المعرفة والشباب والتسامح
فاطمة المزروعي
صنف تقرير التنمية العربية الصادر عام 2013، دولة الإمارات العربية المتحدة في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداً، لكن، لو عدنا بالذاكرة إلى عام 2002، الذي صدر خلاله تقرير التنمية الإنسانية العربية، وخلص خلاله إلى التخلف النسبي في العالم العربي في مجال السعي نحو المعرفة والعلوم. سنكتشف حجم العمل الهائل الذي تم على أرض الإمارات خلال الحقبة الزمنية الماضية (11 عاماً)، بل وما تحقق من إنجازات مهولة وكبيرة تجاوزت الوصف بأنها قفزات تنموية أو مشاريع اقتصادية ناجحة، لتصبح معلماً لبناء حضارة وتقدم أمة وشعب.
هذا النجاح التنموي كان شاملاً وعاماً، فلم يستثني أي جزء من مكونات المجتمع، فشمل الكبار والصغار النساء والرجال الفتيات والشباب، وهذا جوهر ومعنى مجتمع المعرفة، فعندما تتصاعد قيم العلوم والتعليم وتصبح مشاعة وهماً وغاية لكل فرد في المجتمعٍ، ثم تسخر الإمكانيات للجميع للمضي نحو هذه الغاية، ولتحقيق هذا الهدف، فأنت تتوجه نحو مجتمع المعرفة، وعندما يصبح السواد الأعظم في هذا المجتمع يمتلكون العلوم، فالنتيجة الحتمية هي الإنتاجية وانخفاض ملحوظ وملموس في أرقام البطالة، وارتفاع الإنتاجية تعني أن المجتمع متفاعل، ويسخر كل جهوده للتوجه الحضاري والبناء الصحيح نحو المستقبل.
وسط هذا الكم والعدد من النتائج والقياسات والمؤشرات الدولية الإيجابية التي تتحدث عن بلادنا، وتمتدح خطط المستقبل والمشاريع الحيوية التي تستهدف الإنسان الإماراتي، أقول إنه وسط هذا جميعه، يظهر المعنى العميق للاهتمام بأهم عنصرين في أي تكوين لأي مجتمع، وهما الفتيات والشباب، على حد السواء، هذا الاهتمام والعناية كانت واضحة ومتساوية، لذا نشاهد هذا الاندفاع من فتياتنا وشبابنا نحو الإنتاجية ونحو العمل وبناء المستقبل، والاهتمام بفرد من أفراد المجتمع وهو في مقتبل العمر، هو في الحقيقة استثمار طويل الأمد ومضمون النجاح.
لا يمكنك بناء مجتمع من المعرفة وتكون ذا هدف أو عملية واحدة فقط محصورة ومحدودة، فمن أهم مؤشرات النجاح، تزايد الإنتاجية، وأن تكون الفتيات والشباب هم السواد التي ينفذ ويعمل ويكتسب الخبرة ممن سبقهم في هذا المضمار، كون المجتمع الإماراتي بات يصنف عالمياً بأنه من أنجح المجتمعات الإنسانية بناءً وقوة إنتاجية، وبيئة مناسبة للتعليم والتقدم على كافة الصعد. أقول إنه ما دام هناك تصنيف دولي ومؤشرات عالمية مهمتها الرصد والتحليل، وهي تتنبأ بهذا التميز، فإنه دون شك، هذا يعني أننا على الطريق الصحيح والسليم، بل يعني أن جميع الخطط التي وضعت سليمة، وتسير في إطارها المرسوم. والمطلوب في هذا السياق، هو المحافظة على هذه القيم الجميلة التي نمت مع رحلة البناء والتعمير، ولعل من هذه القيم المهمة، قيمة التسامح، التي تسود في مجتمعنا، وعندما أفرد هذه القيمة الإنسانية العظيمة وأحددها وأشير لها دون سواها، فلأن أصوات الظلام ومرتزقة الشر تترصد وتعمل لمحاولة هدم صرح التسامح والسلام، ونحن نشاهدهم يتغذون على أحقادهم في مواقع التواصل الاجتماعي، هي دعوة بأن ينمو ويستمر مجتمع المعرفة، ونزيد فعالية قيمنا الجميلة، ومن أهمها التسامح، وجميع القيم الإنسانية التي لا تقل روعة وقيمة ودفئاً.
فاطمة المزروعي
صنف تقرير التنمية العربية الصادر عام 2013، دولة الإمارات العربية المتحدة في مجموعة التنمية البشرية المرتفعة جداً، لكن، لو عدنا بالذاكرة إلى عام 2002، الذي صدر خلاله تقرير التنمية الإنسانية العربية، وخلص خلاله إلى التخلف النسبي في العالم العربي في مجال السعي نحو المعرفة والعلوم. سنكتشف حجم العمل الهائل الذي تم على أرض الإمارات خلال الحقبة الزمنية الماضية (11 عاماً)، بل وما تحقق من إنجازات مهولة وكبيرة تجاوزت الوصف بأنها قفزات تنموية أو مشاريع اقتصادية ناجحة، لتصبح معلماً لبناء حضارة وتقدم أمة وشعب.
هذا النجاح التنموي كان شاملاً وعاماً، فلم يستثني أي جزء من مكونات المجتمع، فشمل الكبار والصغار النساء والرجال الفتيات والشباب، وهذا جوهر ومعنى مجتمع المعرفة، فعندما تتصاعد قيم العلوم والتعليم وتصبح مشاعة وهماً وغاية لكل فرد في المجتمعٍ، ثم تسخر الإمكانيات للجميع للمضي نحو هذه الغاية، ولتحقيق هذا الهدف، فأنت تتوجه نحو مجتمع المعرفة، وعندما يصبح السواد الأعظم في هذا المجتمع يمتلكون العلوم، فالنتيجة الحتمية هي الإنتاجية وانخفاض ملحوظ وملموس في أرقام البطالة، وارتفاع الإنتاجية تعني أن المجتمع متفاعل، ويسخر كل جهوده للتوجه الحضاري والبناء الصحيح نحو المستقبل.
وسط هذا الكم والعدد من النتائج والقياسات والمؤشرات الدولية الإيجابية التي تتحدث عن بلادنا، وتمتدح خطط المستقبل والمشاريع الحيوية التي تستهدف الإنسان الإماراتي، أقول إنه وسط هذا جميعه، يظهر المعنى العميق للاهتمام بأهم عنصرين في أي تكوين لأي مجتمع، وهما الفتيات والشباب، على حد السواء، هذا الاهتمام والعناية كانت واضحة ومتساوية، لذا نشاهد هذا الاندفاع من فتياتنا وشبابنا نحو الإنتاجية ونحو العمل وبناء المستقبل، والاهتمام بفرد من أفراد المجتمع وهو في مقتبل العمر، هو في الحقيقة استثمار طويل الأمد ومضمون النجاح.
لا يمكنك بناء مجتمع من المعرفة وتكون ذا هدف أو عملية واحدة فقط محصورة ومحدودة، فمن أهم مؤشرات النجاح، تزايد الإنتاجية، وأن تكون الفتيات والشباب هم السواد التي ينفذ ويعمل ويكتسب الخبرة ممن سبقهم في هذا المضمار، كون المجتمع الإماراتي بات يصنف عالمياً بأنه من أنجح المجتمعات الإنسانية بناءً وقوة إنتاجية، وبيئة مناسبة للتعليم والتقدم على كافة الصعد. أقول إنه ما دام هناك تصنيف دولي ومؤشرات عالمية مهمتها الرصد والتحليل، وهي تتنبأ بهذا التميز، فإنه دون شك، هذا يعني أننا على الطريق الصحيح والسليم، بل يعني أن جميع الخطط التي وضعت سليمة، وتسير في إطارها المرسوم. والمطلوب في هذا السياق، هو المحافظة على هذه القيم الجميلة التي نمت مع رحلة البناء والتعمير، ولعل من هذه القيم المهمة، قيمة التسامح، التي تسود في مجتمعنا، وعندما أفرد هذه القيمة الإنسانية العظيمة وأحددها وأشير لها دون سواها، فلأن أصوات الظلام ومرتزقة الشر تترصد وتعمل لمحاولة هدم صرح التسامح والسلام، ونحن نشاهدهم يتغذون على أحقادهم في مواقع التواصل الاجتماعي، هي دعوة بأن ينمو ويستمر مجتمع المعرفة، ونزيد فعالية قيمنا الجميلة، ومن أهمها التسامح، وجميع القيم الإنسانية التي لا تقل روعة وقيمة ودفئاً.