اليمن إلى أين؟
عطا الله شاهين
يكتنف الغموض في جمهورية اليمن بعد استقالة الرئيس اليمني بسبب إقدام سيطرة الحوثيون على مقاليد الحكم في صنعاء ، جراء اشتباكات جرت في العاصمة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بين جماعة الحوثيين والجيش اليمني المتضعضع أصلا من كثرة الحروب والفساد المتفشي في صفوفه والانحياز للرئيس السابق علي صالح ، وبهذه الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون فيمكن التكهن بأن اليمن قد دخل مرحلة الفوضى التامة منذ استقالة الحكومة وما تلاها من إعلان الرئيس هادي منصور تقديم استقالته التي سارع البرلمان إلى رفضها ، في حين لا تزال حتى اللحظة العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل بعدما حاصرت مؤخرا مقر البرلمان.
وفي ذروة هذا الصراع الدائر في اليمن منذ عشرات السنوات بدأت أصوات في اليمن الجنوبي تنادي بالانفصال التام عن جمهورية اليمن وإعلان جمهورية اليمن الجنوبي ، ولأول مرة رُفع علم الجنوب صباح اليوم الجمعة فوق مبنى الأمن العام في مدينة خور مكسر بالعاصمة عدن ، حيث قام ناشطون في الحراك الجنوبي برفع علم الجنوب على بوابة المبنى بعد سيطرة اللجان الشعبية . وفي ذات الوقت دعا قائد قوات الاحتياط في الجيش اليمني اللواء علي الجائفي إلى الاستعداد من اجل الدفاع عن الوحدة اليمنية ، بعد أن تعالت في الآونة الأخيرة أصوات في الجنوب تدعو بالانفصال الكامل وإعلان اليمن الجنوبي جمهورية منفصلة كما كانت قبل الوحدة.
والمتتبع لتسارع الأحداث في اليمن يرى بأن اليمن يقف الآن على مفترق طرق وهو ما يؤشر لحرب أهلية قد تطول إذا ما استمر تهميش الحوثيين ، فجماعة الحوثي تطالب بشراكة في الحكم ولكن الرئيس المستقيل يرى بأن الحوثيين يريدون الاستيلاء على ثروات الوطن ، أو هناك من يروا بأنها ستصبح امتدادا للهلال الشيعي في المنطقة.
ومن خلال قراءتي ومتابعتي لأحداث اليمن استطيع الجزم أو هكذا واضح بأن قراصنة الحكم هم الحوثيون والرئيس المعزول علي عبد الله صالح ، الأولى جماعة دينية، وميليشيا سياسيا موالية لإيران، وشريكهم صالح، قائد انتهت صلاحيته، تم إقصاؤه بثورة شعبية ونخبوية واسعة ولم يرضى بما حدث معه ، وشعر حينها بالهزيمة حينما تمّ عزله وخلعه عن الكرسي ، فهو كان يخطط ويريد توريث الحكم لولده أحمد من بعده ، وهو يريد الآن الانتقام من اليمنيين ، ولهذا تحالف مع الحوثيين لكي يُدخل اليمن في حروب أهلية. فالآن أرى بأنه هناك سيناريوهات للمرحلة المقبلة ، فالرئيس المعزول صالح سيحاول فرض قيادات عسكرية محسوبة عليه لتقود المرحلة المقبلة ، والسيناريو الآخر هو أن الحوثيين يريدون إحياء الإمامة، فيما سيجرّهم صالح إلى حروب أهلية مهلكة ، وبهذا تكون اليمن دخلت نفقا مظلما ، وبالتالي ستتفكك الوحدة الهشة أصلا منذ قيامها ، وسينفصل الجنوب عن الشمال الذي لطالما يحلم أبناؤه بالانفصال، وستبقى اليمن غير مستقرة وستعيش على وتوازنات القبائل والتي بدونها لن يستقر اليمن.
عطا الله شاهين
يكتنف الغموض في جمهورية اليمن بعد استقالة الرئيس اليمني بسبب إقدام سيطرة الحوثيون على مقاليد الحكم في صنعاء ، جراء اشتباكات جرت في العاصمة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بين جماعة الحوثيين والجيش اليمني المتضعضع أصلا من كثرة الحروب والفساد المتفشي في صفوفه والانحياز للرئيس السابق علي صالح ، وبهذه الخطوة التي أقدم عليها الحوثيون فيمكن التكهن بأن اليمن قد دخل مرحلة الفوضى التامة منذ استقالة الحكومة وما تلاها من إعلان الرئيس هادي منصور تقديم استقالته التي سارع البرلمان إلى رفضها ، في حين لا تزال حتى اللحظة العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل بعدما حاصرت مؤخرا مقر البرلمان.
وفي ذروة هذا الصراع الدائر في اليمن منذ عشرات السنوات بدأت أصوات في اليمن الجنوبي تنادي بالانفصال التام عن جمهورية اليمن وإعلان جمهورية اليمن الجنوبي ، ولأول مرة رُفع علم الجنوب صباح اليوم الجمعة فوق مبنى الأمن العام في مدينة خور مكسر بالعاصمة عدن ، حيث قام ناشطون في الحراك الجنوبي برفع علم الجنوب على بوابة المبنى بعد سيطرة اللجان الشعبية . وفي ذات الوقت دعا قائد قوات الاحتياط في الجيش اليمني اللواء علي الجائفي إلى الاستعداد من اجل الدفاع عن الوحدة اليمنية ، بعد أن تعالت في الآونة الأخيرة أصوات في الجنوب تدعو بالانفصال الكامل وإعلان اليمن الجنوبي جمهورية منفصلة كما كانت قبل الوحدة.
والمتتبع لتسارع الأحداث في اليمن يرى بأن اليمن يقف الآن على مفترق طرق وهو ما يؤشر لحرب أهلية قد تطول إذا ما استمر تهميش الحوثيين ، فجماعة الحوثي تطالب بشراكة في الحكم ولكن الرئيس المستقيل يرى بأن الحوثيين يريدون الاستيلاء على ثروات الوطن ، أو هناك من يروا بأنها ستصبح امتدادا للهلال الشيعي في المنطقة.
ومن خلال قراءتي ومتابعتي لأحداث اليمن استطيع الجزم أو هكذا واضح بأن قراصنة الحكم هم الحوثيون والرئيس المعزول علي عبد الله صالح ، الأولى جماعة دينية، وميليشيا سياسيا موالية لإيران، وشريكهم صالح، قائد انتهت صلاحيته، تم إقصاؤه بثورة شعبية ونخبوية واسعة ولم يرضى بما حدث معه ، وشعر حينها بالهزيمة حينما تمّ عزله وخلعه عن الكرسي ، فهو كان يخطط ويريد توريث الحكم لولده أحمد من بعده ، وهو يريد الآن الانتقام من اليمنيين ، ولهذا تحالف مع الحوثيين لكي يُدخل اليمن في حروب أهلية. فالآن أرى بأنه هناك سيناريوهات للمرحلة المقبلة ، فالرئيس المعزول صالح سيحاول فرض قيادات عسكرية محسوبة عليه لتقود المرحلة المقبلة ، والسيناريو الآخر هو أن الحوثيين يريدون إحياء الإمامة، فيما سيجرّهم صالح إلى حروب أهلية مهلكة ، وبهذا تكون اليمن دخلت نفقا مظلما ، وبالتالي ستتفكك الوحدة الهشة أصلا منذ قيامها ، وسينفصل الجنوب عن الشمال الذي لطالما يحلم أبناؤه بالانفصال، وستبقى اليمن غير مستقرة وستعيش على وتوازنات القبائل والتي بدونها لن يستقر اليمن.