الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذكري ميلاد ثورة مصرية !!بقلم : أمير شفيق حسانين

تاريخ النشر : 2015-01-26
ذكري ميلاد ثورة مصرية !!بقلم : أمير شفيق حسانين
ذكري ميلاد ثورة مصرية !!

بقلم : أمير شفيق حسانين

في مثل هذا اليوم التاريخي ، كانت مصرنا الغالية تشهد اندلاع ثورة شعبية عارمة ، لم تشهدها البلاد منذ أعوام عديده . كان العالم كله يراقب الشعب المصري الصبور وهو يغضب ويثور وينتفض ، حتي الشعوب العربية والأجنبية كانت تشاهد - من خلال وسائل إعلامها - وتتعجب من كثافة تلك الجموع الغفيرة والملايين الكثيرة التي افترشت الشوارع والميادين والطرق ، وظهرت بشكل مذهل في ميدان التحرير بوسط القاهره ، وتلألأت في مدن القناه ، وظهرت بقوه وتوسع في محافظات الدلتا ، وتجمَلت بمواطنيها في صعيد مصر ، وكأن نفس الصورة الثورية تتكرر في كل بقعه علي أرض الوطن ، والهدف واحد وهو .. الرحيل لمبارك ونظامه !!
اندلعت ثورة المصريين يوم جمعة الغضب ، ووصل ذلك الغضب إلي  ذروته ، وخرجت الملايين تنادي " عيش - حرية - عدالة إجتماعية " ، الناس لم تعد تعرف الخوف الذي تملك منهم عقود طويلة ،  الجموع خرجت وكأنهم كتله واحده لا تتجزأ ، حتي لا تضعف أو تنكسر فتتفتت ، الهتافات تعلو ، والحماس في ازدياد ، و الخيام صارت بلا حصر ، الجميع أعلن المكوث والبقاء في ميادين العاصمة والمحافظات ، وأبت تلك الملايين أن تمشي أو تغادر أماكنها أو العوده لبيوتهم حتي رحيل النظام الذي حرمهم أبسط حقوقهم ومطالبهم ، واعتقل الكثير من أولادهم ظلماً وعدواناً ، وبغير حق ، هذا النظام الذي تسبب في انتشار الأمراض والأوبئه بسبب إهماله وفشل حكوماته عن إدارة أزمات الوطن عبر السنين الطويله ..
 كان حظ تلك الثورة ، أن تُولد في ليالي الشتاء القارس ، وتجد البرد يكاد أن يدُك عظام المعتصمون في الشوارع دكاً ، ولكن كانت عزيمة المصريون أقوي من برد الشتاء وأمطاره وصعوبة لياليه .. تشاهد الشباب بجوار المسنين وخلفهم نساء الأمه المصريه وبناتها والأطفال تشارك كل هؤلاء ، في إقامة الصلوات فوق كوبري قصر النيل العظيم . الأعداد لا تستطع حصرها ، بينما كانت قوات النظام المخلوع ، تُصدِر خراطيم المياه الضخمة والهائلة نحو وجوه وأجساد الراكعين والساجدين علي ذلك الكوبري ، لم يهرب المصلون من مدافع المياه التي بدت كالطلقات النارية ، لم يتحرك أحد ، وعندما تنظر إلي ميدان التحرير، تستحضر الحزن والآسي في قلبك ، من هول أعداد الجثامين التي فاضت أرواحها إلي بارئها ، قتلاً ودهساً  وحرقاً وبغير ذلك من أساليب القتل التي أتقنها القناصون والقتله والفجرة ممن تربوا في أحضان النظام البائد .
كانت أقسام الشرطة تحترق ، ويظهر عالياً علي كورنيش النيل ، مبني ضخم وفخم ، وهو مبني الحزب الوطني الديمقراطي ، الذي شهد سنوات عديده من النعيم والخير والثراء ، ولكن فقط لرموز ذلك الحزب ، ولك أن تنظر الي ذلك المبني  في أيام الثورة ، لتجده وقد طالته النيران من أعلاه إلي أسفله ، حتي صار بعدها بأيام ككتلة الفحم شديدة السواد ، ثم بعدها بأيام يتم حل  ذلك الحزب الذي حكم واحتكر لفتره طويله ، ويُلقي برجاله الفاسدين خلف أسوار السجون .
كانت الأيام تمضي ، والميدان يستقبل الثوار والمتظاهرين من شتي المدن والمحافظات ، والإرادة تكتسب القوه ، وتتحلي بالعزيمة ، وتتزين بالصبر الجميل ، ولا تراجع عن أهداف الثورة المولودة بغير ميعاد ، وبدون أية ترتيبات ، ولكنها إرادة الله في شعب مصر المثابر، المتوكل علي ربه في كل شئونه .. ثم خرج مبارك يكرر الوعود ، ويؤكد استقالته مع ميعاد انتخابات الرئاسة القادمة ، شرط أن تهدأ الشوارع ويعود كل ثائر إلي بيته  ، إلا أن الثوار رفضوا وازدادوا إصراراً وتوحداً ..
 كان النظام في ارتباك وتخبط في اتخاذ القرارات يوماً بعد يوم .. الشارع المصري يغلي ، ومبارك في حيره وقلق من نصائح نائبه ومستشاريه ، وأنباء تتسرب من داخل القصر الجمهوري عن رفض الأسرة المصرية أن ترحل عن السلطه والسلطان وتترك القصر والتنعم والجاه ، وبالأخص في ذلك الظرف العصيب ، وبهذا الشكل المخزي ، بعد سنوات حُكم وتحكُم وصلت إلي ثلاثة عقود متواصلة !!
لم يجد مبارك بُداً ولا مفراً ، من الخضوع لنصيحة الناصحون وعلي رأسهم نائبه الراحل عمر سليمان ، بأن يتنحي عن شئون الحكم ، تاركاً إدارة البلاد لجيش مصر الأبي ، حتي خرج نائب الرئيس ببيان مكتوب ، انتظرته آذان وعيون وقلوب ملايين المصريين بعد فتره اعتصام وصلت الي ثمانية عشر يوماً ، ليؤكد البيان علي رحيل مبارك وتكليف المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإدارة أمور الوطن ، لتعلو الأصوات والهتافات التي كادت أن تزلزل أرجاء الوطن فرحاً وطرباً وارتياحاً لنجاح ثورتهم الشعبية البيضاء ، وها هي الأيام تمر وقد مضي أربع سنوات كامله علي ميلاد ثورة خلعت حالفها النجاح أن تخلع رئيس ، وأن تمحو مشروع التوريث !!
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف