الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قليل من كثير يقال عن الكرم بقلم : حمدي حمودي

تاريخ النشر : 2015-01-23
قليل من كثير يقال عن الكرم  بقلم : حمدي حمودي
الكرم تلك الصفة الصحراوية , الانسانية العظيمة التي تجعل الانسان في كثير من الاحيان , يقدم تقريبا كل ما يملك بكل حب و طواعية , بل و يتباهى بفقدان تلك الاملاك التي عمل و اهدر كثيرا من الجهد و الوقت و الروح احيانا من اجل امتلاكها...و التي في نظر غيره نوع من الغباء و قلة العقل و ضعف القدرة على استشراق المستقبل...لعجزهم عن فهم و تفسير الظاهرة و الانسان كما يقال "عدو ما يجهل" ...
ويبقى المتمعن المنصف حائرا امام الظاهرة , التي عجز الآخرون عن فهم مكنوناتها و مطالبون نحن بان نسبر اغوار الظاهرة , القديمة , الجديدة في الثوب الذي تستحقه ؟؟؟
يعتبر الكرم من الصفاة الحميدة , التي يفتخر بها الانسان الصحراوي و البدوي بصفة عامة , و تتطاول الاعناق الصحراوية الى التعالى للتباهي بها , في حين كلما نقترب من المدن و الحضر بصفة عامة تتقلص اهمية الظاهرة.
الانسان البدوي و الصحراوي بصفة خاصة يعيش في تجمعات صغيرة مقارنة بالمساحات الشاسعة و في امكنة من الناحية المناخية صعبة و قاسية .
و تختلف الاسباب و التحليلات لاسباب اختياره لتلك الاماكن و السكن فيها , رغم اتساع الارض و قلة البشر في الكرة الارضية انذاك و هنا يمكن اسقاط ذلك على شعوب اخرى كالاسكيمو و الشعوب الغابية و الجبلية القاسية و بصفة عامة المناخات القاسية ...؟؟؟
اسئلة تحتاج الى دراسات مستقلة و تحاليل عميقة و اجابات دقيقة لا تتسع المقالة المقتضبة لاحتوائها....

لقد استطاع الانسان في الصحراء الغربية على مر الاجيال ان يتغلب على اكراهات الحياة و المناخ من الحرارة الشديدة نهارا و البرودة شتاء, و قلة الكلأ و نقل تلك التراكمات المعرفية و التجارب الميدانية جيلا بعد جيل و عبر صور كثيرة متمثلة في العادات و التقاليد و في التراث المعرفي في الشعر و القصة و الرواية و المثل و الالعاب ...الخ
لا نريد ان نقدم او نطرح اشكالية الذكاء الصحراوي على المحك لانه جزء من ذكاء الانسان , لا يخفى اختيار الجمل و استئناسه و لا الخيمة و لا الملبس و لا التجمعات و...الخ في عبقرية و عظمة ذلك الذكاء...
واستطاع الصحراوي ان يطوع المناخ لصالحه و يعيش الهناء و السعادة و الاستقرار و لم يقبل بديلا لتلك البقاع التي اصبحت بذكائه ملكا له و متحكما فيها بل و يهزأ و يعيب المجتمع الزراعي و غيره...في حين تعتبر للاخرين صحاري جرداء و مناطق لا تصلح للحياة... فمثلا استطاع الصحراوي ان يستانس حيوانا يرعى نفسه! و يتنقل عبر الصحاري الواسعة! و ابن البيئة و منه الماكل! و المشرب !و السكن !و النقل! و اشياء اخرى! كثيرة لا يسمح الحال ببسطها , حيوانا واحدا كمتغير وحيد , و قمة الذكاء ترى في تسهيل و تبسيط و تقليل المتغيرات كما يقول اهل المعادلات و الحسابات ....
و لكي يظل يتبع حركة حيواناته التي يعيش عليها من بعيد , كان مضطرا ان ياخذ المعلومات عنها من المارة بجنب اماكن تمركزه... و المارة هؤلاء هم الجزء المهم من الحكاية ...حيث سيكون هو "الضيف" التي تقدم له الضيافة التي هي الكرم موضوع المناقشة..!
و لاخذ المعلومات الدقيقة كان منطقيا تقديم لصاحب المعلومات الثمينة الثمن المستحق الذي هو حسن الضيافة المتمثلة في "الكرم" دون الخوض في تحديد ماهيته, المعلومات عن الابل و عن الارض و اماكن الرعي و تساقط الامطار و حتى اخبار العدوان و الغزو و الامن و الاسعار... و كل امور الحياة التي كان ينقلها راكب لآخر بصدق مسافات شاسعة كفت عن عناء السفر و المجهودات المضنية و الشاقة التي كان سيتكبدها الصحراوي لو لم يجد القادم الثمين...! وهكذا تبدأ الحكاية و لتتجذر القصة التي تتحول فيما بعد و عبر تراكمات زمنية طويلة الى الكرم الصحراوي الذي تحكي عنه كتب التاريخ و الادب و ليعلي الله المكرمة و الصفة الحميدة الى المعاني العظيمة من العطاء الانساني...
و يجبرنا في الاخير الحال , الى اظهار عكس الكرم و هو البخل لاكمال الصورة و الذي ظل يعتبر عيبا و نقصا و جرحا للرجل الصحراوي ... و هذا قليل من كثير يقال في الكرم الذي هو من مميزات الهوية الصحراوية .

بقلم : حمدي حمودي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف