معادلة وطن جميل / وطن رهيب 30-1-2014
بقلم : حمدي فراج
الوطن العربي الكبير الذي يبدو اليوم انه يضيق ذرعا بأولاده ويضيقون ذرعا به ، انما هو وطن جميل ورحب ومتنوع ، يطل على محيطين ، الاطلسي والهندي ، وبحرين هما الاشهر عالميا ، الابيض والاحمر ، وعشرات الانهار والبحيرات ، بعضها احتضنت فجر الحضارة والتاريخ ، كالنيل ودجلة والفرات والاردن ، حيث الحضارة الفرعونية والحضارة الكنعانية ، يتمدد هذا الوطن على قارتين عظيمتين ، يشكل سكانهما الجزء الاكبر من سكان الكوكب ، في مناخ لطيف على مدار السنة ، مسهما هذا المناخ ، اسهاما موضوعيا في بعث طاقة الانسان على الانبعاث والتفجر ، دون مغالاة في برودته او حرارته .
كيف تحول فجأة ، وفي غمرة قصيرة من الزمن لا تتعدى القرن ، الى اشبه ما يكون بالجحيم ، يتحول الى ما يشبه الوحش الاسطوري ، و لا ينشب أظافره وانيابه الا في نحور ابنائه وبناته ، يأكلهم ويفصفص عظامهم ويلعق دماءهم بدون رحمه ، مما يدفعهم الى الهروب من وجهه ، والبحث عن اول سفينة خارجة من الخدمة ، تبحر بهم الى مناطق النجاة خارج حدوده التقليدية شبه المفتوحة على مصاريعها .
لم يجرب ابناؤه من الهاربين بحثا عن النجاة والخلاص الفردي ، البحث عمن خرّبه ودمره وحوله الى جحيم مطبق لا يطاق :
*عمن قسّمه الى ما يزيد على عشرين دولة ، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التقطيع الى شظايا ، وفق محمد حسنين هيكل "تقسيم المقسّم"، كما مع السودان وقبلها الصومال وبعدها العراق وسوريا التي دخلت على خط دولة الخلافة .
* عمن اقتطع اجزاء ومناطق كامله من اطرافه وضمها الى قوامه ، تحت شعار "زوجتك حلوة يا جحا وتليق بي" ، كلواء الاسكندرونة السوري ، سبتة ومليلة المغربيتين ، طنب الصغرى والكبرى وابو موسى الخليجيات ، واخيرا قبل ثلاث سنوات ، دولة جنوب السودان ، وعلى الطريق دارفور ، ودولة كردستان شمالي العرق ، وعين العرب "كوباني" شمال سوريا .
* عمن زرعه بالقواعد العسكرية ، والاساطيل وحاملات الصواريخ والسجون تحت ارضية ، للدرجة التي قيل ان عدد جنود قاعدة العيديد في قطر تناهز عدد سكان الامارة .
* عمن زرعه بالفايروس الطائفي ، متجاوزا المسلم والمسيحي واليهودي والكردي ، الى ما هو ابعد ، ليصبح بين المسلم السني والمسلم الشيعي ، ثم الى المسلم السني داعش والمسلم السني النصرة . وأظهره بذك وطن التخلف والارهاب الذي لا يوجد له مثيل في العالم .
* عمن وضع عينيه ويديه على ثرواته النفطية ، ووصل الامر بأحد الكتاب الامريكان ان يتساءل "منذا الذي زرع بترولنا تحت رمالهم" ، واليوم ، يتجاوزون وضع العين واليد الى وضع القدم ، فيجعلوا من سعر البرميل سعر علبة سجائر .
قبل ثمانية وتسعين سنة ، كان قد صدر وعد بلفور .
بقلم : حمدي فراج
الوطن العربي الكبير الذي يبدو اليوم انه يضيق ذرعا بأولاده ويضيقون ذرعا به ، انما هو وطن جميل ورحب ومتنوع ، يطل على محيطين ، الاطلسي والهندي ، وبحرين هما الاشهر عالميا ، الابيض والاحمر ، وعشرات الانهار والبحيرات ، بعضها احتضنت فجر الحضارة والتاريخ ، كالنيل ودجلة والفرات والاردن ، حيث الحضارة الفرعونية والحضارة الكنعانية ، يتمدد هذا الوطن على قارتين عظيمتين ، يشكل سكانهما الجزء الاكبر من سكان الكوكب ، في مناخ لطيف على مدار السنة ، مسهما هذا المناخ ، اسهاما موضوعيا في بعث طاقة الانسان على الانبعاث والتفجر ، دون مغالاة في برودته او حرارته .
كيف تحول فجأة ، وفي غمرة قصيرة من الزمن لا تتعدى القرن ، الى اشبه ما يكون بالجحيم ، يتحول الى ما يشبه الوحش الاسطوري ، و لا ينشب أظافره وانيابه الا في نحور ابنائه وبناته ، يأكلهم ويفصفص عظامهم ويلعق دماءهم بدون رحمه ، مما يدفعهم الى الهروب من وجهه ، والبحث عن اول سفينة خارجة من الخدمة ، تبحر بهم الى مناطق النجاة خارج حدوده التقليدية شبه المفتوحة على مصاريعها .
لم يجرب ابناؤه من الهاربين بحثا عن النجاة والخلاص الفردي ، البحث عمن خرّبه ودمره وحوله الى جحيم مطبق لا يطاق :
*عمن قسّمه الى ما يزيد على عشرين دولة ، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التقطيع الى شظايا ، وفق محمد حسنين هيكل "تقسيم المقسّم"، كما مع السودان وقبلها الصومال وبعدها العراق وسوريا التي دخلت على خط دولة الخلافة .
* عمن اقتطع اجزاء ومناطق كامله من اطرافه وضمها الى قوامه ، تحت شعار "زوجتك حلوة يا جحا وتليق بي" ، كلواء الاسكندرونة السوري ، سبتة ومليلة المغربيتين ، طنب الصغرى والكبرى وابو موسى الخليجيات ، واخيرا قبل ثلاث سنوات ، دولة جنوب السودان ، وعلى الطريق دارفور ، ودولة كردستان شمالي العرق ، وعين العرب "كوباني" شمال سوريا .
* عمن زرعه بالقواعد العسكرية ، والاساطيل وحاملات الصواريخ والسجون تحت ارضية ، للدرجة التي قيل ان عدد جنود قاعدة العيديد في قطر تناهز عدد سكان الامارة .
* عمن زرعه بالفايروس الطائفي ، متجاوزا المسلم والمسيحي واليهودي والكردي ، الى ما هو ابعد ، ليصبح بين المسلم السني والمسلم الشيعي ، ثم الى المسلم السني داعش والمسلم السني النصرة . وأظهره بذك وطن التخلف والارهاب الذي لا يوجد له مثيل في العالم .
* عمن وضع عينيه ويديه على ثرواته النفطية ، ووصل الامر بأحد الكتاب الامريكان ان يتساءل "منذا الذي زرع بترولنا تحت رمالهم" ، واليوم ، يتجاوزون وضع العين واليد الى وضع القدم ، فيجعلوا من سعر البرميل سعر علبة سجائر .
قبل ثمانية وتسعين سنة ، كان قد صدر وعد بلفور .