توازن الرعب
تمكنت قوى المقاومة العربية وخاصة الفلسطينية واللبنانية من التخلص من الجدار الذي بني أمام أرادة الشعب العربي منذ قيام دولة الكيان الصهيوني فوق الأرض العربية ,حيث نهبت كل مقدرات وملئت السجون العربية من الأحرار والمناضلين الذين كانوا يدعون الى التحرير والتحرر من كابوس مخلفات الحرب العالمية الثانية والتقسيمات التي شتت مقدرات أمتنا العربية وقسمتها الى دويلات قزمية صغيرة لا أرادة لها وكان جل اهتمام تلك الانظمة هو الحفاظ على كراسي الحكم وضبط الشارع العربي بمجموعة شعارات وجلب كل مخلفات الصناعات الامريكية والغربية الى الدول العربية لكي يشاهدها المواطن العربي في الاحتفالات السنوية التي تقام احتفالا واحتفائها بأن أنعم الله على تلك الشعوب بمجموع القادة العظام ومن أجل بث الرعب في نفوس المواطنين لكي تستكين وتخضع ولا تطمح بالتغيير وكان ومنذ ما يقرب من خمسون عاما والانظمة العربية تعزف لنا أسطوانة التوازن الاستراتيجي والذي أيقن المواطن العربية أنه لو عاش كما عاش سيدنا نوح عليه السلام لن يشاهد هذا التوازن في أي من الشوارع العربية ,والدليل واضح بأن معظم أنظمة هذه الشعارات قد أصبحت في خبر كان وانتهت.
وقد بدأ تحطيم هذا الشعار بشكل واضح في حرب عام 1968م حينما تمكنت القيادة الفلسطينية من أنجاز الانتصار الاول في معركة الكرامة وتمريغ أنف الصهاينة في الوحل وقد كان التراكم على هذا الانجاز في انتصار الجيشين المصري والسوري في معركة أكتوبر المجيدة ,وقد زادة جرعة الامل لدى الجماهير العربية من خلال الصمود الاسطوري لدى قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية في معركة بيروت المجيدة في العام 1982م .
وقد تجسدت قوة وقدرة الارادة الجماهيرية في فرض ذاتها على الكيان الصهيوني من خلال الانتفاضة الاولى في 1987م حيث لم تتمكن كل أدوات البطش الصهيونية من تحطيم ثورة شعبنا السلمية .
وهنا لم تكتفي القيادة الفلسطينية من تحطيم غرور الصهاينة بل عملت على كسر هيبة وشوكة أمريكيا والتي تجسدت في رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات كل المحاولات الامريكية لفرض حلول لا يقبل بها شعبنا ,وكذلك فعل الرئيس محمود عباس حينما رفض كل المحاولات الامريكية بتأجيل كل محاولات طلب الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الامن أو الانضمام الى المؤسسات الدولية ,على الرغم من التهديد والوعيد .
ولكن كان لكل من حرب 2006,2014,على كل من لبنان وغزة لهما ما بعدهما من حسابات لدى الكيان الصهيوني وهنا كان أول أبجديات الدرس الجديد في صفحة الصراع في المنطقة بأن أي اعتداء يشن على قوى المقاومة لا يحدد الكيان كيفية وزمان ومكان الرد ,وان قوى المقاومة هذه باتت قادرة على ضرب الكيان الصهيوني في كل بقعة من فلسطين المحتلة ,وأنه لم يعد أطفال ونساء لبنان وفلسطين يفقدن أطفالهن وأزواجهن بل نساء الصهاينة ايضا , وأن المعركة مع لشعبين اللبناني والفلسطيني وقوى المقاومة لم تعد نزهة ترفيهية يقوم بها الجنود الصهاينة ولكن دخول الى عش الدبابير ,
من هنا لن تعمل دولة الكيان اليوم على توسيع رقعة المعركة مع حزب الله لأنها تعي بأن تلك المعارك لم تعد ورقة انتخاب خضراء لصالح القيادة اليمينية بل ستكون حمراء تجلبهم الى مقصلة الاعدام السياسي بلا رجعة .
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
28-1-2015
تمكنت قوى المقاومة العربية وخاصة الفلسطينية واللبنانية من التخلص من الجدار الذي بني أمام أرادة الشعب العربي منذ قيام دولة الكيان الصهيوني فوق الأرض العربية ,حيث نهبت كل مقدرات وملئت السجون العربية من الأحرار والمناضلين الذين كانوا يدعون الى التحرير والتحرر من كابوس مخلفات الحرب العالمية الثانية والتقسيمات التي شتت مقدرات أمتنا العربية وقسمتها الى دويلات قزمية صغيرة لا أرادة لها وكان جل اهتمام تلك الانظمة هو الحفاظ على كراسي الحكم وضبط الشارع العربي بمجموعة شعارات وجلب كل مخلفات الصناعات الامريكية والغربية الى الدول العربية لكي يشاهدها المواطن العربي في الاحتفالات السنوية التي تقام احتفالا واحتفائها بأن أنعم الله على تلك الشعوب بمجموع القادة العظام ومن أجل بث الرعب في نفوس المواطنين لكي تستكين وتخضع ولا تطمح بالتغيير وكان ومنذ ما يقرب من خمسون عاما والانظمة العربية تعزف لنا أسطوانة التوازن الاستراتيجي والذي أيقن المواطن العربية أنه لو عاش كما عاش سيدنا نوح عليه السلام لن يشاهد هذا التوازن في أي من الشوارع العربية ,والدليل واضح بأن معظم أنظمة هذه الشعارات قد أصبحت في خبر كان وانتهت.
وقد بدأ تحطيم هذا الشعار بشكل واضح في حرب عام 1968م حينما تمكنت القيادة الفلسطينية من أنجاز الانتصار الاول في معركة الكرامة وتمريغ أنف الصهاينة في الوحل وقد كان التراكم على هذا الانجاز في انتصار الجيشين المصري والسوري في معركة أكتوبر المجيدة ,وقد زادة جرعة الامل لدى الجماهير العربية من خلال الصمود الاسطوري لدى قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية في معركة بيروت المجيدة في العام 1982م .
وقد تجسدت قوة وقدرة الارادة الجماهيرية في فرض ذاتها على الكيان الصهيوني من خلال الانتفاضة الاولى في 1987م حيث لم تتمكن كل أدوات البطش الصهيونية من تحطيم ثورة شعبنا السلمية .
وهنا لم تكتفي القيادة الفلسطينية من تحطيم غرور الصهاينة بل عملت على كسر هيبة وشوكة أمريكيا والتي تجسدت في رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات كل المحاولات الامريكية لفرض حلول لا يقبل بها شعبنا ,وكذلك فعل الرئيس محمود عباس حينما رفض كل المحاولات الامريكية بتأجيل كل محاولات طلب الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الامن أو الانضمام الى المؤسسات الدولية ,على الرغم من التهديد والوعيد .
ولكن كان لكل من حرب 2006,2014,على كل من لبنان وغزة لهما ما بعدهما من حسابات لدى الكيان الصهيوني وهنا كان أول أبجديات الدرس الجديد في صفحة الصراع في المنطقة بأن أي اعتداء يشن على قوى المقاومة لا يحدد الكيان كيفية وزمان ومكان الرد ,وان قوى المقاومة هذه باتت قادرة على ضرب الكيان الصهيوني في كل بقعة من فلسطين المحتلة ,وأنه لم يعد أطفال ونساء لبنان وفلسطين يفقدن أطفالهن وأزواجهن بل نساء الصهاينة ايضا , وأن المعركة مع لشعبين اللبناني والفلسطيني وقوى المقاومة لم تعد نزهة ترفيهية يقوم بها الجنود الصهاينة ولكن دخول الى عش الدبابير ,
من هنا لن تعمل دولة الكيان اليوم على توسيع رقعة المعركة مع حزب الله لأنها تعي بأن تلك المعارك لم تعد ورقة انتخاب خضراء لصالح القيادة اليمينية بل ستكون حمراء تجلبهم الى مقصلة الاعدام السياسي بلا رجعة .
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
28-1-2015