الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثورة مصر في ذكراها الرابعة .. هل حققت أهدافها وهل ستستمر ؟ بقلم:زياد عبد الفتاح الاسدي

تاريخ النشر : 2015-01-27
ثورة مصر في ذكراها الرابعة .. هل حققت أهدافها وهل ستستمر ؟ بقلم:زياد عبد الفتاح الاسدي
ثورة مصر في ذكراها الرابعة .... هل حققت أهدافها وهل ستستمر ؟؟
عندما أحرق محمد بوعزيزي نفسه واندلعت أحداث العنف في سيدي بوزيد التونسية أواخر عام 2010 , لم يكن في حسبان أحد بأن هذا الحدث كان بمثابة الشرارة التي ستُفجر غضب الشارع التونسي من شماله الى جنوبه وتُسقط نظام بن علي في أقل من شهر . كما لم يتوقع أحد في ذلك الوقت أن تنتقل شرارة الغضب التونسية الى الشارع المصري بهذه السرعة المُذهلة , لتندلع في 25 يناير انتفاضة الملايين من الجماهير المصرية وتُسقط نظام العمالة والفساد في مصر في غضون اسبوعين ونصف , بعد مواجهات عنيفة ودامية مع الامن المصري راح ضحيتها المئات من أبناء مصر .... كما لم يتوقع أحد في ذلك الوقت أن تتحرك جماعة الاخوان المسلمين في مصر لركوب موجة التغيير الثورية في الشارع المصري في الايام واللحظات الاخيرة التي سبقت سقوط حسني مبارك . ليأتي هذا التحرك الاخواني الانتهازي المُتأخر مع غياب تأثير القوى والاحزاب الثورية الفاعلة , وفي الوقت الذي بذلت فيه الولايات المتحدة من وراء الستار كل جهدها واستنزفت كل الطرق لانقاذ نظام مبارك ..... لذا وجدت في تهيئة الاخوان لملئ الفراغ السياسي في مصر وتونس ودفعهم الى واجهة الحكم هو الطريق الافضل للحفاظ على المصالح الامريكية والغربية وأمن اسرائيل وذلك لاطمئنان الولايات المتحدة أن الاخوان والتيار الاسلامي عموماً ومن خلال التمويل والدعم لن يتعرضوا بأي أذى للمصالح الامريكية وأمن اسرائيل , ومستفيدة أيضاً من شعبية جماعة الاخوان المسلمين بسبب معاداة نظامي مبارك وبن علي لهذه الجماعة واضطهادهم لها . لذا جندت الولايات المتحدة لهذا الغرض عملائها في الخليج وساهمت من وراء الستار مع حكومة أردوغان الاخوانية في تركيا لدعم جماعة الاخوان في مصر وتونس وسوريا .... بغرض الهيمنة المشتركة على بعض الدول العربية التي تواجه انعدام الاستقرار السياسي أو التي تُشكل تهديداً لمصالح الغرب وأمن اسرائيل كما هو الحال في سوريا .... وفي تونس لم يكن حال حركة النهضة بأفضل من جماعة الاخوان المصرية فيما يتعلق بتحرك عناصرها وقادتها للاطاحة بحكم زين العابدين بن علي . ومع ذلك فقد حقق الاخوان وحزب الحرية والعدالة فوزاً واضحاً في انتخابات مجلس الشعب المصري /20122011 . كما حققت بالمقابل حركة النهضة التونسية انتصاراً مماثلا في انتخابات المجلس التأسيسي الوطني عام 2011 . ولكن الاحداث السياسية المتلاحقة قد أخذت في مصر مساراً مختلفا وأكثر تعقيداً ودموية عن مسارها في تونس .... ففي مصر تولى المجلس العسكري الاعلى الحكم بعد سقوط مبارك وذلك بضغط وتوجيه أمريكي وتدخل خليجي من وراء الستار , وذلك لمرحلة انتقالية طويلة نسبياً تخللها العديد من الازمات الدستورية والاحداث الدموية الي راح ضحيتها المئات من المصريين , كأحداث شارع محمد محمود ومجزرة ستاد بورسعيد وأحداث العباسية ...الخ , قبل انتقال السلطة الى حركة الاخوان المسلمين بشكلٍ كامل مع فوز الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية بأغلبية ضئيلة في صيف 2012 . وبعد فوز الرئيس مرسي حاول الاخوان الاستفراد بالحكم والهيمنة الكاملة على السلطات التنفيذية والتشريعية وحتى القضائية , حيث قام الرئيس مرسي بعد فترة من فوزه وبتوجيه من مكتب الارشاد للجماعة باصدار اعلان دستوري يُعطي الرئيس صلاحيات واسعة من بينها ما يخوله بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة غير المنتخبة سابقاً , ومن ثم كتابة دستور جديد غير توافقي للبلاد , لا يُلبي سوى تطلعات جماعة الاخوان والتيار الاسلامي . لتدخل مصر بعد ذلك في مرحلة جديدة من الاضطرابات والاحداث الدموية والازمات الدستورية والقانونية , تخللها رفض شعبي ونقابي وحقوقي لاجراءات مرسي واستنكار شعبي واسع لممارسات جماعة الاخوان الاقصائية واستفرادهم بالسلطة . وترافق كل ذلك مع فشل حكومة حزب الحرية والعدالة على نحوٍ خطير في ادارة البلاد وتحقيق ابسط مفاهيم العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة وفي معالجة مشاكل الاقتصاد الوطني منذ اليوم الاول لاستلامها زمام الامور , هذا اضافة لاستمرارها في نهج التطبيع والابقاءعلى الاتفاقات الاقتصادية المُجحفة بحق الشعب المصري مع الكيان الصهيوني ولا سيما فيما يتعلق بتصدير الغاز المصري لاسرائيل . وقد أمعنت جماعة الاخوان في سياساتها وممارساتها الاقصائية وفي رفضها للحوار مع جبهة الانقاذ تارة ومماطلتها في اجراء الحوار تارة أخرى , معتقدة أن الثورة المصرية قد انتهت ولن يتمكن الشعب المصري من ازاحة الاخوان عن السلطة ..... وهنا بدأت تتزايد يوماً بعد يوم حركة التمرد الشعبي الرافض لحكم الاخوان , وقادت حركة تمرد بجمع تواقيع الملايين من المصريين على وثيقة لسحب الثقة من الرئيس مرسي . وبعد المظاهرات المناهضة للاخوان والرئيس مرسي التي قام بها ما يُقارب من عشرين مليون مصري في الثلاثين من حزيران عام 2013 , أمهلت القوات المسلحة المصرية على لسان المشير عبد الفتاح السيسي الرئيس مرسي وحكومة الاخوان مدة 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب قبل أن تتدخل فعلياً لعزل الرئيس مرسي في الثالث من يوليو 2013 على شكل انقلاب عسكري قاده المشير عبد الفتاح السيسي , الذي أظهره الاعلام في ذلك الوقت كمنقذٍ لمصر وربط شخصيته بسذاجة مُفرطة بشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر . وقد تلقت الحركة الانقلابية على الصعيد الداخلي تأييد الاغلبية العظمى من الشعب والاحزاب المصرية . أما على الصعيد الخارجي فقد ساهمت بعض الدول الخليجية بدعم حكومة الانقلاب بمبلغ 12 مليار دولار وقدمتها على أنها مساعدة لدعم للاقتصاد المصري الذي أصبح في خلال عام من حكم الاخوان يُعاني من خطر الانهيار الشامل . أما الولايات المتحدة والتي وقفت فعلياً ومن وراء الستار خلف الحكم العسكري الجديد بعدما أيقنت بفشل الخيار الاخواني , فقد أظهرت كالمعتاد نفاقها السياسي وادعاء حرصها على الديمقراطية في مصر من خلال دعوة سلطة الانقلاب لنقل السلطات في مصر على الفور الى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً , كما هددت بقطع المعونة السنوية لمصر باعتبار أنه لا يُمكن تقديم معونة لبلد جرى فيه انقلاب عسكري ...... ولكن مع ترشُح المشير السيسي للانتخابات الرئاسية بعد تقديم استقالته من منصبه العسكري وفوزه في هذه الانتخابات , فقد أظهرت الاحداث المتلاحقة في مصر بما لا يدع مجالاً للشك أن المخطط الامريكي الساعي لاستعادة السيطرة على مصر بعد مظاهرات الثلاثين من حزيران والرفض الشعبي الهائل للاخوان , قد حقق نجاحاً منقطع النظير . كما تبين بكل وضوح أن الرئيسين مبارك ومرسي ومن بعدهما الرئيس السيسي ليسوا سوى وجوه مختلفة تتبع لنفس المعلم الامريكي , وتراعي في النهاية المصالح الغربية ومصالح الطبقات الاجتماعية العليا والنخب العسكرية والبيروقراطية في المجتمع المصري . هذا في الوقت الذي لم يطرأ فيه لغاية الآن أي تغير حقيقي على السياسة المصرية سواء كان على صعيد الحريات الديمقراطية والدستورية والاصلاحات الداخلية والاقتصادية أو على صعيد السياسة الخارجية والحفاظ على المصالح الامريكية والغربية ومعاهدات السلام والاتفاقيات الاقتصادية مع اسرائيل وابقاء السفارة الاسرائيلية مفتوحة بكامل طاقمها الدبلوماسي , مع الاستمرار في قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا التي تمت في عهد الرئيس الاخواني محمد مرسي ......... وبالتالي فانه مع وضوح الممارسات السياسية لحكم السيسي وطبيعة الطبقات الاجتماعية والنخب العسكرية والاطراف الاقليمية والدولية الداعمة له , لذا يُمكننا القول أنه كما تمكنت ثورة الشعب المصري من اسقاط حكم مبارك ومن بعده حكم مرسي , فان هذه الثورة لا تزال مستمرة وقادرة على اسقاط النظام الحالي . ومخطئ من يعتقد ان هذه الثورة قد انتهت أو فقدت طاقاتها الجماهيرية بالرغم من انها لا تزال تفتقد الى حدٍ ما لتبلور قيادة ثورية فعالة تعمل في اطار جبهة وطنية وتقدمية عريضة وتكون قادرة ليس فقط على تحريك الجماهير وتعبأتها وحشدها لاسقاط نظام الحكم , بل وهو الاهم الامساك مباشرة بالسلطة السياسية والاحتفاظ بها لفترة انتقالية , وذلك لقطع الطريق على قوى الثورة المضادة في الداخل والخارج التي تتلون بألوان وأقنعة مختلفة من أجل الالتفاف على حركة الجماهير والاستحواذ مجدداً على السلطة السياسية والعودة من جديد لحماية المصالح الامريكية والغربية وأمن اسرائيل , وخدمة نفس الطبقات الاجتماعية والنخب العسكرية الحاكمة سابقاً ........ ولكن علينا في نهاية الامر أن نعلم أن اسقاط حكم السيسي سيتطلب سنوات أطول وسيكون اسقاطه أصعب بكثير بالمقارنة مع اسقاط الحكم الاخواني , فلا يزال هذا الحكم لا يتمتع فقط بدعم مٌطلق من الجيش وقياداته العسكرية , وانما لا يزال يتمتع ( شئنا أم أبينا ) بشعبية لا يُستهان بها في الداخل المصري والتي لا يُمكن تفسيرها سوى لفاعلية القدرة التضليلية للاعلام والقوى الموالية لحكم السيسي , وكذلك خوف الشارع المصري من عودة الاخوان والتيار الاسلامي من جديد الى واجهة الحكم , لا سيما وأن هذا التيار لا يزال يتمتع للاسف بشعبية رغم أنها محدودة للغاية ولكنها كافية لظهور العنف والقتل وانتشار الارهاب والاخلال بالامن القومي المصري .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف