الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سؤال الهوية أصالة ووجودا: في أعمال عبد الكريم الأزهر ومحمد الأمين

تاريخ النشر : 2015-01-26
سؤال الهوية أصالة ووجودا: في أعمال عبد الكريم الأزهر ومحمد الأمين
سؤال الهوية أصالة ووجودا:
في أعمال عبد الكريم الأزهر ومحمد الأمين.

عزالدين بوركة 23/01/2014

ليس من عادتها ألا تمطر في مثل هذا اليوم من كل سنة، لكنّ السماء، فوق سحاب الدار البيضاء، أقطرت وأمطرت قليلا من المطر هذا اليوم: الخميس 22 يناير 2015.. شمس ذهبية وسحب بيضاء بريق لازوردي يشتعل هناك في الأعلى.. خلف ناطحتي السحاب علامتي المدينة وأيقونتيها.. منارتين تضيئان سماءها.. هناك حيث يقع معرض دار العرض الفنون الجميلة "نظر".. هذه الدار التي كان لها بريق احتضان أعمال كل من الفنانين التشكيليين "عبد الكريم الأزهر " و"أحمد الأمين".. المعرض المستمر إلى غاية 19 من الشهر القادم فبراير.
فنانين تشكيليين كان لهما اليوم الخميس سعادة اللون، وفرح تعليق اللوحات، أمام أنظار المهتمين بالفن التشكيلي من نقاد وتشكيليين ومتتبعين ومقتنيين.. غير أننا نسأل بحب أي المشترك بين صباغتيهما؟
سؤال ظريف وهادئ شبيه، هو، باللون الأصفر المشترك في جل لوحاتهما.
أما القاسم المشترك والهام بين اشتغالاتهما هو ذلك السؤال الفلسفي العصي على الإجابة.. سؤال أبدي الطرح: سؤال الهوية. وسؤال الوجود. ما معنى الوجود؟ وأي شيء يحدد وجودي؟ وما السابق وجودي أم ماهيتي؟ وأيهما يحدّد الآخر وجودي أم هويتي؟ فسؤال الهوية مرتبط بسؤال الوجود وسؤال الكينونة الحضارية التي هي وجود ثابت وراسخ للإنسان والمجتمع.
إن سؤال الوجود والهوية هو الطرح الطاغي الوضوح على أعمال عبد الكريم الأزهر الذي يقول عن اشتغاله الفني الناقد الجمالي "شفيق الزكاري"، في ذات تأمل ونقد باذخ التوليف اللغوي والرؤيوي : " ففي عمل عبد الكريم الأزهر تتعدد الرؤى والقراءات  نظرا للتوازنات الكيفية التي يوفرها هذا العمل على مستوى الشكل والموضوع ٬ فعمله يخضع لنمطية نادرة في التعامل مع المساحة ٬يصعب تصنيفه ضمن جنس تشكيلي معين٬ بما أنه يجمع بين تقنيتين من نفس الجنس التعبيري, أي الصباغة والفنون الغرافيكية ٬فهو فنان يرسم بالصباغة على عكس ما صرح به الفنان الفرنسي (شا ڴال) في قوله꞉ "أنا رسام رديء ولكن صباغ جيد" بمعنى آخر أن الفنان الأزهر يحدد الأشكال والمساحات اللونية بخطوط غرافيكية٬ مما يجعل من العمل أرضية لقراءتين مختلفتين تقنيا بوعي مسبق لأهمية طريقة الاشتغال, ليفتح مجالا إبداعيا متعدد المشارب يضمن به صيرورة البحث والاكتشاف داخل نسق حداثي أداته الجسد أو الإنسان بكل تفاصيله المملة التي تتكرر لحد التشابه أحيانا واللاتشابه أحيانا أخرى...".. وهو كذلك..
أما سؤال "الأصالة والهوية".. فهو السؤال المشتغل عليه في أعمال "أحمد الأمين".. ذلك الفنان المنتمي لأسرة لا تعرف إلا الفن، لها، متنفساً والصباغة نفساً.. إنه فنان بالروح.. ومنتمٍ هو لأسرة الفن.. يأخذ الأبيض ذلك اللون الصوفي الصافي من الشوائب ليصير أرضا لطرح سؤاله.. ومعتركا فوق اللوحة تتصارع فوقه الأجوبة.. إنه ليأخذنا أبعد من اللوحة والسؤال ذاته.. إلى عالم تتماهى فيه الشخوص والفكرة.. في مواجهة لربما غير صريحة مع أداة العولمة التي تحاول محو ومسح هويات المجتمعات، العولمة/ ثقافة الغير التي تُصدّرها لنا الدولة المنتصرة.. فعبرَ شخوصه المصورة والمرسومة بدقة اللون والمختارة بعناية (الشيخ بالعمامة.. الفتاة الصغيرة الأمازيغية.. صورة عبد الكريم الخطابي.. صورة طفل معتم الوجه... إلخ)، شخوص يطرح عبرها ذلك السؤال المذكور أعلاه.. ويمرر رسائله المشتهات..
فكما كتب ذات مقال ذلك المثقف العصي على الفراق، مقاوِم لريح الثبات ومواكب لمسار التغيير: "إدوار الخراط": لعل الأصالة والهوية تواجهان تحديًا بصعود مذاهب إنسانية يندرج فيها قَدْر من (العولمة) بمعنى التنميط، والتسطيح أي القضاء على الخصائص المميَّزة. أزعم أن الثقافة يحكمها منظور تاريخيّ، أي زمنيّ، كما يحكمها في الوقت نفسه سلّمٌ من القيم اللازمنية اللاتاريخية.
سؤال الهوية في بعده الوجودي والأصالة هو السؤال المشترك بين هذان الفنان، اللذان أثّثا المعرض بلوحات تُشرق ألواناً وطارحةً للأسئلة.. وأليس السؤال هو الغرض من الفلسفة.. كما الفن.. أليست الفلسفة وُجِدَت لتَسأل لا لتُجيب؟ وأليس السؤال وليداً لسؤال آخر سابقه.. وهو والِدُ سؤال آخر يليه؟ ألا يكون بالتالي الفنان فيلسوفا طارحا للأسئلة بالضرورة؟ وأليس الغرض من الفن المواجهة والتساؤل؟.. وهو كذلك.. وليس غير ذلك..
غير ما يجب أن نَختمُ به، هنا في نصنا هذا، ولا بدّ من تبيّينه، هو الإشارة بتوضيح لكون المُشتَغَل عليه من جهة "الجسد" في كل أعمال الفنانين التشكيليين عبد الكريم الأزهر وأحمد الأمين، في المعرض المقام لهما بدار العرض "نظر"، هو النصف العلوي من هذا الجسد الآدمي.. ذلك النصف المفكر لا الشهواني.. ذلك النصف الفيلسوف المبدع.. المبتكر.. والمجدّد والفنان.. لا المندفع والغرائزي.. جميل هو هذا الاشتغال ومضيء في الساحة التشكيلية المغربية..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف