قد أعود
من خلف أسوار مدينتي
إلى سهول شواطئ
يتمى
تتكئ على قرص الشمس
تحدثها عن الثورة
ومدن هجرها النورس
لأوجاع البردِ
مدينتي ...
صحراء تستظل
بركام منازلنا
القديمة
وبيارات البرتقال تحرسها
راهبةً تنام صغيرة
وتسهو في حضن حنون
مسقط الرأس
كما أنت صغيرة
تقبض على ثدي الأم
وأهازيج صباياها
تزين الصمت بالرقص
مدينتي موشحة
بكوخٍ من خشب أشجار الزيتون
شوارعها رملية
جائها الطوفان يغرقها
بذباب العصر
ونجمة بيضاء ترشدنا
صوب اللجوء الأعمى
آخ .. يا آنين
الليل ...
ردد صدى الألم والجرح
قد أعود
بقلب طفلٍ
يبحث عن المدار
وبيده شمعة
تنير خطوبه للأمام
وصوت سيدة ثكلى
ينحب الأرض
وصغارها يلوكون الخبز والملح
وكؤوس الشاي
تدور في أعين الجوعى
يضجر سماء مدينتي
من دناسة الغرباء
ولا زالت تنتظر الأشقاء
يعودون من خلف الأسوار
لتفطرهم زعترٍ
وزيت ... وخبز طابون
وتكنس النجاسة من الدم
معتمة ... دارنا
في مدينة ثكلى
عجوز تمسك صحيفة
لتقرأ أخبار النصر
وشيخ ضرير
يرى بصيص النور
من ثقب في السقف
حالمة بالوشايا
كزهر الزنبق
مدينتي لم تمت
ومفتاح جدتي
مزدان كالسيف
فإن مت يا وليدي
فأحمل وصايا أجدادك عهدا
لنا مدينة
خلف أسوارها
مسجد وكنيسة
وبساتين خير
وحصن مهشم
يوهب الفقراء أملا
قم .. استرجع الذكرى
فاثوابنا مرقعة
من أوجاع الهم
عَزف الرعاة يومًا
هنا بشبابة
وناي حزين
على قبر يسكنه الأولين
في الأرض
د. سامي الأخرس
من خلف أسوار مدينتي
إلى سهول شواطئ
يتمى
تتكئ على قرص الشمس
تحدثها عن الثورة
ومدن هجرها النورس
لأوجاع البردِ
مدينتي ...
صحراء تستظل
بركام منازلنا
القديمة
وبيارات البرتقال تحرسها
راهبةً تنام صغيرة
وتسهو في حضن حنون
مسقط الرأس
كما أنت صغيرة
تقبض على ثدي الأم
وأهازيج صباياها
تزين الصمت بالرقص
مدينتي موشحة
بكوخٍ من خشب أشجار الزيتون
شوارعها رملية
جائها الطوفان يغرقها
بذباب العصر
ونجمة بيضاء ترشدنا
صوب اللجوء الأعمى
آخ .. يا آنين
الليل ...
ردد صدى الألم والجرح
قد أعود
بقلب طفلٍ
يبحث عن المدار
وبيده شمعة
تنير خطوبه للأمام
وصوت سيدة ثكلى
ينحب الأرض
وصغارها يلوكون الخبز والملح
وكؤوس الشاي
تدور في أعين الجوعى
يضجر سماء مدينتي
من دناسة الغرباء
ولا زالت تنتظر الأشقاء
يعودون من خلف الأسوار
لتفطرهم زعترٍ
وزيت ... وخبز طابون
وتكنس النجاسة من الدم
معتمة ... دارنا
في مدينة ثكلى
عجوز تمسك صحيفة
لتقرأ أخبار النصر
وشيخ ضرير
يرى بصيص النور
من ثقب في السقف
حالمة بالوشايا
كزهر الزنبق
مدينتي لم تمت
ومفتاح جدتي
مزدان كالسيف
فإن مت يا وليدي
فأحمل وصايا أجدادك عهدا
لنا مدينة
خلف أسوارها
مسجد وكنيسة
وبساتين خير
وحصن مهشم
يوهب الفقراء أملا
قم .. استرجع الذكرى
فاثوابنا مرقعة
من أوجاع الهم
عَزف الرعاة يومًا
هنا بشبابة
وناي حزين
على قبر يسكنه الأولين
في الأرض
د. سامي الأخرس