الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصيدة الشاعر شينوار ابراهيم " جان "القصيدة كتبت بمناسبة ميلاد ابن الشاعر بقلم: مهند طالب

تاريخ النشر : 2015-01-25
قراءة في قصيدة الشاعر شينوار ابراهيم " جان "القصيدة كتبت بمناسبة ميلاد ابن الشاعر بقلم: مهند طالب
 قراءة في قصيدة الشاعر شينوار ابراهيم (( جان )) القصيدة كتبت بمناسبة ميلاد ابن الشاعر |بقلم الكاتب مهند طالب جان
قراءة في قصيدة الشاعر شينوار ابراهيم (( جان ))
القصيدة كتبت بمناسبة ميلاد ابن الشاعر .
.
.
.
جان
من نور عينيك يشرق ضياء المستقبل أملا بهيجا ..
أتمنى أن تصبح همومنا قريبا في عالم النسيان
تتلوّن بسحرِ
النبضاتِ ..
همساتُ طيفكَ
صفحاتُ الصبحِ
مشرقةً
تدغدغُ
مع نسماتِ الفجرِ
ألمي ..
فَرحاً
تَرسِمُ بمناديلَ
دموعي
بسمةً ،
شمعةً
ترقصُ
بلهفةٍ ..
تنادي
للبقاءِ حبا
نظراتُ
عينيك الزرقاوين
تمنحني
وسادة َ
أملٍ
لغدٍ لا ينام..
من جديد
أبدأ
ألملِمُ
أحرفَ أحلامي ..
آمالي
أفتشُ
بينَ
أوراق حزني
نرجسَ ذكرياتي
يُغنّي لصمتٍ
في داخلي...
رُبما..
يأتي
الربيعُ
يَحمِلُني بين أحضانهِ
الى وطنٍ
الى بحرٍ
الى مرفأ
الى غدٍ لهُ غد..
شينوار إبراهيم
’’’’’’’’’’’’’’’
في هذا النص اعتمدت على الاسلوبية في تقديمه من خلال طرق عدة ابتدأها بالبنية الصوتية للغة والمفردات التي تعطينا نوع الايحاء ونوع الخطاب في القصيدة , فقد قال العالم اللغوي الشهير فرديناند دي سوسير الذي يرى أن العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية محض, فـلايوجد تلازم طبيعي بينهما, وحجته في ذلك أن المعنى مشترك في اللغات المختلفة, غيـر أن الألفاظ التي تدل عليها في اللغات مختلفة.
((جان)) هو طفل حضى به الشاعر بعد عناء غربة ومتاعب في الحياة عقدت نفسيته جعلته يترك بلده ليعيش في الغربة لينعم بحياة يريدها كما تمناها , وهنا نرى ((جان)) اسم منفرد في بداية النص وهو صوت عالي " جاااااااااااااااااااان " والسبب لان هذا الأسم اختزل كل حياة الشاعر وطموحاته أسم فقط لا غير ؟!! يعني له الكثير , الوطن الام الاب الصديق الحبيب الجار الطمانينة السلام المحبة , وأيضاً بالمقابل رفع عنه الكثير من الحيف والضيم كالغربة والوحشة والارهاق النفسي والقلق والصمت والكبت والانتظار والأمل , فهنا نجد ((جان)) عنونة كبيرة عميقة وكل ما سوف نقرأه في النص مسخر لهذا الأسم مفعم به متشظي له متمكن عليه , عنونة ذات جذور كبيرة لها ايدلوجيا في ذات الشاعر تلقفت هذا الأسم بكل حبور وسرور لانه المعنى الحقيقي للتعويض, النص عاطفي جداً , أنساني وكوني , فلم يكن الشاعر يعتبر ((جان)) مجرد مولود اضاف لحياته املاء آخر ليسد فراغ قائم ؟ بل كان ((جان)) مجتمع وحياة اخرى لحياة الشاعر فالرجل بحد ذاته ميالاً بالفطرة يحب حامل اسمه وشهرته ووريث ثقافته ويطمع ان يجعله خطوة في هذا العالم نافعة تقدم للحياة والانسانية خدمة طيبة كأي مواطن عادي يكون وجوده نافع غير ضار , ومن هنا كان وجود هذا المولود مهماً جدا لدى الشاعر واعتبره فرصته ليقدم للحياة عطاءه ان يهب لها من صلبه ولدنه عطاءاً آخر , حيث يسعى لتربيته احسن تربية ويعلمه ويهذبه ليحل محله ويكمل مسيرته الادبية الثقافية الرسالية التي جعل عنوانها (الانسانية ) حيث تتجزء هذه الانسانية في تفاصيل الحياة وتعطيها رونقها وجمالها , يقول الشاعر
((من نور عينيك يشرق ضياء المستقبل أملا بهيجا ))
هنا نرى كيف اختار العيون لانهما لغة الطفل الاولى بعد صوته ,لان الصوت هنا معدوم الفهم هو عبارة عن هذيان لا يفقهه حتى علماء اللغة اما العيون ففيها التعبير الكثير الذي يلازم انفعالات الطفل وتعبيره , فان العلاقة بين اللفظ والمعنى محتملة, ولكن هذه العلاقة لا تتشكل عندما تكون اللفظة مفردة وبمعزل عن الإطار التركيبي، إنما تتشكل عنـد الصياغة وخروج الشكل النثري إلى الوجود بحيث يتحول مـن مجـرد صوت مفردة متناثرة هنا وهناك إلى كائن حي يتميز بقدرته على التفاعل مع متلقيه , فلا توجد قوانين قياسية تحكم الألفاظ بالمعاني ولكن دخولها في مبنى صوتي معـين يصبغ عليها بعض التميز.

((أتمنى أن تصبح همومنا قريبا في عالم النسيان
تتلوّن بسحرِ
النبضاتِ ..
همساتُ طيفكَ
صفحاتُ الصبحِ
مشرقةً
تدغدغُ
مع نسماتِ الفجرِ))
يعول الأب (الشاعر) كثيراً على هذه الهبة لتغيير حياته من الجيد الى الأفضل فهو يعكس هذه الولادة المباركة لأبنه في ذكرى ميلاده ليحتفل بها كونها الهبة الأكثر جمالاً ورضى في نفسه جعلته يشعر بالطمانينة , أن لكـل صـوت مخرج وصفات كثيرةومخارج الأصوات وصفاتها , قد تكون بينها وبين دلالة الكلمـة علاقـة شـعورية فعند ابتداء مرحلة المخاض الشعري تداعيات وبداية ظهور المعالم الأساسية للنص وعنـدها سوف يظهر اتضاح الرؤية الإبداعية والصور الشعرية لدى الشاعر تأتي مرحلة اختيار الأصوات مع ما يناسبها من معـان قد تكون متلازمة بحد ذاتها مع كينونة النص وذلك حسب طبيعة المعنى المراد الإفصاح عنه, فيكون الجهر والشدّة والإطباق تحكم اخر والاستعلاء للمعاني القوية كالفخر والغضب والألم ترسبات ذات بعد نفسي ويكون الهمس والرخاوة والانفتاح للمعاني الضعيفة أوالحساسة كالحزن والحسرة والحنين يجعلنا نكون امام نص اكثر من شعر بمعنى اخر انه حياة لذا يكشف تجمع الأصوات المجهورة والمهموسة والشديدة والرخوة مسببات اخرى مثلاً في أسطر القصيدة خارطة دلالية مرتبطة بالحالة النفسية التي يتولد في ظلها الخطاب الشعري الذي يوحيه وجدان الشاعر في رأسه وقد يحـاكي هذا التنوع نوعا من الانفعالات والمضامين التي يريد الشاعر أن يثيرها , أن الصوت قد يعبّر عند تجانسه مع أصـوات النسيج الشعري وما يريد له من وصول مع تيار الدلالات الخفية الأخرى , عن التجربة العاطفية التي عاشها الشاعر والموقف الشعوري الذي مر به أو تخيله ,
((ألمي ..
فَرحاً
تَرسِمُ بمناديلَ
دموعي
بسمةً ،
شمعةً
ترقصُ
بلهفةٍ ..
تنادي
للبقاءِ حبا
نظراتُ
عينيك الزرقاوين
تمنحني
وسادة َ
أملٍ
لغدٍ لا ينام..
من جديد
أبدأ
ألملِمُ
أحرفَ أحلامي ))
هنا نجد ان وجود هذا الطفل ولادة اخرى للشاعر جعلتنا نشعر بحجم الحياة التي منحها وجوده , ليس الامر عاطفي بمعنى الأبوة والرعاية , ان الشاعر هو بذاته يتموقع في هذا الوجود ويتمفصل فيه , فوجود هذا الطفل أكثر من كونه مولود , لقد منحه حياة اخرى اجمل وارقى قد فجر في وجدان الشاعر بركان من الاحاسيس والمشاعر الجديدة لم يألفها من قبل فهو أول مولود له , سنجد في هذه المقطوعة ولادات كثيرة برعمت وشقت طريقها لأول مرةٍ في روح الشاعر بكل حضورها العاطفي والوجداني والنفسي والاجتماعي والشعري , فلما ان الشاعر هو بحدود وجوده مرهف الحس فوجود هذا المولد اعطاء نوعا جديدا اخراً أكثر شفافيةً واعمق حسّاً , ان توظيف الشاعر للأصوات المهموسة بكثرة في أغلب سياقات النص جعله يبدو لنا حالما مهووساً بما لديه , فكأنه في هذه المقطوعة يغني بصوت ناعم يرسله برخامة عشقه وعذوبة هيامه , إن نبضات القلب تتغير تبعا للحالات النفسية التي قد تمر على الشعراء أثناء نظمهم فحالة الشاعر النفسية في الفرح غيرها في الحزن واليأس ونبضات قلبه حين يتملكه السرور سريعة يكثر عددها في الدقيقة ولكنها بطيئة حين يستولي عليه الهم والجـزع, وتتغير نغمته تبعا للحالة النفسية فهـي عنـد
الفرح والسرور سريعة متلهفة مرتفعة توافق اللهفة والغبطة والنشوة المصاحبة لهـذا الجـو المفرح المسر الجميل , فنجد هذه الاصوات ((فَرحاً)), ((بسمةً )) , ((شمعةً )) ,((ترقصُ بلهفةٍ ..)) ((عينيك الزرقاوين )) , ((أملٍ )) , ((من جديد أبدأ ))
مفردات مفعمة بالفرح والسرور والأمل كأن الشاعر يكتبها راقصاً أو طرباً , وهنا اعتمدت اسلوبية اللغة والتشكيل الذي تم بنائها عليه وقد تجاوزت الضربة الشعرية وعنصر الدهشة معتمداً على لطف وجمال التموسق الذي نظمه الشاعر في نصه وقد تموقعت عدة مفردات غنائية اللفظ والترتيب , ان كل نص اعتمد اسلوب في بنائه متصلا مع العلاقة الخارجية له مع الواقع او المناسبة او الظرف , وهذا يعطينا نظرة اخرى ان ليس كل مباشرة تقتل النص , فالمباشرة السردية القصصية هي التي تخرج النص من الشعر الى القصة ويتغير جنس النص حسب السردية والبوحية التي ترافق انثيال الجُمل وتتابعها مع بعضها , النص لا يبدو عليه اي نوع من الرمزية والرمزية ليست شرطاً في النثر بقدر ما هي حاجة كان وقتها انذاك في زمن الاضطهاد والخوف والقلق فاحتاج الشعراء لها لكونها تعبر عن ما يريدون ايصاله , كي لا يقعوا بيد الحكام وجلاوزتهم , اما المباشرة التي تعتمد تشكيل لغوي متناسق حيث يكون فيه الخطاب والايحاء متلازمان والصورة الشعرية التي تتجسد في مضمون النص .
((آمالي
أفتشُ
بينَ
أوراق حزني
نرجسَ ذكرياتي
يُغنّي لصمتٍ
في داخلي...
رُبما..
يأتي
الربيعُ
يَحمِلُني بين أحضانهِ
الى وطنٍ
الى بحرٍ
الى مرفأ
الى غدٍ لهُ غد..))
ان المتلقي سيقرأ النص هذا ولا يحتاج الى من يفسره له او يشرحه , لكني اقدم للمتلقي كيفيات هذا البناء وماهياته , بمعنى اعطه روح النص والا فان النص لغة شفافة وواضحة جداً , ان كتابة النص بأسلوب المفردة وتسلسها العيني , يعطينا رؤى اكثر وتأويل اوسع , نلاحظ مثلاً :
((في داخلي...
رُبما..
يأتي
الربيعُ
يَحمِلُني بين أحضانهِ
الى وطنٍ
الى بحرٍ))
سطر بدأ بمفردتين _((في )) _((داخلي ))_ ثم ينتقل للسطر الآخر ((ربما )) وهكذا تكون الأسطر حسب رغبة الشاعر في تعميق او تضخيم او تضعيف او تقوية المفردة المراد ايصالها الى ذهن المتلقي , يستطيع الشاعر ان يكتب النص بطريقة افقية ويبقى النص ايضاً يعطي مدلوله , لكن الحاجة تفترض التحكم في هذه المفردات حيث يشاء الشاعر ان يتكون النص من عالي وواطي وقوي وضعيف وحسب تحرك احساسه وحجم المفردة في خروجها من خواطره , الكتابة لها اصوات وهذه الاصوات يعتمدها الشاعر في تحديد المهم والاهم في النبرة ولكي يحدث ذلك يجب على المتكلم الضغط على المقطع حتى يمنحه الوضوح السمعي المطلوب, هذا المفهوم الاصطلاحي للنبرة ويتفـق عليها أغلب علماء اللغة المحدثين , وتقوم النبرة بوظائف دلالية في بعض اللغات تجعلها حاكم في تقرير المعنى وعدمه فبعض المفردات في اللغة تحتمل ست معاني في كل تحريكة لها , والقصد هنا ان النص كتب بطريقة تحتاج الى صوت وقراءة متفاعلة مع كينونة النص .
ختاماً :
استخدم الشاعر الزمن الحاضروالغائب في الخطاب رغم أنه كان يقص لنا ذكريات
سابقة بطريقة غير مباشرة من خلال تقديم الحاضر على الغائب بمعنى آخر انه جعل الموجود والمناسبة معاً يتفوقان على تاريخ حياته وما عاناه في الماضي ويمكن أن يدلنا ذلك على أن الشاعر انشغل بميلاد مولوده عن تفاصيل ذكرياته وماضيه
فهو ما يزال يشعر بكل ايامه وما عايشه وشاهده وسمع به كما أن التوظيف غيركثيف للزمن جعل الآخر متمكن في النص (( يُغنّي _ يَحمِلُني )) وتجنب نفسه لأنه لا يريد ان يوحي لنا بأن الشاعر يهتم بالماضي بقدر اهتمامه بالحاضر .
.
.
تحياتي لكم ومحبتي وتقديري وشكراً للمتابعة والقراءة .
.
.
الكاتب مهند طالب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف