الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2015-01-24
نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع بقلم:أسعد العزوني
نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع
أسعد العزوني

يأمل رئيس وزراء "مستعمرة "إسرائيل  ، السوداني المولد والأمريكي النشأة ، وصاحب الموهبة التجارية  ، قبل أن  يندلق إلى عالم السياسة ، بيبي نتنياهو ، في أن  يثبّت إسمه في قائمة أنبياء  إسرائيل ،  وملوكها غير المتوجين  ، شأنه شأن  الإرهابي  شارون .
هذه الرغبة الملحة  ، هي التي  قادته  إلى حل الكنيست  والدعوة إلى إنتخابات مبكرة ، وفي نيته أن يعود أقوى  مما كان عليه سابقا  ، ويتحرر من حلفائه اليمينيين السابقين ، ويتقدمهم حارس البارات السابق  أفيغدور ليبرمان ، الذي  يعمل وزيرا للخارجية ، لكن عينه على  كرسي رئاسة الوزراء.
منذ أن أمر نتنياهو بحل الكنيست  ، حاول التحرش  بحركة حماس في قطاع غزة ، وقامت قواته  بقتل  صيادي أسماك غزيين في البحر ، وسجل  القطاع نشاطات عسكرية إسرائيلية  ، لكن حماس أفشلت مخططاته ، ولم ترد على تلك التحرشات ، الأمر الذي جعله يقفز إلى باريس ليسجل ضربة إنتخابية هناك ، من خلال  إجبار يهود فرنسا  كخطوة لأولى على الهجرة إلى "مستعمرة"إسرائيل.
كانت الضربة  في  صحيفة شارلي إيبدو الساخرة المتصهينة ،  حيث شن  عملاء  عرب مسلمون مستأجرون من الموساد هجوما عليها في الوقت الذي كانت إدارتها تعقد إجتماعا لإعلان إفلاسها  .
بعد ردات الفعل المحسوبة وغير المحسوبة ، وإعلان باريس تنظيم  مسيرة عالمية ضد الإرهاب ، تمنع نتنياهو في البداية ، عن المشاركة في تلك المسيرة وزيارة باريس  ، لكنه في اليوم التالي قفز إلى هناك ليجد ما لا يسره.
أول ضربة تلقاها نتنياهو في باريس ، هي عدم الإحتفاء به من قبل  الرئيس الفرنسي  أولا ، ومن كبار الضيوف العالميين ثانيا ، ولم يجد سوى أحد الرؤساء الأفارقة أن يتحمله  ، ويسير بجانبه وفي أقصى يمين المسيرة منعزلا ، في حين أن رئيس السلطة الفلسطينية ،   وجد لنفسه مكانا في منتصف الصف الأول بجانب الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ، الأمر الذي أغاظ نتنياهو.
الضربة الثانية التي تلقاها نتنيهو في باريس  ، جاءته من يهود فرنسا الذين رفضوا السماح له  بدخول المتجر اليهودي ، الذي  كان هدفا  لعملية إختطاف قتل  بسببها أربعة يهود قيل أنهم تونسيون ، وقد نجح نتنياهو في التعويض عن  مآسيه في باريس ، بإجبار السلطات الفرنسية أن تسلمه  الضحايا الأربعة  لشحنهم معه  ،ودفنهم في القدس المحتلة ،  كتعويض إنتخابي .
أما الضربة الثالثة التي تلقاها نتنياهو في باريس ، فجاءت من يهود فرنسا ، الذين رفضوا الإستجابة لمطلبه القاضي بتهجيرهم من وطنهم الأم فرنسا ، إلى مستعمرة "إسرائيل"، وهم بذلك لم يبتعدوا عن هوى يهود أمريكا والغرب عموما  ، الذين يرفضون مغادرة أوطانهم الأم، والهجرة إلى "مستعمرة "إسرائيل.
بعد "غزوة "باريس" ، أمر نتنياهو بإستفزاز حزب الله ،عن طريق غارة طيران إستهدفت قاعدة لمقاتلي حزب الله في القنيطرة بالجولان لسورية ، راح ضحيتها  ستة من كوادر الحزب يتقدمهم نجل الشهيد عماد مغنية الذي إغتيل في ظروف غامضة سابقا في العاصمة السورية دمشق  ،ومعهم  خبير عسكري إيراني .
 شعر نتنياهو بهذا الصيد بفخر كبير أضافه إلى نجاحه في جلب الجثامين اليهود الأربعة من باريس  ، ولكنه وجد نفسه في ورطة ما بعدها ورطة ، بسبب وجود خبير عسكري إيراني من ضمن ضحايا الغارة التي إستهدفت قاعدة لحزب الله ، ولم يكن منه سوى أن بعث برسالة إعتذار إلى طهران  ، قال فيها أنه لم يكن يعلم بوجود الخبير الإيراني في القاعدة  ، وهذا بطبيعة الحال عذر أقبح من ذنب ، لكنه نتنياهو .
الورطة  لاحقته من باريس إلى القنيطرة ، ففي باريس  تبين  جليا أن الموساد هو الذي نفذ العمليات الإرهابية بشهادة الأمريكيين أنفسهم ، وبدليل عدم مشاركة  الرئيس أوباما في المسيرة المناهضة للإرهاب ،  حتى أنه لم يوعز لوزير عدله الذي كان يتواجد في باريس في ذلك اليوم لتمثيله فيها  ، بل إقتصرت المشاركة الأمريكية على السفير الأمريكي في باريس.
ففي القتيطرة  برز الخبير الإيراني في وجه نتنيهو ، ليشل تفكيره  قلقا من طبيعة الرد والموقف الإسرائيلي المتوقع ، بمعنى أنه تحرش  بعش الدبابير في عز يوم قائظ ، فإيران هي التي  تعطي الأوامر لحزب الله ، ومع ذلك هرب نتنياهو إلى حادثة الباص في تل أبيب ، والتي راح ضحيتها  21 إسرائيليا  قيل أن فلسطينيا من الضفة ، يعمل في المصانع الإسرائيلية بدون تصريح ،  هو الذي نفذها ، وبغض النظر عمن نفخوا في الكير وأيدوها وهم قاعدون مع الخوالف ، فإن هناك  أسئلة كثيرة تدور حول هذه العملية .
سجل نتنياهو نقطة إنتخابية مضحكة  من خلال هذه الحادثة وهي أنه كال الإتهام المباشر للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ، وقال أن عباس وسلطته يحرضون على الدوام ضد إسرائيل  ، ولا أدري هنا ماذا يعني التنسيق الأمني الذي تصر عليه السلطة مع أسرائيل ،  لإعتقال الشباب الفلسطيني الناشط في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة.
 الضربة الإنتخابية الأخيرة - حتى كتابة هذا المقال - ،التي قام بها نتناهو ، في واشنطن ضد الرئيس أوباما ،  جاءت بمساعدة وتدبير محسوب ومدروس ،  الكونغرس الأمريكي الذي يعمل من أجل إسرائيل لا من أجل مصالح أمريكا  .
لقد وجه الكونغرس الأمريكي الدعوة لنتنياهو ، لزيارة واشنطن وإلقاء خطاب تحريضي ضد برنامج إيران النووي السلمي ، كل ذلك بدون موافقة  أو أخذ الإذن من الرئيس الأمريكي على الأقل ، وهذه بطبيعة الحال هي المرة الثانية  التي توجه فيها الدعوة لنتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس بدون علم الرئيس اوباما .
 هذه الخطوة تعني الكثير في الأعراف السياسية والدبلوماسية ، خاصة وأن الكونغرس ،  يقع تحت سيطرة اللوبي اليهودي في أمريكا، ويريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، الأول  مناكفة الرئيس أوباما الذي لا تربطه بنتياهو علاقات ود أو صداقة ، منذ توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض في ولايته الأولى، والثاني مخالفة الرئيس أوباما في الموقف من إيران ، حيث  أعلن رفضه الموافقة على مشروع للكونغرس  ، يقضي بفرض عقوبات  أخرى مشددة على إيران.
 وفي خطوة إستباقية قام بها الرئيس أوباما  ، كانت بمثابة الضربة القاصمة لكل من الكونغرس ونتنياهو ، أعلن سيد البيت الأبيض ، أنه لن يستقبل نتنياهو خلال زيارته المرتقبة لواشنطن.
أختم أن الفترة الزمنية الممتدة حتى شهر آذار المقبل ، ستكون حبلى  بالعديد من الضربات الإنتخابية المفاجئة التي سيقامر بها نتنياهو ، لضمان  تحقيق أغراضه الإنتخابية ، ويكون هو الذي يعلن رسميا عن تحقيق يهودية الدولة في "مستعمرة "إسرائيل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف