الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليكون لنا مكان في عالم اليوم!!بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2015-01-31
ليكون لنا مكان في عالم اليوم!!بقلم:فاطمة المزروعي
ليكون لنا مكان في عالم اليوم!!
فاطمة المزروعي
يرى البعض أننا في زمن يعتبر فيه العالم قرية صغيرة، وذلك بفضل وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المتطورة باستمرار في مجال شبكة الإنترنت والبرمجيات وعلومها، وهذا القول يحتمل الصواب إلا إنه من الخطورة تعميمه والتسليم به، فهو صحيح في جانبه التقني ومساعدته للإنسانية لمزيد من التواصل والتلاحم فيما بينها، كما أن هذه الوسائل الحديثة ساعدت على تنمية الفهم بين الشعوب والأمم المختلفة، ولكن هل تمكنت من إيقاف الحروب؟ هل ساعدت على الحد من سباق التسلح والسباق النووي؟ ألم نسمع بدول تغزو دولاً أخرى وتحتل أراضيها؟ ألم تلفحنا الأخبار بمزيد من القتل والتهجير وسفك الدماء؟.
هذه هي القضية الجديرة بالانتباه، فالإنسان كما يظهر لم يتخلص من تطلعاته لما في يد أخيه الإنسان، وإن كانت البشرية قد ودعت العصر الحجري وما تبعه من غزوات وحروب من أجل الطعام ومزيد من المكتسبات الحياتية، فيظهر إنه بعد آلاف السنوات لا يزال الإنسان نفسه يملك تطلعات عدائية لم تخفف من ثورتها ونزقها لا التقنية ولا القانون الدولي ولا ما ورثه الإنسان من قيم ومبادئ.
قد نسمع من يقول، هل هذا يعني أن نهمل المخترعات و الاتصال بالغرب ونتجاهل التقنية فقط من أجل الحفاظ على الهوية؟ أو من أجل ألا نكون مستهلكين مستفيدين من التوهج الحضاري الغربي؟ بطبيعة الحال غير ممكن، والذين يدعون لمثل هذا القول هم من ذوي التفكير السطحي تماماً. فمن نحن من دون التقنيات الحديثة؟ وما هي حالنا من دون المخترعات التي سهلت حياة الإنسانية بأسرها؟ في هذا السياق أتذكر كلمة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله، في أحد مؤلفاته القيمة قال فيها: " إنه في المجتمعات العربية التي تستورد كل شيء من الإبرة إلى السيارة إلى الطائرة ومن الطعام إلى اللباس لو قيل للأشياء ارجعي إلى حيث صُنِعْتِ فرجعت لأصبح العرب حفاة عراة لا شيء عندهم."
وهذا مع الأسف حقيقة؛ فكيف هي حالنا من دون السيارة الأمريكية؟ وكيف نكون من دون الآيباد والآيفون وغيرها؟ بل هل يمكن أن تتخيل الحياة من دون شبكة الإنترنت؟ وكيف يمكننا أن ننتقل من دون الطائرة  والقطار؟ كيف هي حال مرضانا في المستشفيات من دون الأجهزة الطبية الحديثة التي تمدهم بالأمصال والأدوية بشكل إلكتروني وفي أوقات منتظمة دقيقة.
بطبيعة الحال فإن المقصود ببساطة هو التواصل، بل والتحاب ونشر قيم السلام. لكن لتجد آراؤك صدى في نفوس الآخرين وقلوبهم فلا بد أن تكون قوياً ومقنعاً بما تملك من المعرفة.  الفقير سيكون مشغولاً بالبحث عن طعام يسد به جوعه ومأوى يستظل فيه، والجاهل سيكون عبئاً على نفسه ومجتمعه بجملة من المشكلات المؤسفة التي سيوقع نفسه فيها، والضعيف سيكون منشغلاً بالبحث عن الأمان والاستقرار.  لا بدّ أن تكون قوياً بالعلم والمعرفة، ولابد أن تكون غنياً وثرياً بالقيم النبيلة والمبهجة لتكون محط أنظار الآخرين فيكون لآرائك صدى ولكلماتك وقع، فتغدو مؤثراً في العالم. هذا على المستوى الشخصي، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على الأمم والشعوب؛ فالشعب المتسلح بالعلم الذي تقل فيه الأمية وتنتشر فيه جموع المتعلمين سيكون قوياً وأكثر حركة وديناميكة مع العالم، يؤثر ويتأثر بإيجابية وفهم ودراية ومعرفة.
لذا أعتقد أن على الشباب وبطبيعة الحال الفتيات أيضاً، وبحكم أنهم الشريحة الكبرى في مجتمعاتنا و أمل المستقبل والسواعد التي ستواصل البناء والمسيرة، أن يكونوا أكثر وعياً بهذه الجوانب وبما سيعترض طريقهم وأيضاً بما ينتظر منهم أن يحققوه لأوطانهم وأمتهم.
ومن هذه الجزئية أتوجه بالدعوة لإيلاء هذه الشريحة المزيد من الاهتمام والرعاية. يجب تفعيل المزيد من البرامج الوطنية التي تستهدفهم والتي يجب أن تأخذ على عاتقها تنمية معرفتهم، أجد أنه من المهم أن يتم تغذية المنهاج الدراسية بفصول ومواضيع توعوية تربوية عن دورهم المستقبلي وعما ينتظرهم، يجب أن يدركوا الأخطار التي تتهدد الوطن وكيف نحافظ على منجزاته ومدخراته.
وفي ظني أن العقول من علماء التربية والنفس و الاجتماع لن تعجز عن وضع رؤية استراتيجية أو خريطة طريق تستهدف الشباب والفتيات، فتأخذ بأيديهم نحو المستقبل المشرق لمصلحة هذا الوطن المعطاء.
نحن من أمة وحضارة وتاريخ ومجد لا أحد يجادلنا فيه، ومن غير المبرر كل هذا التوقف عن الإبداع والإنتاج والتجديد.  لذا فإن ما نحتاج إليه لجعل ماضينا المجيد حاضراً هو العمل على تعزيز القيم الجميلة ونشر فضائل العلوم والسعي نحو العلم والمعرفة من دون كلل أو ملل، وهذا بلا شك تقع مسؤوليته على شبابنا وفتياتنا فعليهم أن يمتلكوا روح المبادرة والمسؤولية للنهوض بحضارتنا، ثم يجب على المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني مساعدتهم والوقوف معهم والأخذ بأيديهم نحو المستقبل المشرق الذي لا تساورني الظنون انهم سينجحون في بلوغه بتميز وبانتماء  أكثر صدق وحميمية لهذا الوطن المعطاء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف