الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصادقون غرباء في هذا الزمان بقلم:بسام أبو عليان

تاريخ النشر : 2015-01-30
أ/ بسام أبو عليان
30/1/2015م
إننا نعيش في زمان عجيب.. غريب، تبدلت فيه القيم الأخلاقية، واختلت المعايير الاجتماعية، وتغيرت المعاني النبيلة، وأصبح المتمسكون بالمعنى الحقيقي للقيم الاجتماعية والقواعد الأخلاقية غرباء في هذا الزمان. إنهم يلامون، ويعاتبون، ويهاجمون، وأحياناً يعرضون للسخرية، أو ينعتون بالمعقدين، أو الجاهلين بحقيقة الواقع من حولهم؛ لتمسكهم بالأخلاقيات الأصيلة. حقاً يعيشون حالة اغتراب، ولا يستطيعون التكيف مع الوسط الاجتماعي الذي يقيمون فيه. إنه زمان يجعل الحليم حيراناً. لا يدري أهو على صواب أم على خطأ؟ هل العيب يكمن فيه أم في المعايير المجتمعية التي تحكم الظروف من حوله؟
من القيم التي أصيبت في مقتل (الصدق). حيث أصبح الصادقون عملة نادرة في المجتمع؛ لأن (الكذب) حل محل الصدق وغدا سلوكاً شائعاً بين الناس وراسخاً في كل المعاملات والعلاقات الاجتماعية. بدءاً من أصغر وحدة اجتماعية انتهاءً بالمجتمع الكبير بكل مؤسساته. بل أصبح الكذب يسمى بغير مسميات لتزيينه في عيون أصحابه.
من صور عقاب المجتمع للصادقين ومكافئة الكاذبين في العلاقات والمعاملات الاجتماعية، نذكر بعض النماذج على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ:
 إذا صدق الموظف في تبرير سبب تأخره عن الدوام عوقب بالخصم من إجازته السنوية، أو اقتطاع من راتبه، أو وُبخ بأسوأ الألفاظ من مديره. أما إن أكثر الغياب، وأخذ يكذب ويختلق الأعذار الباطلة ربما يكافأ، ويُرقى في السلم الوظيفي!
 (في قطاع غزة) أَقسَم أيماناً مغلظة أن بيته تضرر جراء العدوان الصهيوني على غزة (2014م). وفي الحقيقة لم يصب بيته بأذى، إنما هي تشققات قديمة، أو أصيب بأذى بسيط. فيحصل على مبلغ كبير من التعويض. أما الآخر المتضرر حقاً وأصيب بيته بضرر مباشر وكبير، كان حريصاً أن يتحرى الدقة والصدق في تدوين الأضرار التي لحقت ببيته، وابتعد عن تسجيل التلف الذي لا علاقة له بالعدوان، لئلا يدخل على بيته مالاً حراماً. فكان مبلغ التعويض لا يساوي ثلث الأضرار الحقيقية التي كانت جراء العدوان!
 على المعابر أصحاب الوثائق والمستندات الرسمية التي تؤكد قيدهم في الجامعات، أو التقارير الطبية التي تؤكد اعتلال حالتهم الصحية يُرجَعون، أما أصحاب التأشيرات المزورة، والتقارير الطبية المزيفة يسافرون بكل أريحية، ويعاملون بأحسن ما يكون!
 شاب تقدم للخطبة، فتحدث بصراحة لأهل الفتاة عن حالته الاقتصادية ومستواه التعليمي، فرُفِض. أما الآخر قدم نفسه على أنه صاحب مستوى اقتصادي عالٍ، وتعليم فوق جامعي. وهو في الحقيقة عاطل عن العمل، وصاحب شهادة متدنية. فقبل!
 والد يسأل ابنه عن سبب تأخره عن البيت، فأجابه بصراحة أن كان يلهو مع أصحابه، فعوقب. أما الآخر كذب وتلاعب بالحقيقة فنجا من العقاب!
 يعطي صاحب المحل للزبون سعراً ويتمسك به؛ لأنه مقتنعاً بربح زهيد. تجد الزبون يشك في الأمر ولا يشتري. في حين يذهب لمحل آخر يطلب في نفس السلعة فيجدها بسعر أكبر، فيدخل معه في مفاوضات وأيمان كاذبة كي يخفض سعره، ويصل إلى السعر الذي وضعه صاحب المحل الأول!
وقِس عليها حالات كثيرة في المجتمع. أيها الصادقون الغرباء في هذا الزمان لا تحزنوا، تذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغُرَباءِ، طوبَى للغُرَباءِ، طوبَى للغُرَباءِ. فَقيلَ: مَنِ الغُرباءُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ناسٌ صالِحونَ في ناسِ سَوءٍ كثيرٍ مَن يَعصيهم أَكْثرُ مِمَّن يطيعُهُم". [أحمد شاكر، مسند أحمد، 29/12].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا". [مسلم: 2607].
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف