الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحقيقة لا يمكن طمسها بقلم عباس الجمعه

تاريخ النشر : 2015-01-24
الحقيقة لا يمكن طمسها
بقلم / عباس الجمعه

فقد بات الوعي وعيًا مدروسًا، لا تجانبه الأخطاء المتكررة، من خلال التجربة المرة و المريرة التي يعانيها المناضلون عبر أكثر من منعطف في حياتهم الوطنية المعاصرة، هؤلاء الذين تركوا بصماتهم و ما زالوا يناضلون في فصائل الثورة الفلسطينية، و أقول آسفًا بأن أوقاتًا و فرصًا قد ضاعت، و نحن نرى أن شيئًا كثيرًا ما زال ينتظر المناضلين الصادقين والقادة المؤمنين بالشعب، نشعر بالأمل لآن العجز الذي نشاهده ونعاني منه، لا يدل على عجز في شعب الجبارين بل على العكس فإن التجربة الطويلة المستمدة من أرض الواقع، علمت هؤلاء المناضلين معنى ان الثورة طريق المناضلين، وعلينا أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب، وأنا منحاز لمن يطلق صرخة أن نكون أو لا نكون، التحدي قائم و المسؤولية تاريخية.
إن إيماننا بأشخاص لدرجة القداسة ، ثم انبهارنا بما يمارسون، وصدمتنا بما يفعلون، كل هذا وكثيرٌ غيره أدى إلى هز ثقتنا بأنفسنا، نحن بحاجة إلى إعادة صياغة فكرنا ، لأن اكثر ما يحز في نفسي ان تجد مناضلاً انتمى للثورة منذ اوائل السبعينيات وهو في موقع قيادي لا تجد معه سيارة بل يضطر لآخذ سيارة أجرة ليتنقل من مكان إلى آخر، و لا يعيش حياته مثل الاخرين ، لكن نقول ان المناضل الصلب المؤمن بعدالة قضيته, هذا الإيمان الذي أكسبه استعداداً طافحا بالعطاءً والتضحية وهو الذي يدفعه ليطالب بالعدل، ، فلا يجوز البعض يحرم من حقوقه نيجية سلوك وأداء البعض ، ولكن نقول لا شيء يكسر حلكة الليل في بيته الا نور شمعة متهالكة.
هذا الكلام نقوله وبصوت عالي عندما يتعلق الامر بالمناضلين المعدمين، وهنا السؤال اي شكل نضالي الذي نعيشه، صحيح نحن انتمينا الى الثورة الفلسطينية فقراء، ومن أجل تحرير فلسطين، ايمانًا منا بالقضية التي لن يتوانوا عن الدفاع عنها مهما كلف الثمن، و لكن نحن اليوم نصمت و البعض غير مبالي، نجد من يتشدق بالنضال و هم بعيدون عن النضال و الثورة، فنحن نرى كيف يعيش البعض في الثراء ، اسئلة نضعها في رسم المسؤولين، لانه لا يمكن لشجرة الثورة تطعم سمنا و عسلاً للبعض، و في مقابلهم مناضلين، لا يباعوا و لا يشتروا، و لا يتاجروا بدماء المناضلين والشهداء الذين فدوا حياتهم في ساحات القتال و النضال دفاعا عن الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية .
لا يسعني الا أن أقول أن هناك مجموعة من المنالضلين انتهازيين بامتياز جعلوا النضال مركزًا للوصول الى أغراضهم الشخصية و أخرى تريد من الطليعة ان تعاني، لتجني ثمار ذلك، فهؤلاء المناضلون القابضون على جمر الثورة، هم المهمشين، أما الآخرين يمتلكون السيارات و حسابات بنكية يسمعون عن تلك الفئات فقط ويحاولون استثمارها ، ويرددون خلفهم شعارات ثورية، و هم غير مقتنعين بمساندة هؤلاء المناضلين، اولئك يعتبرون النضال هواية فهم يأخذون صورًا تذكاريةً و يختزلون النضال بالشعارات و الكلمات.
شرعية الثائر، لا تكون في لباسه أو شعاره، و انما في ممارساته على ارض الواقع، و حين تعرف ان قياديًا، يعيش في أحسن أحواله تسأل عن مصدر ثروته، كيف جمعها، و الأمر ينطبق على بعض قيادات الثورة الفلسطينية، يرغب البعض بتفسير كل نقد، بأنه تشويه لسمعة الثورة، و هي طريقة تدل على الجهل و التعصب الاعمى، و كلمة الحق يجب ان تقال، حتى لو كانت جارحة، فهذه القيادات لم يسألهم أحد عن مصدر أموالهم، ومن أين جمعوها، وكيف حصلوا على رتبهم.
المناضل لم يعرف ماذا يواجه، و اي باب يطرق، لقد ارهقه البعض و انهكه بطريقة متعمدة ليتعب و يفقد ثقته في كل شيء، صحيح تقتلعنا رياح اليأس و الفشل من واقع مسكون بالعبث، نبتهل الى السماء كي تنجينا مما نحن فيه، فترد السماء علينا بأمطار لا تعرف التملق و الحياء، تغرقنا في وحل عبوديتنا من الصرف كي لا نشفى من أمراض الماضي.
لذلك ان مثل هؤلاء المناضلين هم اسطورة من اساطير العقل، دون اي دراية و لكن اقول ان الصورة بحجمها الكبير سنراها مع انتهاء حلم النضال من اجل الحرية و الوطن، و إذا حاولنا تقصي ذلك المنظور نجده قد تغير بتغير الواقع السياسي و المكان بعد ان كشف الحقائق التي يعانيها المناضل و كائن لسان حاله يقول اما التهميش او الولاء و الاستجداء من هؤلاء، لذلك ظل دور المناضل دور هامشي بسبب سطوة العقل المستبد على المشهد العام لذلك، انتهى دور المناضل حتى يبقى الواقع خراب ممزق، لذلك نقول إذا كان هناك خلاف لم يكن في هذه الوسائل و الاساليب بهدف عدم إعطاء حقه الطبيعي في الرتبة و الراتب، و الا أصبح علينا ان نرسم لوحات تثير إعجاب كل من يراها.
و لهذا يجب علينا أن نفهم النضال و نستوعب ثقافته، حتى نتمكن من معرفة من هو المناضل الحقيقي، و من هو الذي يلهث وراء الشهرة و يسقط في اول اختبار، ليس هكذا هو النضال و لا هكذا يتم التعامل مع المناضلين، ليس من الصعب ان يظهر الانسان امام عدسات الكاميرات و يدعي بأنه مناضل و مدافع عن القضية الفلسطينية، أو أنه حامي حمى الديمقراطية و حقوق المناضلين، فنحن نتمنى ان لا تضيع حقوق المناضلين من تاريخ و تضحيات، فهؤلاء المناضلين ناضلوا من أجل الحرية و منهم من قدم أعز ما عنده في سبيل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
ان المناضل الحقيقي كي يكتسب صفة المناضل يجب ان يكون اجماع عليه بأنه من المناضلين، و هو إنسان مثالي لا يتحدث عن نشاطه و أعماله مهما كانت قيمتها الا امام هيئاته، و لا يتحدث عن أعماله و كفاحه لانه لا تدفعه دوافع الشهرة لملء البطون حتى التخمة.
إن المناضل يكون وفي للمبادئ النبيلة، مبادئ الأبطال الخالدين، لآن طريق النضال ينطوي على ألم، و أشواك و عذاب و لكن برغم ان هذا السبيل معروف و ينتظر كل مناضل، ففكرة النقد البناء مباحة له و مقبولة كوسيلة للتعبير الانساني و لكن من الصعوبة بمكان التمييز بين النقد البناء و النقد الهدام فالكلمتان ( النقد البناء و النقد الهدام ) مثلهما كمثل الماء و الثلج فهما من مادة واحدة و لكنهما يأخذان شكلين و اسمين مختلفين، حينما تتفاعل المادة مع الظروف الصعبة، و هكذا فإن النقد البناء يمكن أن يعتبر نقدًا هدَّامًا و بالعكس بحسب الظروف الزمانية و المكانية و الاعتبارات النفسية، و فوق كل شيء فإن ذلك يتوقف على الذين يتولون ترجمته و تأويله و تفسيره.
ان ضمير الانسان لا يعلو على الخطأ دائمًا فإننا نجد أمرًا ثالثًا مضافًا الى فكرة النقد البناء و النقد الهدام ألا و هو النقد الذاتي. و هكذا فإن الخطر الذي يهدد المناضل الحقيقي يتوقف على عمق إيمان المناضل الحقيقي، ذلك الايمان الذي يعتبر السبيل الوحيد الذي يمنعه من أن يقع في الخطأ هو أن يبقى مخلصًا لضميره الحي و معنى ذلك ان لا يتجرد من سلاحه الدفاعي، و هو النقد البناء.
إن سكت الانسان عن حقه مراعاة للصلة و المشاعر أتهم بأنه يسكت لأنه يأكل الحق و لا يريد لمن حوله أن ينتبهوا لما يحصل، في هذا الزمن يخرج لك من يطعنك في ظهرك، و يكيل لك المكاييل، ثم يظهر لك المزاودون في الأخلاق ممن لا يتنازلون عن أي حق لهم مهما صغر، و من اعتادوا ظلم الناس، ليعطوك درسًا في الاخلاق بأنهم يخافون الظلم و التشهير، في هذا الزمن قَلَّمَا ينظر لك أحد بعين الحقيقة إن كنت محترمًا، لأن الحقد والحسد هما المبتغى و السبيل.
إن الدفاع عن القضية الفلسطينية و الثورة الفلسطينية، هو بكل تأكيد دفاع عن المناضلين الذين يعيشون ظروف قاسية دون ايجاد اي حل لمشكلتهم الرئيسة، و نحن نأمل ان تكون صرختنا هذه لها موقفًا ايجابيًا من اجل ايجاد حل يضمن العدالة الحقيقية.
امام كل ذلك اقول ان الضرورات الحياتية، الضرورات المادية، هي مهمة جدًّا و لا يمكن أن نستخف بها و ان نقلل من شأنها، و قد قامت ثورات كثيرة و تقوم ثورات بدافع الجوع و بدافع الحاجة الماسة الى ضرورات الحياة، وتأمين هذه الضرورات أمر في غاية الأهمية، لأن الانسان اذا كان محرومًا من هذا الحد من تأمين الحاجات المادية فإن انسانيته تكون ناقصة و تكون مشوهة، لأنه لا يكون في وضع يؤهله لآن ينظر الى المستقبل و ينظر الى الآخرين و ينظر الى ما يتجاوز شخصه و يومه و ينظر الى المثل و المبادئ، و انما يكون مستعبدًا لهذه الحاجات الضرورية القاهرة، فجزء كبير و مهم من عمل الثورة، كل ثورة، و في ظل هذه الظروف الصعبة يجب ان تعطي الفصائل و القوى الأولوية بتسوية اوضاع المناضلين، لآن الحقيقة لا يمكن طمسها و لأن الزمن الذي نعيشه لا يمكن ان يطول و فجر الحقيقة سيسطع، مما يستدعي تأمين هذه الحاجات للمناضلين و تسوية اوضاعهم، و لكننا لم نقف عند هذا الحد و لم ننظر الى الانسان نظرة فقيرة و إنْ اكتفينا بهذه النظرة لكنَّا ضحينا بأهم شيء في حياتنا.
ان قضية فلسطين هي قضية قومية و انسانية و هي قضية عادلة، كل هذا اعتقد بأنه واضح و لا يحتاج الى شرح طويل لنظهر ان فلسطين قضية مركزية بالنسبة الى العرب فحسب، و انما اصبح لها حجم دولي و عالمي و اصبحت قضية العصر، و ان استرداد فلسطين و استرداد عروبة فلسطين يتطلب التضحية، تتطلب من الأمة العربية و القوى التقدمية في العالم التي هي حليفة في مواجهة القوى الاستعمارية و الصهيونية، دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ختامًا، لا بد من القول ان ما يصنعه الشعب الفلسطيني و مناضليه هو ليس بجديد، و ان صمود الشعب الفلسطيني و تضحياته بمواجهة العدو الصهيوني من خلال استعماله اساليب جديدة من النضال، نرى فيه ايضًا عوامل القوة و الامل، نحكم عليه حكمًا ثوريًّا حاسمًا، و لكننا نثق بأن مستقبلاً مشرقًا سيولد منه، و نحن نتألم ونغضب من الواقع العربي و لكننا لا نستغرب، فأسبابه واضحة لدينا و نؤمن بأن طريق نضالنا صعب، و نحن نرى ان شعبنا و قيادته يخوضون معركة حقيقية بمواجهة الاحتلال الصهيوني على الصعيد الدولي و امام المحاكم الدولية، لفضح هذا الكيان العنصري الذي تعتبره الادارة الامريكية قاعدة و قلعة و اداة فعالة لعدوانها على فلسطين و المنطقة، و رغم المراهنة الصعبة التي تتطلب الارتقاء الشاق المضني بالنضال من اجل تصحيح مفاهيم الحق و العدل في السياسة الدولية، و بث روح جديدة في النضال التي التي هي امل الشعب الفلسطيني في خلق انسانية تقدمية.

كاتب سياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف