الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه بقلم:د.رشا خميس

تاريخ النشر : 2015-01-31
الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه بقلم:د.رشا خميس
الطفل المخرب وكيفية تعامل الأم معه :

يُعد سلوك التخريب من قِبل بعض الأطفال السلوك الأكثر انزعاجاً لدى أغلب الأمهات , فالكثير منا يعتقد أن التعامل مع الطفل المخرب بالشيء الهين , وأن العلاج سيكون رادعاً حال الصراخ في وجهه مثلا أو التشدد بالعقاب , ولكن هذا سلوك خاطئ .
ولكي نتعرف على كيفية التعامل مع الطفل المخرب وردعه عما يقوم به , لابد لنا في بادئ الأمر من التعرف على مُسببات هذا السلوك التخريبي التي تكمن خلف تخريبه ، بحيث تمتص الأم غضبها وغضب طفلها وتعالج هذه المشكلة دون أضرار وتتمكن من وضع أسس علاجيه تقويميه له , فعلى أساس معرفة الدافع والسبب تكون المعالجة .
أولاً : لابد لنا من أن نفرق بين سلوك التخريب العمدي وحب الاستطلاع " فالفرق شاسع بينهما " فقد يكون السلوك التخريبي لدى هذا الطفل ليس سلوكاً مقصوداً لذاته , ولكنه نابع من الفضول وحب الاستطلاع الزائد عن الحد عند الطفل لاستكشاف محتويات الأشياء من حوله - أطلق عليهم العلماء "الأطفال الخرقاء الاستكشافيون" - وهنا يكمن الفرق ؛ لأنَّ السلوك التخريبي العمدي غالبا ما يكون نابع من عدائية متعددة الأسباب .
ثانياً : قد يكون هذا السلوك التخريبي نابعاً من حالة مرضية غير معتادة ( كفرط الانتباه أو النشاط الزائد ) والتي تُسببها خلل الغدد الصماء كالغدة الدرقية أو النخامية .
ثالثاً : يكتسب الأطفال دائماً توازنهم النفسي من الأسرة التي ينشئون في أحضانها , وهذا السبب يكمن وراء هذا التخريب في الأغلب وهذا ما تجهله بعض الأمهات ولا يلقون له بالاً .
رابعاً : عندما يشعر الطفل بالفراغ , ولا يجد ما يشغله فيهدف إلى التعبير عن استقلاليته عن الأسرة مثل تخريب ألعابهم حتى يجد ما يشغله حسب تفكيرهم .
خامساً : قد تُسبب فقدان المكانة الأسرية للطفل من رعاية واهتمام الأسرة له من زيادة شعوره بأنه مهمل , ومن ثمَّ يُترجم الطفل هذه المشاعر في صورة تخريب في أغراضه أو أغراض الأم أو الأب حسب تفكيره .
سادساً : قد تُسبب غيرة الطفل من أشقائه حال مولود جديد في العائلة مثلا عدائية زائدة , وهنا قد يكون التخريب للفت انتباه الوالدين له بسبب إهماله وتفضيل أخا له عليه .
سابعاً : شعور الطفل بالظلم والكراهية من أحد أطرف العائلة خصوصاً الأبوين يدفع الطفل للمزيد من حب الانتقام والمزيد من التخريب والمزيد من العند والغضب .
وبعد الاطلاع على أسباب الطفل المخرب التي دفعت الطفل للقيام بالعمل التخريبي , يُمكننا طرح أساليب علمية للتعامل معه وتفادي تفاقم المشكل لديه ، من خلال النصائح التالية:
1.    التعامل بشكل هادئ حنون مع الطفل دون اللجوء إلى الصراخ والتوبيخ والعقاب واللوم والتأنيب في البداية حتى لا يزيد في العناد وتأتى بنتيجة عكسية , فمعاقبته ستدعم شعوره بمشاعر الحقد والغيرة .
2.    الكشف عن سلامة صحة الطفل وخصوصاً سلامة الغدد الصماء لديه .
3.    يتعلم الطفل أولا بالتقليد ؛ لذا يجب أن يكون الوالدان قدوة ومثالاً جيداً يُحتذي به الأطفال في كل الأمور , وخاصة في التصرفات والسلوكيات السليمة حتى يتعلم الطفل منهم حسن التصرف ويطبقه , ففي الأغلب تكون المشاكل الزوجية احد تخريب الطفل للأشياء لشعوره بالإحباط , وان أكثر اثنين يحبهما الأم والأب يتشاجرا دائما بصوت عالي أو تحدث المشاكل أمامه فيشعر انه يريد تخريب كل شيء , ولذا يجب أن يكون مجرد النقاش بين الزوجين بصوت لا يسمعه الطفل حتى لا يؤثر على حالته النفسية .
4.    التعليم بالموقف هو أفضل وسيلة عملية لتوصيل القيم وتربية الطفل تربية صحيحة وابتعاده عن السلوك المخرب ، حيث تستغل الأم موقف معين للخروج منه بقيمة مثالية بالتحدث عن الموقف واستخراج العبرة والقيمة منه ومناقشة الطفل في القيمة ، وأن تطلب من الطفل المشاركة في وضع طرق لتطبيق القيمة التي تعلمها مما يُشغل ذهن الطفل بتعزيز القيمة أكثر من انشغاله بالتخريب .
5.    لغة الحوار والمناقشة بين الآباء والأطفال يبنيان جسرا من الثقة بين الطرفين ، ويدعمان شخصية الطفل بأسس الثقة بالنفس والاحترام المقرون بالحب الأمر الذي ينعكس على شخصية الطفل في معاملة الوالدين والآخرين .
6.    متابعة أطفالنا عن كثب لكل ما يقدم لهم من أفكار متدفقة نحو عقولهم وتنقيتها بكل حزم دون أن يشعر الأطفال أنهم مراقبون , فمثلاً يوجد ببعض المواقع الإلكترونية أمور لا تُناسب سن وثقافة الأطفال ويكون لها التأثير الأكبر على عقولهم , كما يوجد في التليفزيون بعض البرامج وأفلام الكرتون التي تحث الطفل على التخريب عن طريق مواقف مضحكة يقلدها الطفل .
7.    محاولة العدل بين الأبناء في الأسرة وعدم التمييز بينهم إذا كان لدى العائلة أكثر من طفل .
8.    تعزيز شعور الطفل بأهميته في الأسرة فهو أهم من كل شيء , وهو كبير وان الأطفال الغير مسؤلون هم من يفعلون ذلك , وأنكم تثقون به , وأنه لن يكرر ذلك مرة أخرى , وأثناء الحوار يجب أن يكون حوارك معه بصوت منخفض وليس بطريقة التهديد , وكلمه بمناداته باسمه فالطفل الذي يتحدث معه الأهل وهم ينظروا لعينه ويقولون اسمه يستجيب بنسبة اكبر من تتجاهل شخصيته .
9.    تغليف التأديب بالحب والتفاهم للحصول على نتائج أفضل في تربية الطفل , فعادة ما ينظر الأطفال للتأديب على أنه عقاب ومعاداة من جانب الآباء لهم ؛ لأن التأديب دائماً ما يأتي في صورة أوامر يصدرها الآباء للطفل دون تفاهم , ويعتمد تأديب وتربية الطفل على وضع حدود يلتزم بها الطفل كي لا يخرج عن سيطرة الوالدين مع شرح للطفل خطأه فور قيام الطفل به , مع إفهام الطفل بأن العقاب الذي يناله هو نتيجة الخطأ الذي ارتكبه وليس بسبب كراهية الأب أو الأم له , ووضع عقوبة مناسبة للخطأ الذي يرتكبه الطفل ، فإذا كان كبيرا فيُحرم من مصروفه أو يختار عقاب مناسب لسنه حتى يعرف أن الهرج لا يأتي بتخريب الأشياء , ويجب أن يدخر من مصروفه لتعويض ذلك أو للتبرع للفقراء ثمن خطأه مثلاً .
10.    تشجيع الطفل عن طريق المكافأة لها تأثيراً سحرياً في تعزيز السلوكيات الإيجابية في نفوس الأطفال , ويجب أن تقترن المكافأة بتشجيع السلوك الإيجابي للطفل بدلاً من التركيز على السلوك السلبي وعقابه عليه .
11.    ترسيخ مفهوم روح الجماعة عند الطفل - وهي الميزة الفطرية التي فطر الله الطفل عليها - فالنواة الأولى لروح الجماعة تنشأ داخل الأسرة عن طريق مشاركة الأطفال في الأعمال المنزلية ، وشكر الطفل وإبداء السرور عند مبادرته بعرض المساعدة على الوالدين أو الإخوة .
12.    شراء الألعاب التي تناسب مستوى الطفل العقلي , ويفضل الألعاب التي يسهل فكها وتركيبها .
وتعدّ هذه الطرق من أفضل طرق التعامل مع الطفل المخرب والأكثر فعالية بحيث تعود بشكل إيجابي على الطفل والوالدين.

د.رشا خميس / دكتوراة علم النفس - مصر
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف