الرئيس
أوقف سيارته الفارهة أمام مبنى الإدارة ...وبما أنه سيتوفر على الوقت الكافي للتوقيع على الوثائق التي سترفع إليه ‘ كما علمته التجربة ذلك ‘ وبما ان الخربشة اسفل كل وثيقة لن تكلفه غير وقت وجيز‘
فقد راى أن يقضي ردحا من الزمن في مراقبة تشديب " كازو " حديقة المبنى الحكومي الذي كان يجري آن قدومه .
تتبع بإهتمام بالغ آلة التشديب وهي ترقص على البساط الاخضر- كشخص دغدغ اخمص إحدى قدميه فراح يضحك باهتياج - تاركة المدى الذي تجاوزته‘ مساحة مستوية كأديم السجادات التركية ‘ فذكرته بعمل آلة الحلاقة الكهربائية ‘ ولحظتها مرر كفه اليمنى على مقدمة رأسه وامتدح جمجمته التي تلمع
بشرتها كآنية نحاسية مصقولة بعناية واعترف لها بكل ما أغدقت عليه من حكمة كانت وراء تألقه ...
لم يخف إعجابه بآلة التشديب تلك وأثنى على الذين أبدعوها وجعلوها خذمة للعالمين وعارض مع نفسه فكرة أن الآلة تتسبب في تفشي ظاهرة البطالة وكاد يسترسل في تقديم الأدلة والبراهين غير أنه خاف أن يدخل في متاهات اكبر من مستواه ‘ فغادر بعد أن أسر للبستاني على إنفراد أنه يرغب في تشديب
عشب حديقة فيللاه الذي إستطال وصار في بعض مواضعه مأوى للجرذان والزواحف التي تعيث في جوانب البيت فسادا ...لم يمانع البستاني وابدى إستعدادا كاملا وترحيبا برغبة الرئيس وخاصة بعد أن وعده هذا الاخير بما اسماه " عشاء الدراري " ... وعلى انوار الاضواء التي تتخلل حديقة منزل السيد الرئيس ‘ أعادت الآلة رقصتها الجنونية وسار خلفها صاحبها يضرب برجليه في مخلفات " الكازو"الذي اصبح بعض مضي شطر من الليل أكواما تنغرز فيها رجلاه حتى الركبتين ويوشك كل مرة ان يتعثر بها وينكب على ذقنه ‘ بعد أن نال منه الإرهاق ‘ وساق التعب النوم إلى أجفانه بحيث لم يصدق نفسه وهو يتم عمله ‘ كما لم يخف الرئيس إعجابه بثمرة عمله وهو يفرك جلد صلعته وبعدها يصرفه بعد أن ناوله ما وعده به ‘ كما أشار عليه أن يودع الآلة في المرآب حتى الصباح خوفا عليها من اللصوص في الطريق ‘ ثم نام قرير العين وهو يدس صلعته في طاقية صوفية . ومع طلائع الصباح الاولى أخبر السيد الرئيس الشرطة عن سرقة تعرض لها مرآبه وسجل ضمن المسروقات آلة تشديب " الكازو" وأشياء أخرى تافهة .
بوتالوحت احماد ( قاص من المغرب)
أوقف سيارته الفارهة أمام مبنى الإدارة ...وبما أنه سيتوفر على الوقت الكافي للتوقيع على الوثائق التي سترفع إليه ‘ كما علمته التجربة ذلك ‘ وبما ان الخربشة اسفل كل وثيقة لن تكلفه غير وقت وجيز‘
فقد راى أن يقضي ردحا من الزمن في مراقبة تشديب " كازو " حديقة المبنى الحكومي الذي كان يجري آن قدومه .
تتبع بإهتمام بالغ آلة التشديب وهي ترقص على البساط الاخضر- كشخص دغدغ اخمص إحدى قدميه فراح يضحك باهتياج - تاركة المدى الذي تجاوزته‘ مساحة مستوية كأديم السجادات التركية ‘ فذكرته بعمل آلة الحلاقة الكهربائية ‘ ولحظتها مرر كفه اليمنى على مقدمة رأسه وامتدح جمجمته التي تلمع
بشرتها كآنية نحاسية مصقولة بعناية واعترف لها بكل ما أغدقت عليه من حكمة كانت وراء تألقه ...
لم يخف إعجابه بآلة التشديب تلك وأثنى على الذين أبدعوها وجعلوها خذمة للعالمين وعارض مع نفسه فكرة أن الآلة تتسبب في تفشي ظاهرة البطالة وكاد يسترسل في تقديم الأدلة والبراهين غير أنه خاف أن يدخل في متاهات اكبر من مستواه ‘ فغادر بعد أن أسر للبستاني على إنفراد أنه يرغب في تشديب
عشب حديقة فيللاه الذي إستطال وصار في بعض مواضعه مأوى للجرذان والزواحف التي تعيث في جوانب البيت فسادا ...لم يمانع البستاني وابدى إستعدادا كاملا وترحيبا برغبة الرئيس وخاصة بعد أن وعده هذا الاخير بما اسماه " عشاء الدراري " ... وعلى انوار الاضواء التي تتخلل حديقة منزل السيد الرئيس ‘ أعادت الآلة رقصتها الجنونية وسار خلفها صاحبها يضرب برجليه في مخلفات " الكازو"الذي اصبح بعض مضي شطر من الليل أكواما تنغرز فيها رجلاه حتى الركبتين ويوشك كل مرة ان يتعثر بها وينكب على ذقنه ‘ بعد أن نال منه الإرهاق ‘ وساق التعب النوم إلى أجفانه بحيث لم يصدق نفسه وهو يتم عمله ‘ كما لم يخف الرئيس إعجابه بثمرة عمله وهو يفرك جلد صلعته وبعدها يصرفه بعد أن ناوله ما وعده به ‘ كما أشار عليه أن يودع الآلة في المرآب حتى الصباح خوفا عليها من اللصوص في الطريق ‘ ثم نام قرير العين وهو يدس صلعته في طاقية صوفية . ومع طلائع الصباح الاولى أخبر السيد الرئيس الشرطة عن سرقة تعرض لها مرآبه وسجل ضمن المسروقات آلة تشديب " الكازو" وأشياء أخرى تافهة .
بوتالوحت احماد ( قاص من المغرب)