الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القضية الفلسطينية إلى أين؟ بقلم:حسين عوض

تاريخ النشر : 2015-01-24
من أبرز القضايا العالمية المعاصرة (القضية فلسطين) لذلك يحيي الشعب الفلسطيني كل عام ذكرى النكبة داخل الوطن والشتات.
انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 من أجل تحريرالأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948.
من نتائج حرب الأيام الستة عام 1967 هزيمة الجيوش العربية أمام العدو الصهيوني الذي احتل ما تبقى من فلسطين (الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والقدس) بالاضافة إلى احتلال الجولان السوري وسيناء المصرية, وبعد نكسة ال67 طرحت عدة مبادرات وتسويات في المنطقة من مبادرة روجرز عام 1970 إلى اتفاقيات كامب ديفيد على الساحة المصرية عام 1978 إلى مؤتمر مدريد واتفاقيات اوسلو التي وقع عليها في واشنطن في 13 سبتمبرعام 1993 واخيرا المبادرة العربية في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 واتفاقات انابوليس في مريلند الأمريكية بمشاركة ايهود المرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعديد من زعماء العالم عام 2007 والعديد من المبادرات والتسويات التي لا تساوي قيمة الورق التي كتب عليه.
ناضل الشعب الفلسطيني على مدار عقود من أجل الحرية والاستقلال, ولا يتم تحقيق ذلك بالاتفاقيات الثنائية أو التسويات الدولية بين طرفين غير متكافئين, وبعد حرب الخليج الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي ضعف الموقف العربي على الصعيد السياسي والعسكري, ولم يتمكن من مواجهة التحديات التي تفرض عليه من خلال السياسة الأمريكية (سياسة القطب الواحد) حيث باتت المنطقة العربية باغلبيتها قاعدة عسكرية لأمريكا وحقل تجارب لإسرائيل في جنوب لبنان قبل عام 2006, وقطاع غزة عام 2008 -2009 و2012 و2014 , وما زالت الأوضاع في العالم العربي تسير من سيء إلى اسوء, وانعكس ذلك على قضية العرب الأولى (القضية الفلسطينية) التي اصبحت مجالآ للمزاودات, وتتسابق بعض الحكومات العربية لاقامة علاقات مع حكومة الكيان الصهيوني على حساب حقوق الشعوب العربية والشعب الفلسطيني.
إن الحلول التي طرحت على الفلسطينيين على امتداد المرحلة الماضية لا تلبي الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية, وفي عام 2002 بدأت المرحلة الأولى في بناء ما يسمى جدار الفصل العنصري الذي ابتلع مساحة واسعة من اراضي الضفة الفلسطينية, وتم عزل القدس والمدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بعض, ويستمر الكيان الصهيوني ببناء المستعمرات وترحيل العديد من العائلات الفلسطينية من القدس, واليوم 59% من اراضي الضفة الفلسطينية تخضع للسيطرة الصهيونية و23% للسيطرة الفلسطينية, ولكن إسرائيل تسيطر عليها امنيا, وما تبقى تخضع الأراضي لسيطرة السلطة الفلسطينية بالكامل, وحسب احصائيات 2012 وصل عدد المستعمرات في الضفة الفلسطينية 130 مستعمرة يسكنها375 الف مستعمر وفي مدينة القدس 29 مستعمرة يسكنها 200 الف مستعمر.
لقد اقتحم المسجد الأقصى عام 2014 اكثر من 13750 مستعمر, وقد وصل عدد المستعمرين في الضفة الفلسطينية والقدس عام 2014 إلى مايزيد عن 650 الف مستعمر, وفي الضفة الفلسطينية والقدس حوالي عشرة ملايين شجرة زيتون اقتلع منها الاحتلال الاسرائيلي مليون ونصف شجرة, وبالرغم من ذلك فقد جرت بعض التحركات الشعبية المحدودة في الضفة الفلسطينية أبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة, وفي القدس هاجم الشباب الفلسطيني حافلات العدو الصهيوني, وقد تحول المسجد الأقصى إلى ساحة مواجهات يومية مع الصهاينة.
إن الحروب الاسرائيلية الثلاثة على قطاع غزة دليل واضح على استكمال تنفيذ المخطط الإسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية, وكان عضو الكنيست السابق آفي ديختر من حزب كاديما أول من طرح قانون اساس اسرائيل (الدولة القومية للشعب اليهودي) من اجل طمس معالم كل الحقوق الشرعية الراسخة للفلسطينيين, ويعني ذلك (أن دولة اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي الذ ي يجسد فيها حقه في تقرير المصير على تراثه الحضاري والتاريخي).
البند الثامن من اتفاقية اوسلو من النظام العام والأمن حول حماية أمن الاسرائيليين بفرض حماية امنهم الداخلي, وهذا ماتم من خلال التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال, ونستخلص من ذلك ان كل المفاوضات التي جرت هو ذر الرماد في العيون لأنها لم تهدف بصورة واضحة إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية, وفي ظل الخلاف والتمزق والتخلف العربي, لا يمكن ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ما دامت الولايات المتحدة الأمريكية سيدة هذا العالم.

إن التمزق داخل الساحة الفلسطينية (الضفة الفلسطينية وقطاع غزة) اضعف الموقف الفلسطيني في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية, وانعكس ذلك على الشعب الفلسطيني في داخل الوطن والشتات, ولا بد من العودة للحوارالمبني على مصلحة الشعب الفلسطيني في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لتمكين فصائل العمل الوطني من وضع برنامج عمل يمكنها من تحقيق المطالب الأولية والملحة للشعب الفلسطيني.
إن ضعف وانهيارالدور العربي بعد الثورات العربية والثورات المضادة لها, وحالة الانقسام والمحاورالتي شجعت الولايات المتحدة الأمريكية ببناء قواعد عسكرية لها في الخليج العربي والعراق, ولمواجهة ذلك مطلوب إنهاء الخلافات العربية وتوحيد الموقف العربي ليكون حاضنة شعبية للقضية الفلسطينية, وفي ظل سياسة نظام القطب الواحد التي تؤيد وتدعم الكيان الصهيوني في سياسته العدوانية ضد الفلسطينيين, ولمواجهة ذلك مطلوب توجيه وتطوير دور الاعلام العربي في دعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.
يتمحور الحل للقضية الفلسطينية في استعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي بناء دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وخالية من المستعمرات الصهيونية وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية التي طردوا منها بالقوة حسب قرارات الشرعية الدولية قرار 194 عام 1948.
لقد ثبت فشل المفاوضات الثنائية بين الاحتلال الاسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية برعاية امريكية بعد عقدين, والمحتل الاسرائيلي لا يفهم لغة المفاوضات, وإذا دققنا بكل الانجازات الي جرت مسبقا فقد حققتها المقاومة الفلسطينية المسلحة وليس المفاوضات العبثية والتفريط بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني من خلال الارتهان إلى امريكا التي تسلح وتدعم الكيان الصهيوني وتقف في المحافل الدولية ضد حقوق الفلسطينيين, ومن يراهن على المفاوضات في هذه المرحلة كمن يعيش على كوكب آخر.

استخلاصات: لقد سلمت السلطة الفلسطينية صكوك المعاهدات التي وقعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن ضمنها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية, وقد فشلت السلطة بإنهاء الاحتلال من خلال التصويت على القرار في مجلس الأمن بشكل علني وقد صوت لصالح القرار ثمانية دول وامتناع بريطانيا واستراليا وعارضته الولايات المتحدة الأمريكية.
من ابرز سلبيات السلطة الفلسطينية طريقة التعامل مع المخيمات الفلسطينية في سوريا تركتهم لمواجهة الذئاب الشاردة ( الجوع والمرض والموت والنزوح والهجرة إلى اوروبا والاعتقالات المستمرة والقنص في مخيم اليرموك الأكثر معاناة من المخيمات الأخرى, وتعرضت كل المخيمات الفلسطينية في سوريا إلى معاناة فاقت نكبة 1948 وكان حصيلة ذلك أن ما يزيد عن 70% من الفلسطينيين تركوا مخيماتهم وحوالي 2750 شهيد...
اقترح أن تتمحورالاستراتيجية الجديدة لفصائل العمل الوطني الفلسطيني حول العودة إلى الجذور آخذين بعين الاعتبار كل التغيرات التي جرت على مدار العقود الثلاثة, ويتطلب ذلك اعادة بناء المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية على اسس المشاركة الفعالة بعيدا عن الهيمنة, وضرورة مشاركة كل فصائل العمل الوطني في الهيئات القيادية والمنظمات الشعبية والاتحادات, ويترافق مع ذلك البحث عن القيادات الشابة والكفاءات العلمية ومغادرة كل السياسات الذي ثبت فشلها على مدار السنوات السابقة والتي دفعت إلى الانقسام الفلسطيني وهذا يتطلب الغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي, والعمل على تشكيل اوسع جبهة تضامن على الصعيد العالمي مع قضيتنا العادلة, وضرورة البحث عن مصادر مالية بعيدة عن الولايات المتحدة الأمريكية, والانتقال إلى كل اشكال النضال بما في ذلك الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية الشاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وحيث ما تتطلبه الضرورة, واعادة العلاقات وتنظيمها مع الدول العربية والدول الصديقة والمنظمات الدولية...

حسين عوض فلسطيني مقيم في النرويج
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف