الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا نكتب في زمن لا يقرأ فيه الناس؟ بقلم أحمد ثابت

تاريخ النشر : 2015-01-29
إذا تتبعنا الإحصائيات التي تطل علينا كل فترة حول نسبة الكتب التي يقرأها سكان الوطن العربي، في كل عام، من المؤكد أننا سنصاب بالإحباط.. وإذا تتبعنا دوائر الأبحاث لنعرف نسبة من بإمكانهم القراءة والكتابة في بلادنا، فسنصعق من هول النتائج التي تظهر إنتشارا واسعا للأمية في بلاد من المفترض أنها صاحبة حضارات علمت العالم، وهي نفس البلاد التي يدين غالبية سكانها بالإسلام ويؤمنون بالقرآن الذي كانت أول كلماته "إقرأ".
اليوم لا أحد يقرأ، إلا من رحم ربي، وبات أمرا مألوفا أن تجد أكاديميين وأساتذة جامعات لم يطالعوا أي كتاب بعد حصولهم على درجة الدكتوراة أو ما شابه. وهو الأمر الذي يسهل تفسيره، فما هي حاجة هؤلاء للبحث والإطلاع وقد نالوا ما أرادوا من مظاهر الحياة الكريمه، فالدرجة العلمية والراتب الوفير بالإضافة إلى أرباح بيع الكتب إجباريا للطلبة، وفوق كل هذا المكانة الإجتماعية، كل هذه الأشياء هي أقصى طموح لمن يدرسون في جامعات ومعاهد قائمة على الحفظ والتلقين والواسطة والمحسوبية.
وبنظرة سريعة للأسباب السالف ذكرها، يبدو من البديهي والمنطقي -أحيانا- أن نغادر صومعة لأنه لا أحد يقرأ إلا قلة قليلة، ولا أحد يعمل بما يقرأ إلا جزء قليل جدا من شريحة القراء!
لكن لنتوقف برهة ولنسأل أنفسنا: منذ متى كانت الكلمات تكتب من أجل أن يقرأها الآخرون؟
.. و هل نجاح النص المكتوب متوقف على نسبة القراء الذين قاموا بالإطلاع عليه أم على جودة المكتوب؟
إذا كنا نعتمد على رواج ما كتبناه بين الناس، من أجل الإستمرار في الكتابة فنحن إذا منافقون، لأن الكتابة هي الرحيق الذي يخرج من بين جوانب الكاتب لكي يشعر القارئ بطعم اللذة حينما يتذوق النص المكتوب، وهذا شئ مهم، لكن الأهم أن يساعد هذا الرحيق، القارئ على الشفاء من أمراضه الفكرية والنفسية وربما الجسدية.
أيها الكتاب أنتم أطباء الفكر، إختصكم الله بهذه الموهبة من أجل أداء رسالة بعينها، ألا وهي شفاء عالمنا المريض بأفكاره، ووقتما تدركون معنى وقيمة رسالتكم ستتمتعون بأعين لا تشبه نظراتها نظرات أعين الآخرين، نظرات كاشفة للخبايا، مدركة لكل ما يحدث حولها، ستشاهدون الأشياء أفضل من السابق، ستشاهدونها بمنظور كلي بدلا من زاوية واحدة ضيقة الأفق إعتدتم على النظر من خلالها كبقية الناس.
أما قلوبكم فستغدو أكثر رحمة وأعلى صوتا وأكثر تأثيرا على قرارتكم، ستسترد الكثير من نفوذها المسلوب من قبل عقولكم التي تم تشفيرها بأفكار المدرسة والجامعة والعائلة والمجتمع.. سوف تتحررون من كل القوالب الجاهزة التي وضعكم فيها الآخرون وإرتضيتم البقاء فيها.. ومن هنا ستكون قلوبكم البوصلة التي تحدد أي طريق ستسلكوه خلال رحلتكم القصيرة في هذا العالم.. والأهم أن تتحلوا بالصبر فقلوبكم ستعود شيئا فشيئا إلى فطرة الله التي فطركم عليها.
هذا عن قلوبكم، أما ألسنتكم فستنعم بفترات طويلة من الراحة، لأنكم ستكونوا قادرين على إختيار الوقت والكلام المناسبين للحديث، فالراحة النفسية والطمأنينة التي تغمركم ستجعل كل الطاقات التي بداخلكم تسير في مسارها الصحيح، إذا فلا حاجة لكم في الدخول في ثرثرة فارغة، هي سمة أساسية لأصحاب الطاقات المكبوتة.
ولأنكم متميزون سيكون حديثكم مميزا أيضا، لأنه حديث ملهم ملئ بالأفكار وقليل من الأحداث، حديث يدفع مستمعيه إلى البحث والسؤال لأنه يعبر الآذان ليستقر في العقول التي ستبدأ سريعا في طرح الأسئلة حول ما طرحتموه من أفكار جديدة لا عهد لتلك العقول بها من قبل.
ومن اللسان إلى الأذن، فالناس يستمعون إلى ما يفرض عليهم عبر شاشات التلفزة وفي المدارس والجامعات ودور العبادة ، أما أنتم فستنتقون ما تستمعون إليه، ولأنكم شغوفون بالبحث والتنقيب والإطلاع على كل جديد، ستستمعون إلى أناس و أشياء لا تشعرون معهم بالملل ولا يصيبونكم بالسلبية، بل سيكونوا وقودا يشعل نار الحماسة في داخلكم.
أيها الكتاب إعلموا جيدا أنكم تكتبون من أجل أنفسكم أو بالأحرى من أجل إرضاء أنفسكم، لأنها لن تمنحكم الراحه التي تريدون إذا أنتم لم تمنحوها ما تريد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف