الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ذكرى وفاة القائد الوطني الكبير المناضل الدكتور جورج حبش اعداد الدكتور: خضر عباس

تاريخ النشر : 2015-01-27
في ذكرى وفاة القائد الوطني الكبير المناضل الدكتور جورج حبش  اعداد الدكتور: خضر عباس
في ذكرى وفاة القائد الوطني الكبير المناضل الدكتور جورج حبش
اعداد الدكتور/ خضر عباس
في المساء من يوم 26 كانون الثاني عام 2008 م، توفي القائد الوطني الكبير جورج حبش.. الذي ولد في مدينة اللد في فلسطين المحتله، من العام 1925م، من عائلة فلسطينية مسيحية.. مكونه من سبعة أولاد، والتي كانت ميسورة الحال حيث ان والده تاجراً معروفا،ً ووالدته من النساء المتعلمات التي كانت تحرص على توجيه أولادها لمواصلة الدراسته والحصول على شهادات عالية. تعلم القائد الحكيم (لقبه المشهور) المرحلة الابتدائية في مدارس اللد بفلسطين المحتلة، ثم انتقل لمتابعة دراسته الثانوية في مدينة يافا ثم القدس.. وقد انهى دراسته الثانويه (تراسنطة) في القدس.. وقد عمل بعدها مدرساً في مدينة يافا لمدة عامين قبل التحاقه بالجامعة، ثم التحق في عام 1944م بكلية الطب في الجامعة الأمريكية ببيروت، التي تخرج منها طبيباً في العام 1951م. وقد كان (الحكيم) طالباً ناجحاً ومتميزاً، عاش حياته الجامعية بين الدراسة وممارسة هواياته في الرياضة وحب الفنون والموسيقى.. وقد شكلت السنوات في الجامعة الأمريكية المرحلة التي تبلور فيها انتماؤه وفكره القومي، حيث تأثر بفكر أستاذه الكبير قسطنطين زريق الذي كان بمثابة الأب الروحي للفكر القومي العربي..وقد كانت الجامعة الأمريكية انذاك ملتقى للشباب العرب الذين قدموا من مختلف الأقطار العربية وهم يحملون القومية المشتركة. وشاركوا جميعا في نشاطات جمعية العروة الوثقى -جمعية ثقافية انتخب فيها الدكتور جورج حبش أميناً عاما لهيئتها1950م- .. وقد زاول (الحكيم) مهنة الطب بكفاءة واخلاص، حيث عمل كطبيب متدرب في مستوصف اللد، حيث عالج هناك ابناء شعبه، وذلك قبل حلول نكبة الهجرة. وعند حلول النكبة، فرضت الهجرة على اسرته، وفي تلك الهجرة، استشهدت شقيقته الكبرى، كمثل المئات والآلاف الذين تساقطوا اثناءها. وقد شكل ذلك منقلبا في حياة جورج حبش فحوله من طبيب يداوي جراح الناس، الى مناضلا وثائراً ضد الحركة الصهيونية، حيث اسس مع مجموعة من الرفاق مثل (وديع حداد، هاني الهندي، أحمد الخطيب، صالح شبل، وحامد جبوري) حركة القوميين العرب وذلك في عام1951م. وقد لعب (الحكيم) ورفاقه دوراً قيادياً في المظاهرات الطلابية الحاشدة التي جرت في أواخر تشرين أول عام 1951 في لبنان، تأييداً لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية–البريطانية.. والتي ألهبت مشاعر الجماهير العربية على مستوى العرب. وقد تابع (الحكيم) نشاطة السياسي في الأردن عام 1952م، كما مارس هناك مهنة الطب مع الدكتور وديع حداد، وأقاما عيادة وسط عمان، وقدما احيانا علاجاً مجانياً للطبقة لأبناء المخيمات. وكانت هذه العيادة مركزاً للتعبئة والتوعية السياسية ونشر أفكار حركة القوميين العرب، حيث ادى ذلك الى تعرض للملاحقة، مما أضطره للعمل السري والاختفاء لمدة عامين في الأردن، وبعدها انتقل إلى سوريا ليمارس نشاطه السياسي والجماهيري في دمشق. وفي عام 1952م، قام الضباط الأحرار في مصر بإعلان الثورة على النظام الملكي، وبدأ المد القومي بالتنامي بدعم من الرئيس عبد الناصر وصولاً لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، الأمر الذي أعطى زخماً كبيراً لحركة القوميين العرب، حيث كانت هناك روابط متينة وعلاقة متميزة بينهم وبين ناصر. تزوج (الحكيم) في عام 1961م من ابنة عمه (هيلدا حبش) من القدس، التي وقفت إلى جانبه في جميع مراحل حياته النضالية، وخاضت معه نضالاً مريراً على كافة المؤامرات التي تعرض لها، من محاولات اختطاف واغتيال، وتحملت كذلك عناء الاعتقال والاختفاء، إلى جانب نشاطها الجماهيري والنسوي المتميز، خاصة أثناء الحرب الأهلية في لبنان.. وقد انجب (للحكيم) ابنتان (ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاث أولاد, ولمى وهي مهندسة كيماوية). وفي عام 1961م، عندما اشتد نشاطة تعرض للمطاردة والملاحقة ومحاولات الاعتقال من قبل الاطراف المعادية للوحدة العربية، التي قامت بالانفصال، وبسبب الخلافات التي نشبت بينهم وبين الناصريين، الذين قاموا بدورهم (أي الناصريون) بمحاولة انقلاب فاشلة، نتج حملة من الإعتقالات والمحاكمات، وكان (الحكيم) ممن صدر بحقهم حكم الإعدام بتهمة المشاركة والعمل مع الناصريين وقد كانت تلك المرحلة من المراحل البالغة الصعوبة والقاسية من نضاله السياسي، إذ تميزت بطابعها السري، نتيجة اشتداد حملات المطاردة والملاحقة لاعتقاله، ترافق ذلك مع بداية حياته الزوجية، مما اضطره عام 1964 م، للانتقال سراً من دمشق لبيروت لمواصلة نضاله هناك. وقد كان لهزيمة 1967 وسقوط القدس، بالغ الأثر في نفسه..مما دعاه هو ورفاقه من حركة القوميين العرب الى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967م، وبدأ الإعداد الجدي للكفاح المسلح، الذي اعتقل على اثره عام 1968م، في سوريا لمدة عام، ثم نفذت بعدها عملية تهريبه من السجن التي نفذها الدكتور وديع حداد، وعندما خرج من السجن عام 1969م، وجد نفسه أمام انشقاق تنظيمي ماركسي، قام به نايف حواتمة الذي شكل الجبهه الديمقراطية لتحرير فلسطين. وقد انتقل الحكيم إلى الأردن سراً عام 1969م، حيث شهدت المقاومة الفلسطينية هناك الصدامات مع الجيش الأردني التي أدت إلى معارك ضارية في أيلول عام1970 م، وفي عام 1971م، التي اجبرت المقاومة الانتقال من عمان إلى لبنان. وتعرض الحكيم عام 1972م، لنوبة قلبية كادت تودي بحياته، وذلك في نفس العام الذي استشهد فيه الرفيق غسان كنفاني على يد الموساد، وكان للحادث وقع الصاعقة على الحكيم لمدى حبه له. وفي العام 1973م دارت معارك طاحنة مع الجيش اللبناني، كما تعرض الدكتور حبش لمحاولة اختطاف حيث قامت إسرائيل بخطف طائرة ميدل إيست اللبنانية كان يفترض وجود الحكيم على متنها، لكنه نجى بأعجوبة نتيجة لإجراء أمنى احترازي أتخذ باللحظات الأخيرة قبل إقلاع الطائرة. وفي عام 1975م انفجر الوضع في لبنان بين القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وبين الكتائب والقوى اللبنانية اليمينية المتعاونة مع إسرائيل، التي انتهت بكارثة أدت إلى دمار البلد. وقد كان لاستشهاد الدكتور وديع حداد في ظروف غامضة عام 1978م، أكبر الأثر على الحكيم، حيث فقد برحيله صديق ورفيق الدرب وقائداً بارزاً في الشعب الفلسطيني.. وقد تعرض الحكيم في عام 1980 م، لنزيف دماغي حاد، لكنه استطاع أن يتغلب على مرضه، وظل يمارس مهامه كأمين عام للجبهة الشعبية حتى استقال من الأمانة العامة للجبهة عام2000م. وفي عام 1982م بدا الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتصدت المقاومة الفلسطينية، والحركة الوطنية اللبنانية ثمانون يوماً لهذا العدوان، الذي انتهى بحصار بيروت ورحيل المقاومة إلى تونس.. أما الحكيم فقد اختار دمشق كمقر جديد له وللجبهة الشعبية مع باقي الفصائل الفلسطينية لإيمانه العميق باستمرار النضال من إحدى بلدان الطوق مهما كان ذلك صعبا. وفي عام 1983 عقد المجلس الوطني فلسطيني بعد الخروج من بيروت دورته السادسة عشر في الجزائر، كان للحكيم فيه كلمة تاريخية أعلن فيها الإصرار على استمرار المقاومة بشتى الوسائل. وفي عام 1986 تعرض لمحاولة اختطاف ثانية عندما أقدمت إسرائيل على خطف الطائرة الليبية الخاصة التي كان على متنها من دمشق إلى ليبيا، وكان من المفترض أن يعود على نفس الطائرة، لكنه أجّل سفره في اللحظات الأخيرة فنجا بأعجوبة. وفي عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى داخل فلسطين مما جعل (الحكيم) يجند كل طاقاته لدعمها ومساندتها، وكان له دوراً بارزاً في إدارتها.. وفي عام 1988 عقد المجلس الوطني دورته التاسعة عشر في الجزائر، والذي نتج عنه إعلان وثيقة الاستقلال..ثم بدأت الاتصالات السرية بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل بإشراف ورعاية أمريكية بعد مؤتمر مدريد عام 1991 ونتج عنها اتفاق أوسلو عام 1993م، الذي عارضه بشدة، إيماناً منه أن هذا الاتفاق لا يلبى طموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وعودة اللاجئين إلى وطنهم. وفي عام 1992 توجه الحكيم إلى فرنسا للعلاج بعد موافقة الحكومة الفرنسية، لكن سرعان ما تحولت زيارة العلاج إلى قضية سياسية كبيرة، حيث تم احتجازه من قبل القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب تحت ضغط اللوبي الصهيوني.. وقد طلبت إسرائيل من فرنسا تسليمه لها، بينما أرادت فرنسا تحويله للقضاء..إلا أنه غادر فرنسا وفشلت كل هذه المحاولات فشلاً ذريعاً، وبسبب الضغوط الشعبية العربية، ودور الجزائر الشقيق، وتوجهت طائرة رئاسية جزائرية لفرنسا لتأمين سلامة عودته. وبعد قيام السلطة الفلسطينية وعودة الكثير من القيادات الفلسطينية الى أراضي السلطة الفلسطينية، ربط عودته لتلك المناطق بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، رافضاً بذلك التخلي عن اللاجئين. وفي عام 2000 قدم الحكيم استقالته من منصب الأمين العام للجبهة في المؤتمر السادس، فاتحاً بذلك فرصة لرفاق آخرين، معطياً بذلك المثل والنموذج للتخلي الطوعي عن المسؤولية الأولى. وظل يؤدي دوره الوطني والسياسي، وخاصة في ظل الانتفاضة الثانية والمتواصلة، وتواصل مع الهيئات القيادية للجبهة ومع كافة الفصائل الوطنية والمؤسسات والفعاليات الوطنية الفلسطينية. وبعد استقالته وتحرره من ضغوط المسؤولية في لجبهة الشعبية، تفرغ لكتابة تاريخ حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية وتجربته النضالية.. ثم قام بتأسيس مركزاً للدراسات يعتنى بقضايا النضال العربي، والصراع العربي الصهيوني.. ثم عمد الى تكوين نواة لجبهة قومية تحشد القوى القومية العربية من أجل التصدي لعملية التطبيع. وفي مساء يوم 26 كانون الثاني 2008 م، توفي القائد الوطني الكبير ابن فلسطين جورج حبش مخلفاً مرحلة نضالية غنية بالعطاء من أجل القضايا العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص.. حيث كان نعم المناضل الذي ي كرّس حياته للعمل الدؤوب والمتواصل من أجل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، ومستقبل أفضل للأمة العربية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف