الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

آدم وحواء - بقلم المهندس نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2015-01-29
آدم وحواء - بقلم المهندس نواف الحاج علي
آدم وحواء
آدم –
استمعي جيدا يا حواء فان الله سبحانه وتعالى قد أنعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى فها نحن نسكن في جنة وارفة الظلال حتى تكاد تخفي من يدخل بين أشجارها بفعل تشابك الاغصان ووفرة الثمار والخضرة وقد من علينا برغد العيش وكل من نحتاجه ونشتهيه وبلا مجهود وقد أوصانا الا نقترب من تلك الشجرة البعيده مجرد اقتراب حتى لا تحدثنا أنفسنا بالأكل منها --
حواء –
أثناء تجوالي بين الأشجار الكثيفه اقترب مني الشيطان وأسر في أذني ببضع كلمات أردت أن نتشاور بشأنها ؟؟؟
آدم –
هذا ما أردت أن أخبرك به !! فقد وسوس لي الشيطان أيضا - وربما بنفس الكلمات وأقسم لي أن تلك الشجرة التي حذرنا الله أن نقترب منها ما هي الا شجرة الخلد ومن يأكل منها يرتقي الى مستوى الملائكه ولا أدرى ان كانت هي شجرة التفاح أم الحنطة أم هي نوع من الأشجار الذي لا أعرفه !!!
حواء –
وهذا ما أسره لي وردده مرارا وتكرارا على مسامعي وبشتى الأساليب حتى كدت أقتنع بأقاويله ووسوساته --- ففي الأكل من تلك الشجرة خلود ورقي الى مصاف الملائكة وملك لا يفنى ---
آدم –
دعينا نقترب منها ونأكل من ثمارها ولا أظن أن مخلوقا من مخلوقات الله كابليس يمكن أن يكذب أو يغش !!!
خذي هذه الثمرة من يدي وهذه ثمرة في فمي ---- ولا أرى فيها شيئا مميزا وكيف تشعرين بطعمها ----
حواء –
باستهجان وخوف --- آدم آدم !! أنظر الى نفسك يا للهول والخزي والعار !!! اني أرى سوءتك رؤيا العين --
آدم –
بل اني أرى أيضا سوْءتك - تعالي بسرعة واقطعي من أوراق تلك الشجره أو اذهبي الى شجرة التين أو أية شجرة ذات أوراق كبيره ودعينا نخصف علينا من هذا الورق لنواري عوراتنا ---
حواء –
اني أشعر بأمر آخر فقد انتقلنا الى حالة جديده تجعلنا بحاجة الى اخراج فضلات الطعام من أجسادنا !!! لقد كنا نأكل قدر احتايجاتنا من الطعام لتوفير الطاقة للحركة والفعل والآن بعد أن ذقنا ثمر تلك الشجرة أصبحنا في حالة أخرى !!!! انها مأساة كبرى ---
آدم –
ان المأساة الكبرى هي عصياننا لأوامر الله عز وجل الذي أمرنا الا نقترب من تلك الشجرة مجرد اقتراب حتى لا تسول لنا أنفسنا الأكل منها كما ان الله قد حذرنا من أن هذا الشيطان هو عدو لنا وهو الذي رفض بادئ ذي بدأ أمر الله بالسجود لي استكبارا وأخذ يجادل بأنه مخلوق من نار وأنا مخلوق من طين ولن يسجد مخلوق من النار لمخلوق من الطين !! وكأنه يتهم الخالق بالظلم ويحتج على أوامره !! فهو بذلك استحق العذاب الأليم في الآخرة !!! وأي ظلم أشد مما اقترفه ابليس نفسه !! وقد أمهله الله حتى قيام الساعه ليلاقي ما يستحق من العقاب - وهو في هذه المدة قد أعلن عداوته لنا وسوف يحاول اغواءنا واغواء ذرياتنا ويزين لنا المعاصي والآثام ولن يكون له سلطان الا على الذين يتولونه من دون الله أما عباد الله المخلصين فسوف لن يكون له عليهم سلطان ---
آدم –
اني أعترف بذني ولن أكرره واطلب المغفرة والعفو من الله فان ربي غفور رحيم - وأعتقد أن مكوثنا في تلك الجنة وما عشناه من عيش رغيد وما مررنا به من وسوسة الشيطان واغواءه لنا انما جاء بحكمة الله عز وجل وهو بمثابة تدريب على المهمة التي أوكلت الي ولذريتي من بعدي - وهي خلافة الله في الأرض واعمارها –
حواء –
أية معضلة أوقعنا أنفسنا فيها وما العمل يا آدم !!!؟؟؟
آدم –
أبشري يا حواء فقد علمني الله كلمات توجهت بها اليه فغفر الله لي ذنبي في فترة التدريب تلك ولكنه عز وجل قد أمر باخراجنا من تلك الجنة ( وأخرج معنا ابليس ) الى الأرض لنطبق فيها منهجه وتشريعه وحدد لنا فيها آجالنا وأرزاقنا فمن سار على المنهج الرباني عاش سعيدا في دنياه وفاز بالنعيم في الآخرة حيث هي جنة المأوى وفيها الحياة الأبدية الخالده – وها نحن قد تعلمنا الدرس وعلمنا أن ابليس عدونا لا يمكن أن يأتي بخير ولا يمكن أن يقدم لنا نصيحة الا وفيها الخبث والمكر والخديعة والسوء وهي درس أيضا لذرياتنا من بعدنا بأن يأخذوا حذرهم من الأعداء ويحتاطوا لمكرهم فلن يأتي من العدو الا السوء !!!
حواء –
لقد وهبنا الله العديد من البنين والبنات كما ترى يا آدم وكلهم ولله الحمد توائم – وقد شب العديد منهم وأصبحوا في سن الزواج ---
آدم –
اني أرى الخلاف قد استحكم بين اثنين من أبنائنا هما هابيل وقابيل – كل منهم يريد أخت قابيل التوأم وهي الأجمل !!
حواء –
لقد أتعبتني تلك المنازعات فكل منهم يطمع أن تكون تلك الفتاة من نصيبه لأنها أجمل وأحلى من أختها توأم هابيل مع أنك قلت لي انك قريب العهد من الوحي وأن الشرع يقتضي أن يتزوج كل أخ من الأخت التي ولدت من بطن غير البطن الذي ولد فيه حتى يتباعد النسل - عن طريق التباعد الزوجي أي كل ذكر يتزوج من الأنثى التي ولدت مع توأم آخر وليس بنفس البطن الذي ولد فيه فان العالم ما زال في طفولته الواهيه وهو الممكن في هذه الفتره ---
آدم –
سأحاول هذا الحل - فسأطلب من كل منهما أن يقرب قربانا لله عز وجل فمن يتقبل الله قربانه تكون الفتاة الجميلة من نصيبه مع أني أعلم مسبقا أن هابيل سوف يفوز بها لأنها توأم قابيل وليست أخته التوأم --- ولأن هذا هو التشريع الحالي ---
حواء –
اني خائف جدا فان قابيل قد قدم قربانا من شرار زرعه وأما هابيل فقد قدم قربانا من خيار ماشيته واني أخشى من العواقب ---
آدم –
كان لمخاوفك يا حواء ما يبررها فقد تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وها هو يهدد أخاه بالقتل حسدا منه لأن أخاه فاز بالبنت التي تمتاز عن أختها بالجمال – وقد أعجبني رد هابيل الذي ما لاقي التهديد والوعيد الا بروح الايمان ليس خوفا ولا عجزا بالدفاع عن نفسه ولكنه ينظر للعواقب وله ايمان قوي بالله وبأن قابيل سوف يبوء باثم الاثنين لأنه يرفض المنهج الرباني بالزواج من توأم هابيل ولأنه عازم على ارتكاب جريمة القتل العمد ---
حواء –
اني أكاد اختنق وأذوب ألما وحسرة على مقتل ابني هابيل – أول قتيل على الأرض - وعلى الجريمة التي ارتكبها قابيل وما سيلاقيه من عذاب بسبب هذه الجريمه !!! انه قتل أخيه ظلما وحسدا ----
آدم –
وأنا لست أقل ألما منك فقد رأيت قابيل وهو يحمل جثة اخيه ولا يدري ما يفعل بها الى ان أرسل الله له غرابا يعلمه كيف يوراي سوأة اخيه ولما رأى الغراب وقد حفر حفرة ودفن غرابا آخر ندم قابيل ندما شديدا وقال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي !!! أي جهل وقعت فيه وأي ذنب اقترفته --- وحيث لا ينفع الندم ---
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف