال هذا المقطع عن مفهومه للنصّ الشّعريّ ، الّذي ينبغي أن يكون غنيّا بالصّور الشّعريّة ، ينمّ عن خصوبة و رقيّ خيال صاحبه .ويعتبر أنّ ما دون ذلك هو أشبه بالبرسيم ، و أنّ أصحابها و قرّاءها أشبه بالسّوائم منهم بالآدميّن ، لأنّ الآدميّ مبدع بالضّرورة.و الإلهة "تانيت" في هذا النصّ ليست إلهة للخصب الّذي هو مصدر الحياة فحسب ، فتلك حياة بيولوجيّة ماديّة ، و إنّما هي لدى الشّاعر رمز لخصب الرّوح الّذي هو أجدر من المادّة و الجسد بالخلود.كما أنّ الخصب في النصّ ، ورد مرادفا للثّورة ، فلا خصب بدون ثورة على القديم البالي الّذي هو مرادف للجمود و الموت.أليس هذا هو قانون الحياة .. قانون الطّبيعة ؟!..
إنّك لا تمرّ بسطر أو مقطع من هذا النّصّ ،دون أن تجد فيه ما يحيلك على التّراث الإنسانيّ قديمه و حديثه ، من عقائد و أفكار و نماذج حضاريّة و شخصيّات تاريخيّة .و هذا ما يحمل القارئ على التّسلّح بجملة من المعارف ، و كمّ من الاطّلاع على التّراث الإنساني ، حتّى يستمتع بما في النصّ من جمال لا يمكنه إدراكه بالأحاسيس و الانفعالات المباشرة فقط ، و إنّما بشحذ الذّهن و ترويضه على فكّ رموزه ، و استخراج كوامنه ، فتتحقّق له متعة القراءة ،وصولا إلى متعة النّفس .و ذلك بما يحدثه فيه النصّ من الاندهاش و الإعجاب ، بما يكشف تناقض الذّات مع الواقع.
لقد قام الشّاعر في نصّه هذا ، و في أغلب نصوص الكتاب ، بحفر أركيولوجيّ عبر أحقاب التّاريخ الإنسانيّ ، متشبّعا في ذلك بالمنهج الأركيولوجيّ عند الفيلسوف الفرنسيّ " ميشال فوكو "(1926-1989) ،و الّذي يقول عنه الدكتور هيثم الحلّي الحسيني في مقال له منشور على موقع الشّيرازي الإلكتروني بعنوان : منهج البحث الأركيولوجي الحفري و الدّراسات المعمّقة في التّراث العلمي..يقول : » إنّ هذا الشّكل من الأركيولوجيا الّتي بدأت تترسّخ في العلوم الإنسانيّة و الّتي تعرف بالمنهج الأركيولوجي الحفريّ ، يقصد بها البحث المعمّق في متون الوقائع أو الوثائق التّاريخيّة ، و قراءتها مجدّدا ، قراءة مختلفة ، بشكل عموديّ ، سواء باستخدام أدوات البحث المعاصرة و المستحدثة ، أو باستحضار المرونة في الذّهن و القدرة الاستيعابيّة المنفتحة على آفاق النصّ و مكنوناته ، دون الانغلاق على صورته التّقليديّة و مدركاته الموروثة الشّائعة.*21« .
لقد سعى الشّاعر من خلال هذا التّمشّي ، إلى كشف المستور ، و القبيح الممجوج في عالم الكتابة ، ليقرع الماضي بالحاضر ، و الرّديء في واقع النصّ الإبداعيّ العربيّ ، بالرّاقي المتميّز عند الغرب المتقدم.و لعلّه تمثّل في ذلك السّؤال "الكانطيّ"، أي سؤال اللّحظة الرّاهنة : ( ماذا يجري اليوم ؟ ما هي اللّحظة الحاليّة الّتي نعيشها ؟) . سؤال طرحه الشّاعر في نصّ : طوبى للسّاعين إلى الأوهام ص80 ،إذ يقول :

( أبا العلاء جسدك الّذي غمر المحيط حكمه
أمسى إناء بعد البلى قد يتغرّب
و يا خيّام جسمك الّذي رشف خمور البحث عن الحقيقة
و عبّ من طلا التّفلسف حتّى الثّمالة
ها هو يضحي كوزا يمتلئ
بأصناف الرّحيق لكنّه لا ينشر.

سؤال لا يخلو من المرارة و الحزن على واقع الشّعر العربيّ الّذي بات على حدّ تعبيره خمّارة شعريّة ممتدّة في الفلاة ، ينسى فيها الشّعراء همومهم و معاناتهم :

( و يضحي الكون خمّارة شعريّة ممتدّة في الفلاة
و حانة فنّيّة تحيط بها الأديرة
و يصبح العتق العاطر عنوانا للوجود
و معنى للكيان... )

ثمّ يمضي قائلا في شيء من السّخرية المرّة :

( املأوا المدام للنّدامى
و تجمّعوا عصابات حميّا
و أحزاب تسابق
و فرقا و شيعا و زمرا و أجواقا
تحلّ المشكلة لتعمّق المعضلة .*22 )

إنّ هذا الاستقراء لواقع الشّعر العربيّ ، و الحفر في تضاريسه واقعا و تاريخا كما يشخّصه الشّاعر ، لم يمنع كلاهما الأنا لدى الشّاعر أن تكون حاضرة بقوّة و رسوخ .. أنا واعية ثابتة في وعيها ، لا تفقد توازنها ، ترفض أن تختار طريق الهروب إلى عالم الوهم ، بل تفضّل مواجهة الواقع المرّ بالتّحدّي و الثّبات على المبدإ و البحث عن نصّ أكثر وعيا و إقناعا و جمالا . إذ باتت الكتابة لدى الكثيرين ضربا من الهروب ، لا تأسيسا لنصّ أجمل ، و ترسيخا لقيم عليا .:

( أمّا أنا فلا خمرة مقدسة ترعشني
و لا خمرة عزاء تذهب رأسي
و لا خمرة رومنسيّة تسكر حسّي ...
احتموا بسكركم من سكرات الهباء
أمّا أنا فأواجه المصير واقفا
كتمثال قدّه الوقت من تجارب *23)

ثمّ يقول في ص 86 :

( و أيمّم صوب المهمه
و ما قولي كذا
لأعانق ذرّات غبار الوجود
بوعي عليم أليم
و كلّ وعي ألم و كلّ لبّ حُرفٌ
فطوبى لكم و هنيئا
يا عشّاق خمور الوهم و التّأسّي

إنّك و أنت تقرأ نصوص جلال الخّ في هذا الكتاب ، تجد النّصوص القديمة حاضرة في وعيه بأبعادها التّاريخيّة و الثّقافيّة و الوجدانيّة ، مستحضرا فيها ما ذكره الدّكتور هيثم الحلّي الحسيني في مقاله المشار إليه ، من »مرونة في الذهن و قدرة استيعابيّة منفتحة على النّصوص القديمة و مكنوناته ، دون الانغلاق على صورتها التّقليديّة و مدركاتها الموروثة الشّائعة « .
فالمتأمّل في المقطع السّابق ، لا يفوته أن يستحضر شخصيّة المتنبّي الطّموحة و الثّائرة على الواقع الرّديء بما فيه من مرارة ، إذ يقول :

أصخرة أنا مالي لا تحرّكني
هذي المدام و لا تلك الأغاريد *24 .

فالكتابة الواعية لا تخلو عند جلال المخ من إحساس بالغربة المرّة و المعاناة ، كأنّ قدره أن يعاني الواقع بوعي و ثقة لا يدركهما أبناء عصره ،إذ يرتبط الوعي في ذهنه بالألم ، على معنى قول المتنبّي :

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله
و أخ الجهالة في الشّقاوة ينعم*25

أو قوله:

أطاعن خيلا من فوارسها الدّهر
وحيدا و ما قولي كذا و معي الصّبر

و قول المعرّي :

وجدت سجايا الفضل في الناس غربةً ** وأَعدم هذا الدهر مغْتربيهِ*26

لقد استدعى الشّاعر في كثير من نصوصه شخصيّات من الأدب العربيّ ، و تمثّّل كثيرا من الأحاسيس الّتي وردت في أشعارهم ، و الّتي هي الواقع مرآة لأحاسيس الشّاعر نفسه ، فحفلت نصوصه بنماذج من التّناص الجميل مع نصوص للمتنبّي أو غيره .. تناص مقصود ، و انزياحات ذكيّة ، يوحي الشاعر من خلالها بتشابه بين الماضي الحاضر .. بين معاناة الشّاعر في زمن الماضي ، و معاناته في هذا العصر ، بل قد يصل هذا التّشابه أحيانا حدّا بعيدا بين شخصيّة الشّاعر و شخصيّة كلّ من المتنبّي و المعرّي مثلا ، و هما نموذجان لوعي الشّاعر بذاته و بالواقع الّذي يحيط به و بهموم العصر ، في رحلة البحث عن الذّات و التّوق إلى الأفضل ، مع شعور واضح بالغربة و الغبن .
إنّ إحساس الشّاعر بالغبن في نصّه هذا واضح ، و هو متأتّ من وعيه الحادّ بالواقع الحاضر ، إذ يرى أنّ الكتابة في عصره ، قد تحوّلت أحيانا إلى ضرب من العبث الّذي لا يؤدّي بصاحبه إلاّ إلى مزيد من الفراغ و التّخبّط في اللامعنى ، حتّى لو التحف بشعاع خفيّ.
و ممّا أستخلصه من قراءتي للنصوص الواردة في كتاب : عودة النصّ الضّالّ لجلال المخّ ، إيمان الشّاعر بأن لا وجود لكتابة خارج الموضوع ، و لا لكلام خارج المعنى ، و بالتّالي خارج السّياق التّاريخي و المعرفيّ ، بما يمثّله ذلك من تراكم لمخزون التّراث الإنسانيّ الإبداعيّ.فالكتابة عنده لا تأتي من فراغ . فالبرق و إن خدعنا بريقه ، لا يمكنه أن يُنزل مطرا من سحاب لا مزن فيه ، إذ فاقد الشّيء لا يعطيه.

لا تلمه فإنّ الفراغ يملأ الورقة
و ما بين السّطور تفترسه يرقة
لطالما سكنت في كهوف اللاّوجدان
ذرّة يواصل المغامرة تلو المغامرة
ليقف على مشارف اللانتيجة *26

إنّ حفر الشّاعر في أركيولوجيا التّراث الإنسانيّ عموما و العربيّ على وجه التّحديد ، جعله يبلغ بوعيه الحادّ حالة من الشّعور بالإحباط و عدم الرّضا بواقع الكتابة ، و بالنصّ العربيّ على وجه الخصوص ، فانبرى ثائرا متمرّدا على من أسماهم بباعة الهيكل و صيارفة الكلام ، الأمر الّذي جعل خطابه في نصّه : باعة الهيكل ص 55 ، ينحو نحو المباشرة .. خطابا مشحونا بالغضب و السّخرية و المرّة ، فنعتهم بأبشع النّعوت ، و أخرجهم في أقبح الصّور ، و اعتبرهم بادّعائهم الحداثة ، قد ضربوا قداسة الكلمة و رسالتها الإنسانيّة ، فكانوا بمثابة من هدم الهيكل على رأسه عملا بمقولة شمشون الجبار ( الوارد ذكره في التّوراة ) :» عليّ و على أعدائي يا ربّ « . :

( فالسّواري تمجّكم و العرصات
و السّقوف تنذر بالسّقوط على فوق رؤوسكم
لتدقّ عظامكم
و تفتّت مناهجكم الّتي عشّش فيها الزّيف.
اغربوا عن الهيكل
و ليتعال بكاؤكم و صرير الأسنان
عندما تكسّرون يا أشباه الكتبة و الفريسيّين
بقايا أقلامكم ص58 (باعة الهيكل)

تلك هي الكتابة عند جلال المخ ، هي بمثابة المعبد المقدّس الّذي على داخليه أن يحترموا طقوسه و يعملوا بها ، و أن لا يدنّسوه ، فما بالك أن يسعوا إلى هدمه.
لقد انخرط الأستاذ جلال المخ في هذا الكتاب ، في كتابة واعية ، استبطن فيها مخزون التّراث الإنساني فنّ و إبداعا و كتابة ، معتبرا أنّ الكتابة فعل مقدّس و رسالة نبيلة ، تهدف إلى تنوير العقل البشري لتخرج به من الظّلمات إلى النّور ، و من الجهل إلى المعرفة ، و الضّلال إلى الرّشد ، فكان كتابه : "عودة النصّ الضّال " ، عبارة عن رحلة في أركيولوجيا تاريخ التّراث الإنسانيّ القديم و الحديث، كشف فيها المستور و حزّ فيها الجروح إلى العظم ، مؤملا عودة النّصّ من الضّلال إلى الرّشد ، ليستعيد قداسته و وظيفته الرّاقية ، ألا و هي الرّقيّ بالإنسان عقلا و فكرا و وجدانا و سلوكا ،و ينتصر للقيم الإنسانيّة العليا الّتي هي الغاية المثلى للكتابة . و لعلّه بكتابه هذا أراد أن يقدّم نصّا مختلفا هو بمثابة النصّ الّذي ضلّ منه في غمرة الزّحام ، و أراد أن يكون جديرا بدلالة الرّقم عشرين عنده ، الّذي هو تتويج لخمس و ثلاثين من السّنوات تقريبا أصدرا خلالها عشرين منجزا في أجناس مختلفة من الكتابة حرص فيها ان يكون فيها مختلفا عن غيره ، يقدّم فيها الإضافة تلو الإضافة.
كأنّي بالأستاذ جلال المخ و هو يقدّم لنا هذا الزّخم من الإنتاج الفكريّ و الإبداعيّ ، يستحضر في كلّ ما كتبه و في هذا المنجز بالذّات ، تلك الأسئلة الخالدة :
- لماذا نكتب؟
- ماذا نكتب ؟
- كيف نكتب؟
- لمن نكتب ؟
فإذا الكتابة عنده عقيدة مقدّسة تعطي لوجوده معنى ، و معنى أسمى للوجود الإنسانيّ ككلّ ، ليضيف للكوجيتو الدّيكارتي القائل : أنا أفكّر ، إذا أنا موجود ، مقولة جديدة : أنا أكتب ، إذا أنا موجود.

20/02/2015

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :

1- يوحنّا 1 : 1 – 30
2 – سورة البقرة . الآية 37
3 – سورة العلق . اآيات من 1 إلى 54 – سورة العلق . الآيات من 3 إلى 5
5 – عودة النصّ الضّالّ ص 43
6 - عودة النصّ الضّالّ ص 43
7 – عودة المصّ الضّالّ . ص 45
8 – عودة النصّ الضّلّ ص 45
9 – عودة النصّ الضّال .ص 46
10 – عودة النصّ الضّالّ . ص 46
11 * سورة العلق . الآية 3 و 4
12 – عودة الصّ الضّالّ . ص48

13 – تانيت الآلهة المرضع .ص 7
14 – تانيت الآلهة المرضع . ص 7
15– تانيت الآلهة المرضع . ص 7
*16 – سورة البقرة الاية 286 .: » و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الّذين من قبلنا «
17 – نص : تانيت الالهة المرضع ص7
*18 – التّوراة : سفر التّكوين 2‘18- 24 www.asalalya
19 : نص : تانيت الالهة المرضع ص13
*20 - تانيت الآلهة المرضع ص14
*21 :www.alshirazi.com/wold/article/2011/798.htm
*22 - : نصّ ، طوبى للسّاعين إلى الأوهام .ص 80
*23 – نص طوبى للسّاعين إلى الأوهام ص 84
*24 – قصيدة المتنبّي : عيد بأيّة حال عدت يا عيد
*25 – من قصيدة للمتنبي مطلعها :

أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ **
وَحيداً وما قَوْلي كذا ومَعي الصّبرُ

*26 – من قصدة للمتنبّي مطلعها : لهوى النفوس سريرة لا تعلم *** عرضا نظرت وخلت أني أسلم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف