الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النظريات السياسية والربيع العربي. .محاولة في فهم النتائج !بقلم:ابراهيم خطيب

تاريخ النشر : 2015-01-29
النظريات السياسية والربيع العربي. .محاولة في فهم النتائج !بقلم:ابراهيم خطيب
النظريات السياسية والربيع العربي. .محاولة في فهم النتائج!
ابراهيم خطيب*

النظرية في العلم الحديث هي مجموعة كاملة ومنتظمة من الأفكار التي تصف وتفسر ظاهرة أو مجموعة معينة من الظواهر المترابطة. النظريات بعلاقة مع الواقع، التجارب والملاحظات البشرية، وتقوى النظرية مع إضافة الشواهد لها في العالم الحقيقي.
سأحاول من خلال هذا المقال، وبشكل مبسّط، شرح احدى النظريات السياسية وعلاقتها بالتحولات الديموقراطية ومحاولة تطبيقها، إن كان بالإمكان إسقاطها، على السياق المصري والتونسي كتجربتان إحداهما في طريقها للنجاح، وهي التجربة التونسية، والاخرى متعثرة وهي التجربة المصرية مع التأكيد أن هناك نظريات أخرى يمكن أن تكون أكثر او اقل ملائمة لشرح الظاهرة وتبعاتها وهذا ما سيتكشف من خلال تحولات الاحداث في هاتان البلدان.
تقر نظرية الحداثة - Modernization theory-(موضوع مقالنا هذا) بالتقسيم والتراتب بين المجتمعات كمسبب لتقدم المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً مقابل مجتمعات أخرى ما زالت لم تواكب هذا التقدم، لن نخوض في الخلفيات والتبعات الفلسفية للموضوع، وإنما سنركّز على المعايير التي تطرحها هذه النظرية وانعكاسها في الواقع الاجتماعي والاقتصادي في مصر وتونس.
تشير نظرية الحداثة إلى علاقة طردية بين التطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي مقابل التحول نحو انتعاشالحريات والدمقرطة في المجتمعات، ومن أهم معايير قياس هذا التطور والحداثةهو التعليم، النمو الاقتصادي، الفقر، والتمدن وعوامل متصلة بهذه المعايير.
وفي مقارنة بين مصر وتونس لكلتا الدولتان، في الفترة التي سبقت الثورات فيهما، وفقاً للإحصائيات التي نشرها البنك الدولي- وأرى أنها معطيات تتسم بنوع من التفاؤل - يمكن تفصيل التالي:
مصر من حيث سلم الدخل تصنف على أنها أقل من المتوسط فيما تصنف تونس على أن سكانها من ذوي الدخل الاعلى من المتوسط.
معدل الفقر – وفقاً لخط الفقر المحدد في كل دولة – في مصر قبل الثورة كان معدل الفقراء يفوق 25% فيما في تونس 15% (مع الاخذ بالاعتبار الاختلاف في متوسط الدخل والفقر في كل دولة).
معدل الدخل القومي للفرد – في مصر سنة 2010 كان 2510$ في نفس العام كان في تونس 4160$.
ومن معايير التقدم والحداثة هو التوجه للصناعة وترك العمل الزراعي وفي هذا السياق العمل في الزراعة في مصر يشغله 29% من المواطنين مقابل 16% في تونس في نفس الفترة. وفي سياق ذي صلة تظهر الاحصائيات أن التمدن في تونس في ازدياد إذ شكل سكان المدن 67% من سكان تونس، فيما شكل سكان المدن في مصر 43% فقط من مجموع السكان في الفترة الممتدة بين 2010 ل 2014.
في سياق التعليم تشير الاحصائيات كذلك أن معدلها في تونس أعلى منه في مصر وذلك في عام 2010، أي بالفترة التي كانت الدولتان على أعتاب الثورة.
واخيراً في سياق الصحة تشير الاحصائيات أن المواطن والدولة في تونس انفقا على الصحة أكثر مما أنفقه المواطن والسلطة في مصر في نفس الفترة (عام 2010) ففي تونس أنفق 282$ فيما أنفق في مصر 126$.
تظهر النتائج الاولية – والتي تحتاج لتمعن ودراسة من قبل المختصين أكثر مما يتحمل هذا المقال- أن نظرية الحداثة تفسّر لحد ما عوامل نجاح التحول نحو الديموقراطية في تونس مقابل انتكاسة هذا التحول في مصر، فوفقاً للاحصائيات تبدو تونس أكثر تقدماً من مصر ولكن كل ذلك لا يعني أن هذه هي النظرية الوحيدة التي يمكن أن تفسر صيرورة الاحداث في مصر وفي تونس وهناك نظريات أخرى مثل نظرية الجهات الفاعلة، نظرية الانتشار او الالهام والنظرية البنيوية والتي يمكن أن يكون لها قدر من التأثير في سياق الحالتين وسنحاول معالجتها في مقالات أخرى.
*زميل بحث في مركز الدراسات المعاصرة و طالب دكتوراة في العلوم السياسية جامعة هومبولدت- برلين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف