الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأســـرى والإحصــاء بقلم عبد الناصر فروانة

تاريخ النشر : 2015-01-29
الأســـرى والإحصــاء بقلم عبد الناصر فروانة
يُخطئ من يظن أن الأسرى مجرد قضية إعلامية وسبق إعلامي تتناقله وسائل الاعلام المختلفة، أو حتى صور تُرفع في هذا الاعتصام أو تلك الفعالية لأناسٍ يقبعون في سجون الاحتلال، وأعزاء على قلوبنا وبحاجة الى تعاطفنا وتضامنا. كما ليس من المقبول وطنياً وحقوقياً واللائق إنسانياً وأخلاقياً النظر إلى الأسرى على أنهم مجرد أرقام واحصائيات، كم عددهم وما هي أحكامهم..؟ كم عدد كل فئة منهم، الرجال، النساء، القاصرين، النواب، الإداريين.. ؟، وكم أمضى كل واحد منهم ..؟.

وبالرغم من أهمية الاعلام في معركتهم ضد السجان ومن أجل نيل حريتهم، وعلى الرغم أيضا من أن مسألة الإحصاء والتوثيق مسألة في غاية هامة وينبغي القيام بها، غير أن ما ينبغي فهمه ومعرفته هو أن تلك الأرقام التي نتناولها كمؤسسة رسمية، وتلك التي تقدمها المؤسسات المعنية وتتناقلها وسائل الإعلام المختلفة، ليست مجردة عن الواقع الأليم، وأن خلف هذه الأرقام التي تخص الأسرى تكمن حياة ومعاناة قاسية، وألم ومشاعر ومأساة وعذابات للأسرى وأهالي الأسرى.

وهنا تحضر آلام وعذابات وتضحيات الأسرى ومعاناة أهلهم وأحبتهم وصبر أمهاتهم وهموم زوجاتهم وأولادهم وآبائهم.!. ومن هنا أدعو كل زملائي المختصين في هذا المجال إلى التنوع في كتاباتهم وتطوير أدائهم بما يؤثر أكثر فأكثر على القارئ والمتلقي والرأي العام.

ويخيل إليّ أني لوكتبت كل يوم مقالة عن الأسرى ومعاناتهم، لما وصفت حالهم، ولو شاركت كل يوم بنشاط لأجلهم، لما وفيتهم حقهم، وكيف لي أن اشعر بالرضا والطمأنينة والراحة وأنا أعبر عن وجداني بالكلمات والحروف والأرقام، في حين هم يكتبون التاريخ بحروف من ألم وكلمات من دم، لكني أخشى أن تغدو مهمة بعضنا التسابق في عرض الأرقام والاحصاءات، أو في رصد وتعداد السنوات التي يقضونها داخل سجون الاحتلال.!

ان الحياة مع الاعتقال قاسية، ومأساتنا مع السجن عميقة، وحكاية شعبنا مع الاعتقال والسجن تفوق الوصف والخيال، فما من بيت فلسطيني إلا وتعرض أحد أركانه لتجربة الاعتقال، وحفر مصطلح السجن في ذكرياته، وما من فلسطيني مرّ بتجربة الاعتقال إلا وذاق ويلات التعذيب من الاحتلال، وعانى من الآثار اللاحقة للسجن والاعتقال والتعذيب على المدى القريب والبعيد، وأضحى مصطلحات (الاعتقال، السجن، التعذيب) مفردات ثابتة في القاموس الفلسطيني.

فلكل فلسطيني، كبر أم صغر، ذكر أم انثى، حكاية مع الاحتلال والسجن والاعتقال. وان معاناة الفلسطينيين بدأت مع بدايات الاحتلال، وألم الأسرى ليس ألماً مرحلياً أو موسمياً، كي ننتصر له في المناسبات، وإنما هو ألم يومي عميق، يحتاج الى أن ننتصر له في كل لحظة ودقيقة وساعة.وآن الأوان لأن ينسحب السجان من ساحاتنا وتشفى ضحايانا من آلامها لتحيا من جديد، فلا حياة طبيعية مع الاحتلال، وتحت الاحتلال وفي ظل الاحتلال.

وعليكم أن تقرؤوا المزيد من روايات وحكايات المعتقلين الفلسطينيين، وتستمعوا لشهادات الاعتداء والتنكيل والتعذيب بالمعتقلين، وخاصةً الأطفال والنساء والمرضى، وحينها ستدركون مدى الانحدار الخلقي والمهني والثقافي لدى المؤسسة الحاكمة في إسرائيل وبمباركة كل مركبات النظام السياسي الإسرائيلي.

إن استمرار اعتقال الآلاف من الفلسطينيين والحط من كرامتهم، والزج بهم في سجون تشهد ظروفاً مأساوية وتفتقر للحد الأدنى من الحياة الآدمية، ظل نوعا من جرائم العقاب الجماعي بل وفي كثير من الأوقات شكل نوعاً من القتل البطيء، فلقد فقدت دولة الاحتلال كل الضوابط الأخلاقية والإنسانية في تعاملها مع الفلسطينيين، وضربت بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية في ظل ضعف التحرك الدولي، وغياب المحاسبة وقوة الردع الحقوقية والقانونية، الأمر الذي يؤثر على مستقبل المنطقة، واستمراره يجعل من تحقيق السلام المنشود أمرا مستحيلاً، إذ لا يمكن فصل السلام عن الحرية. وهل يمكن أن ينشد السلام في ظل استمرار وجود الاحتلال وبطشه، ووجود السجون واستمرار الاعتقالات وتكبيل الأيادي وتقييد الحريات  ..؟؟ أمر يصعب تصديقه.

فتحرير الأسرى ليس واجبا وطنيا وسياسيا وإنسانيا وأخلاقيا فقط، وانما ضرورة حيوية وجوهرية لتعزيز روح المقاومة وشحن همم المناضلين ورفع معنويات الشعب الفلسطيني لاستمرار مقاومته المشروعة للاحتلال الاسرائيلي، نحو تحقيق أهدافه في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لا سلام دون دولتنا وأرضنا وقدسنا وحريتنا وحرية أبناء شعبنا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف