الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فكر واربح بقلم أ. نظمية حجازي

تاريخ النشر : 2015-01-30
فكر واربح
بقلم أ. نظمية حجازي
أن تولد في بيت تملأه الألفة ويلتهب من أنفاس ساكنيه وجدرانه مهترءة ، وسقفه يقطر في ليل بارد ومظلم ماءً بارداً تحسبه من سلامة روحك أنه مناجاة من السماء تقول: ان الله لن يضيع صبركم، ولن يأخذ دفئكم .
أصوات من هنا وهناك .. أم تنادي راجية من أطفالها الهدوء فلم يعد رأسها يحتمل مزيداً من الضوضاء ، وأب يضع الكفين على مصدر البصر وكأنه يريد رؤية مستقبل وطنه في الخيال ، وأخت كبرى عيناها حائرتان متأملتان تارة تملأهما لآلئ بارقة، وتارة أخرى تبتسم شفتان لا يزينهما أي لون وردي ناظرة إلى أخ يجلس أمامها لا يستطيع تحريك ساكناً جُلّ ذنبه أنه كان ثائرا على أمر مضى، وأطفال يلهون ويلعبون ولا يميزون تلك الدائرة التي يعيشون فيها . فقط هم يدركون أنهم بحماية دفئ أنتزعوه من قلب أب غاضب ومن عيون أم واعدة لهم بأن غداً أفضل ، لا يدركون أن مصدر طمأنينتهم هو قلق لا يزول لدى كل من أوقد لهم هذا الدفئ دون أن يكون مصدره الكانون .
وليسهل عليك الأمر عزيزي القارئ استطرد القول لأقول: إن كنت في هذا البيت طالبا للعلم فانك حتما ستمشي في كل صباح في أزقة متسخة وصراخ أطفال يتشاجرون من سيعدو أولا في ذلك المكان الضيق دون ان يتسخ حذاءه فالكل يريد السير في تلك المنطقة المعبدة فترى الكتف يلاصق الكتف لاطفال في نفس الجيل والجميل في الأمر أن الكل مبتهج فمنهم من يركض ومنهم من يدندن ومنهم من يتحدث بصوت مرتفع لعله يُحَدث نفسه سيراني الجميع وانا لم اتسخ بعد والقاسم المشترك بينهم جميعا أن الكل متجه إلى ذلك المبنى الأزرق الجميل فهو يعطيهم فرصة في كل صباح للتحدي والخروج من قيده القاسي "انها المدارس التابعة لوكالة الغوث" . وحتماً سيكبر هؤلاء الأطفال ولن يتغير شيئ سيمشون وبنفس الطريق ولن تتغير معالمه ولكن في هذه المرة ستكون خطواتهم أكثر حرصا على أن لا تتسخ أحذيتهم فهم ذاهبون إلى المدينة حيث الجامعة المرموقة التي تضم بين جدرانها عالم آخر لا يعرفهم ولا يعرف عالمهم فقط يعرفون أنهم لاجئون وتبدأ المعاناة من نوع آخر وكأنك المتهم في جرم لم تقترفه فانت ولدت ثائر وهم أسموك لاجئ , تبدأ نظراتهم تحاصرك وتبدأ لغة العيون اللعينة ترسل إليك اشاراتها المتعالية بأنك لاجئ ،، ويا لصعوبة الموقف ! حينما تتميز ويكون شعارك كما علموك مدرسوك "العلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم" . لتكتشف بحسرة انهم خانوك وخدعوك ولم يعلموك بأن معاناتك ستضيع في شوارع المدينة الراقية .
وان عدت لترى حال الأم تراها تعود أدراجها خائبة بعد زيارتها للمبنى الأزرق الآخر المتواجد في المخيم " عيادات الوكالة" فهي تمشي وما زال صوت الطبيب يرافقها لا يوجد دواء ابنك يحتاج الى اجراء عملية جراحية وهذا ما لم تجديه هنا ، تنفض رأسها العنيد وتقول لن أياس لن أرى قلبي يتألم وأسكت . تخاطب نفسها حامدة الله على ما أصابها ، يصمد الدمع في عينيها كصمود فلذة كبدها في سجون القهر والحرمان لتعاود خطواتها متثاقلة إلى بيت قد غرق كل ما فيه من أثاث بسيط بمياه عادمة . فلم يمنع الدفئ غزارة مياه المجاري من اقتحام بيتها .
الأب بابتسامة صفراء يفرش ذراعيه معانقاً أم تبكي ومريض لا يقوى على السير، وطالب طرد من جامعته لانه لايستطيع دفع مستحقات لم يغفر لها الألم ، وأطفال تصرخ و تصرخ خائفة من أن تفقد المأوى يلفهم بحنين ودفئ أبدا لا يمكن له أن يستكين قائلاً حتما غداً سنعود .
أه من سخرية القدر أناس لا تدري أي صنف ستأكل كل يوم وما ستلبس في كل مناسبة ، وأناس لا تجد ما يسد رمق يومها ويداوي قلبها ويعلم ابنها . فكر ولن تربح لأنك ستجد نفسك تتحدث عن أهالي المخيم فهم يملكون ما لا يستطيعون التنازل عنه اصرار وارادة ، لا مال ولا فيتامين ،،، هي كرامة وعزة التصقت بالنفس . فكر وأعدك أنك لن تربح لأنك ستجد من يهتف فليحيى المخيم رغم الألم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف