الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غيابان في توقيت متزامن بقلم:عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2015-01-24
غيابان في توقيت متزامن بقلم:عريب الرنتاوي
في توقيت متزامن، غيّب الموت العاهل السعودي عبد الله بن العزيز، وغيّب الصراع الأهلي في اليمن، الرئيس عبد ربه منصور هادي (أمد الله في عمره) عن مقعد الرئاسة الأولى في البلاد، وبصورة تحولت معها الأنظار والعدسات والاهتمامات الإقليمية والدولية إلى جزيرة العرب من جديد، بعد أن كانت متسمرة في الهلال الذي كان خصيباً ذات يوم، قبل أن يضربه زلزال الفوضى البناءة وحروب الطوائف وصراعات المحاور والمعسكرات المحتربة.
 
خلال الأشهر الفائتة، كُتبت مئات المقالات والدراسات والتقارير، إن لم يكن الآلاف منها، حول المملكة وتحديات الخلافة والوراثة، وفرص الاستقرار وتحدياته ... اليوم، وفي غضون سويعات قلائل، حُسمت المسألة ووضعت الأقلام جانباً، مع أننا سنواصل قراءة المزيد من هذه التقارير ولكن حول تحديات ما بعد انتقال السلطة في الرياض.
 
"مات الملك ... عاش الملك"، وكذا الحال بالنسبة لولي ولي العهد، الأمير مقرن بن عبد العزيز، الذي بات يحظى بلقب أقل تعقيداً من السابق، بعد انتقاله إلى المركز الثاني في تسلسل الحكم ... اليوم سيتلقى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، البيعة من بقية أمراء العائلة وكبار المسؤولين في المملكة، جرياً على مألوف انتقال السلطة وآلياته المعتادة ... الملك الجديد تعهد التزام تقاليد المملكة ومبادئها منذ التأسيس، وليس كما تظهّرت في السنوات العشر الفائتة فقط، أو على نحو خاص.
 
واللافت أن أول قرار يصدر عن العهد الجديد، تعلق بملء أهم شاغرين في الدولة: وزارة الدفاع و"النائب الثاني"، الحقيبة الأولى ذهبت لنجل الملك الأمير محمد بن سلمان، والموقع الثالث في هرمية الحكم ذهب للأمير محمد بن نايف، إضافة لموقعه على رأس وزارة الداخلية ... أهمية هذا القرار ليس في كونه الأول للملك الجديد فحسب، بل في كونه يؤسس لأول مرة، لانتقال الحكم في المملكة إلى جيل الأحفاد بعد أن ظل في جيل أبناء الملك عبد العزيز منذ تأسيس المملكة الثالثة وحتى يومنا هذا.
 
محمد بن نايف، هو أول الأحفاد الذي يتصعّد إلى "ترويكا" الحكم في السعودية، فمن يحتل موقع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، يصبح في العادة، ولي العهد أو الملك القادم للبلاد إن أمد الله في عمره، والده شغل هذا الموقع، لكن المنيّة وافته قبل أن يصعد آخر درجات السلم القيادي ... سرعة اتخاذ هذا القرار، قبل الدفن وقبل البيعة، لا شك تبعث برسائل مهمة للداخل السعودي وللخارج الذي انشغل بجدل التكهنات وتعدد سيناريوهات الانتقال.
 
هل تحسم هذه المقررات الوضع الذي بدا مثيراً للجدل والتكهنات؟ ... هذا أمرٌ سيتضح في قادمات الأيام والسنين، لكن المؤكد أن أجندة حافلة بالتحديات الداخلية والخارجية، باتت تنتظر "ترويكا" الحكم الجديد في المملكة ... فالانتقال يتزامن مع انهيار أسواق النفط في دولة ريعية تستمد 90 بالمائة من إيراداتها من النفط، وفي مجتمع يناهز الثلاثين مليون نسمة، أكثر من نصفهم من الشباب الباحث عن عمل ومستقبل، دع عنك تحديات التطرف والإرهاب والصراعات الإقليمية التي تحيط بالمملكة من جهاتها الأربع ... لا وقت طويل أمام "ترويكا" الحكم في المملكة لتقبل التعازي أو التهاني، فثمة تحديات لا تحتمل ولا تنتظر.
 
أما في اليمن، وغير بعيد عن مراسم تقبل التعازي والبيعة والتهنئة في الرياض، فقد خلا كرسي الرئاسة من ساكنه، بعد أن تقدم عبد ربه منصور هادي باستقالته إلى البرلمان، سائراً على خطى حكومته ورئيس وزرائه، تاركاً البلاد جميعها نهباً للفراغ ... البعض يعتقد أنها استقالة/ مناورة، هدفها الضغط على الحوثيين وحلفائهم واستدراج تدخل إقليمي ودولي أوسع ... البعض يقول، أن الرجل بات بلا حول أو قوة، وأنه باستقالته يفي بوعد قطعه على نفسه، بترك الحكم إن شعر أنه بات "دمية" في يد الغير، أو بات مرغماً على القبول بما لا يقبله ويرتضيه.
 
لكن الرجل قَبِلَ عشية استقالته بما لم يرتضيه لنفسه ولليمن على حد تعبيره، ووقع على اتفاق مع الحوثيين، منحهم بموجبه كل ما طلبوا إليه، فهل هي "صحوة ضمير" بأثر رجعي؟ ... أم أن هناك من قال له، أخرج من قصرك قبل أن يخرجوك منه؟ ... أم أن ثمة من "همس" في أذنه قائلاً: افعلها واترك البقية علينا؟ ... لسنا متأكدين بعد من الظروف التي لابست استقالة هادي ولا الأسباب الفعلية التي دفعته إلى ذلك، بيد أننا شديدو الثقة، بأن اليمن بات نهباً للفراغ، وأن كافة الاحتمالات والسيناريوهات واردة تماماً.
 
تزامن "الرحيلين" يعطي لكل واحد منهما طابعاً أكثر "درامية" ... فأصدقاء السعودية من اليمنيين يشعرون بوطأة انشغال المملكة في ترتيبات نقل الحكم، وهو يستعجلون بلا شك، عودة النشاط إلى عروق الدبلوماسية السعودية دونما تأخير أو إبطاء ... والملك السعودي الجديد والطاقم الذي جاء به إلى قلب مؤسسة صنع القرار الأمني والعسكري (الداخلية والدفاع)، سيجدان في اليمن مصدراً لصداع حقيقي، سيما بعد أن انفرط عقد المبادرة الخليجية (السعودية) ورحيل أهم "منتوج" لها بالاستقالة والتنحي.
 
حتى إشعار آخر، أو بالأحرى، حتى زلزال آخر، ستنتقل بؤرة الاهتمام من الرقة والقنيطرة والموصل والأنبار إلى صنعاء وصعدة وعدن والرياض، ما لم تقع هزات جديدة أو ارتدادات قوية لهزات قديمة، في منطقة تقع على "فالق زلزالي" شديد الخطورة.
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف