ساعة الصفر ساعة السفر
سلطان الخضور
أليك بني:
هكذا كان , ربيتك على حسن الخلق,والتأدب عند الحديث, والتعبير عن الرأي بحرية مسؤولة , وأجلستك مجالس الرجال , وعلمتك صنع القرار, وكان لك ما أخترت ,فقد تسلل اليأس اليك, من شرق بدا لك معتلا كما وصفت, وأضواء الغرب بهرتك, فاتخذت القرار ونحو الغرب اتجهت.
يا بني أبعد نفسك عن الرذيلة , واجنح نحو الفضيلة , واعلم أن حسن الخلق, وطيب المعشر, والصدق والأمانة والوفاء والإنتماء من شيم الأنبياء .
أدرك يا ولدي, أن شمس الشرق انطفأت ,ومصابيح الغرب تلألأت , فلا تبهرك قوة الإنارة , ولا زيف الحضارة , فهذه غمامات ستنقشع ,وتلك عمامات ستندفع .وستشرق الشمس يوما. ويعود الدم إلى الوريد,وتنهض الأمة من جديد.
وأعلم يا ولدي أن أباك عاش معتزا بدينه , معتزا بعروبته,وأن كل الرياح العاتية, من الشرق أو من الغرب آتية , لم تغير مبدأ آمن به_فما زال ينشد كل صباح "بلاد العرب أوطاني. " وأعلم أنه أحب كل الناس, ولم يترك مجالا لليأس, وحفر على صدره مسقط الرأس ,وما زال على العهد مع القدس وطوباس. وأعلم يا ولدي أنك سترى أناسا من مختلف النحل والأجناس, وأن الناس غير الناس, حماك الله من شر الوسواس الخناس.
واعلم يا ولدي أن ساعة الصفر هي ساعة السفر , وأن الوطن هو المقر , وتذكر أن الوطن غال, فلا تنسيك الدنيا أن لك وطنا يجب أن يعيش معك,فأحفظ في قلبك ,لا على شفتيك , انك هنا تربيت, فالأردن مسقط الرأس , وفلسطين تنتظر الخلاص .
لك يا ولدي ما اخترت, لكنك لا تعلم أن قلب الأب يفر حين يفر أحد أبنائه من حوله لا سيما البكر من الأبناء , حتى لو قصد الإستجمام , لكني لي بسفرك عزاء , أنني كلما ذكرت أمام أحد من الأصدقاء, أن الغرب مقصدك , تعجل في تقديم التهاني , وأشعرني أنك حققت الأماني ,وكأني أخبرته أنك حجزت مقعدا في الجنة,لا في طائرة توصلك إلى هناك,ألهذا الحد بلادنا طاردة وبلادهم جاذبة ؟.
سلطان الخضور
أليك بني:
هكذا كان , ربيتك على حسن الخلق,والتأدب عند الحديث, والتعبير عن الرأي بحرية مسؤولة , وأجلستك مجالس الرجال , وعلمتك صنع القرار, وكان لك ما أخترت ,فقد تسلل اليأس اليك, من شرق بدا لك معتلا كما وصفت, وأضواء الغرب بهرتك, فاتخذت القرار ونحو الغرب اتجهت.
يا بني أبعد نفسك عن الرذيلة , واجنح نحو الفضيلة , واعلم أن حسن الخلق, وطيب المعشر, والصدق والأمانة والوفاء والإنتماء من شيم الأنبياء .
أدرك يا ولدي, أن شمس الشرق انطفأت ,ومصابيح الغرب تلألأت , فلا تبهرك قوة الإنارة , ولا زيف الحضارة , فهذه غمامات ستنقشع ,وتلك عمامات ستندفع .وستشرق الشمس يوما. ويعود الدم إلى الوريد,وتنهض الأمة من جديد.
وأعلم يا ولدي أن أباك عاش معتزا بدينه , معتزا بعروبته,وأن كل الرياح العاتية, من الشرق أو من الغرب آتية , لم تغير مبدأ آمن به_فما زال ينشد كل صباح "بلاد العرب أوطاني. " وأعلم أنه أحب كل الناس, ولم يترك مجالا لليأس, وحفر على صدره مسقط الرأس ,وما زال على العهد مع القدس وطوباس. وأعلم يا ولدي أنك سترى أناسا من مختلف النحل والأجناس, وأن الناس غير الناس, حماك الله من شر الوسواس الخناس.
واعلم يا ولدي أن ساعة الصفر هي ساعة السفر , وأن الوطن هو المقر , وتذكر أن الوطن غال, فلا تنسيك الدنيا أن لك وطنا يجب أن يعيش معك,فأحفظ في قلبك ,لا على شفتيك , انك هنا تربيت, فالأردن مسقط الرأس , وفلسطين تنتظر الخلاص .
لك يا ولدي ما اخترت, لكنك لا تعلم أن قلب الأب يفر حين يفر أحد أبنائه من حوله لا سيما البكر من الأبناء , حتى لو قصد الإستجمام , لكني لي بسفرك عزاء , أنني كلما ذكرت أمام أحد من الأصدقاء, أن الغرب مقصدك , تعجل في تقديم التهاني , وأشعرني أنك حققت الأماني ,وكأني أخبرته أنك حجزت مقعدا في الجنة,لا في طائرة توصلك إلى هناك,ألهذا الحد بلادنا طاردة وبلادهم جاذبة ؟.
