حضارة الجهل_ بقلم
معمر العويوي
خاض من سبقنا على هذه الغبراء حروباً ومعاركَ ضروس أُهرقت فيها الدماء، وأُزهقت فيها الأرواح، وأُبليت فيها الأموال، قُتِل فيها ملوكاً وأمراء، وأُسِر فيها قادة عظام، ومحاربون بواسل وكان ذلك في سبيل إنتزاع الكرامة أو الحفاظ عليها فقد عَلِمَ السلف ان لا حياة بلا كرامة ولا كرامة بلا سيفٍ يحميها. حكمت العرب في عصر الجاهلية منظومة أخلاقية ونسيج إجتماعي راقٍ، كان يأبى حينها العربي الجاهلي إلا أن يكون من أهل الكرمِ والشهامة ويقفُ للحقِّ ظاهراً وللحرية محارباً وللوفاء حاملاً وللصدق فاعلاً وللشهامة ممارساً وكانت الكرامة عندهم أغلى من الأرواح وقد نسجوا في ذلك الشعرَ وإعتبروه لُب الأدبِ.
فلم يكن مجتمع الجاهلية عبثي وظالم ولم يجهلوا مكارم الأخلاق فتسمية تلك الحقبة بالجاهلية كانت لجهلهم بالخالق وعبادتهم الأصنام والأوثان حتى جاء الإسلام بالبيان فقوم العبادات وجمّلَ الأخلاق ونظَّم قُوام المجتمع فأخرج الناس من ظلمات العبودية والجهل بالخالق الى نور التوحيد والحريّة فأصبحوا بالإسلامِ سبّٰاقون إلى العلم والعلوم، وإلى الإبداع والإختراع حتى سادوا في الأَرْضِ وأصبحوا القُدوة لكلِّ من إقتدى والمتبوعِ لمن إتَّبع ففتحوا البلاد وحرروا العباد ووصلوا وارتقوا بالإسلام وأخلاقه مرتقاً عالياً.
سُمِّيِ العصر قبل الإسلام بالعصر الجاهلي وقد كانت فيهم الأخلاق الحميدة والعلاقات الطيبة وكانت الكرامة مسعاهم والكبرياءِ مُرادهم فماذا نُسمي هذا العصر الذي أصبح فيه الدينَ غريباً وأضحت الضمائر تُباع وتُشترى في حوانيت الولاء، وباتَ الولاء مشروطاً، والصدق معدوماً، والأمانة مفقودة، ولم يَعُد الأب راعٍ لولدهِ ولا الإبن بارٍ بأُمهِ وأبيه، ولا الأخ مولٍ أخيه، ولم يَعُد فينا ناضِجٌ ناصح، ولا مولاً مُخلص و تُعبد المناصب والأحزاب.
معمر العويوي
خاض من سبقنا على هذه الغبراء حروباً ومعاركَ ضروس أُهرقت فيها الدماء، وأُزهقت فيها الأرواح، وأُبليت فيها الأموال، قُتِل فيها ملوكاً وأمراء، وأُسِر فيها قادة عظام، ومحاربون بواسل وكان ذلك في سبيل إنتزاع الكرامة أو الحفاظ عليها فقد عَلِمَ السلف ان لا حياة بلا كرامة ولا كرامة بلا سيفٍ يحميها. حكمت العرب في عصر الجاهلية منظومة أخلاقية ونسيج إجتماعي راقٍ، كان يأبى حينها العربي الجاهلي إلا أن يكون من أهل الكرمِ والشهامة ويقفُ للحقِّ ظاهراً وللحرية محارباً وللوفاء حاملاً وللصدق فاعلاً وللشهامة ممارساً وكانت الكرامة عندهم أغلى من الأرواح وقد نسجوا في ذلك الشعرَ وإعتبروه لُب الأدبِ.
فلم يكن مجتمع الجاهلية عبثي وظالم ولم يجهلوا مكارم الأخلاق فتسمية تلك الحقبة بالجاهلية كانت لجهلهم بالخالق وعبادتهم الأصنام والأوثان حتى جاء الإسلام بالبيان فقوم العبادات وجمّلَ الأخلاق ونظَّم قُوام المجتمع فأخرج الناس من ظلمات العبودية والجهل بالخالق الى نور التوحيد والحريّة فأصبحوا بالإسلامِ سبّٰاقون إلى العلم والعلوم، وإلى الإبداع والإختراع حتى سادوا في الأَرْضِ وأصبحوا القُدوة لكلِّ من إقتدى والمتبوعِ لمن إتَّبع ففتحوا البلاد وحرروا العباد ووصلوا وارتقوا بالإسلام وأخلاقه مرتقاً عالياً.
سُمِّيِ العصر قبل الإسلام بالعصر الجاهلي وقد كانت فيهم الأخلاق الحميدة والعلاقات الطيبة وكانت الكرامة مسعاهم والكبرياءِ مُرادهم فماذا نُسمي هذا العصر الذي أصبح فيه الدينَ غريباً وأضحت الضمائر تُباع وتُشترى في حوانيت الولاء، وباتَ الولاء مشروطاً، والصدق معدوماً، والأمانة مفقودة، ولم يَعُد الأب راعٍ لولدهِ ولا الإبن بارٍ بأُمهِ وأبيه، ولا الأخ مولٍ أخيه، ولم يَعُد فينا ناضِجٌ ناصح، ولا مولاً مُخلص و تُعبد المناصب والأحزاب.