الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خواطري (1)بقلم:سعيد مقدم

تاريخ النشر : 2015-01-31
خواطري (1)بقلم:سعيد مقدم
الكوفية
ما أسرعها من سنين، وكأن العقود تتراكض بسرعة البرق، والخواطر تبقى كما الأفلام تعرض في ذاكرتي متى ما استدعيتها للعرض وكأني أعيش اللحظة ذاتها.
كنت في الخامس الابتدائي عندما رأيت رجلا تعطلت سيارته فشدها إلى سيارة أخرى بكوفيته ليسحبها إلى المصلح.
فاتجهت إليه غضبان وخاطبته معترضا:
من أذن لك أن تجر سيارتك بكوفيتنا؟!
ألا تملك ذرة من العزة والإباء وأنت تقلل من شأن رمزنا القومي وتنزل من هيبتنا العربية؟!
ورأيت سائق السيارة الأمامية يترجل ويخاطب صاحبه نادما:
احلل الكوفية وارفعها على رأسك، لا أسحب سيارتك إلا بعد أن تجد لنا حبلا أو سلكا خاصا.
ونظر الرجل إلىّ بعين شزرة ثم تعمم بكوفيته وأحكمها على رأسه مرتين أو ثلاث، ثم خاطبني بامتعاض وتهكم:
والآن ... هل تحررت الأهواز؟!
وتابع بغضب بين:
كلامك أكبر منك! ما لك وهذا الكلام المسربل؟! ما زلت شبرا! اكبر قليلا ثم ...
ولم يكمل جملته، أدار وجهه عني وفرّ يده في الهواء مرتين.
وأنا واقف أنظر لحركاته الغريبة، ولم أفقه ما يقول!
نظرت إلى ساعتي البسيطة العاطلة، وبحجة إدراك الوقت ابتعدت خائفا ...ومسرعا.
ذهبت يوم غد وكنا في العطلة الصيفية إلى عملي، وكنت أشتغل عاملا في البناء لادخار مصاريف مدرستي وملابسي في الشتاء،
وبينما كنت أخلط الرمل والإسمنت ودرجة الحرارة تتجاوز الخمسين، حرارة تسهل لك أن تتخيل جهنم بكل سهولة؛ خاطبني راعي البيت برقة:
اخلع كوفيتك يا ولدي، لعل هواء ينسم فيجفف عرقك.
أجبته وأنا أهز رأسي مستنكرا اقتراحه:
وهل تريدني أن أخلع رمز عروبتي وأتنازل عن قوميتي بسبب الحرارة؟!
كلا، لا أخلعها حتى لو أذاب هذا الهجير جلدي.
ثم مسحت عرق شقائي بطرفها واستمريت أخلط الخلطة بحركات متوالية سريعة، وكأن الدم بدأ يفور في عضلاتي أو كاد؛
وظل الرجل فاتحا فاه ينظر إلي في شيء من الدهشة، وهو يتحسس رأسه.
ولحد اللحظة هذه، ما أدركت السر الذي يجذبني لكوفيتي العربية بجميع ألوانها!
فعند ارتدائها يغمرني إحساس جميل،
كالعزة والشموخ والكبرياء،
والجود والكرم والإيثار،
والصدق والسلام والمروءة،
وجميع سجايا أجدادنا الحميدة.

سعيد مقدم (أبو شروق) - الأهواز
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف