غزة بين الأسر والإهمال
الناظر الى الوضع الفلسطيني بشكل عام من خلال الوضع الدولي والعربي لا يتفاءل ويغلب عليه طابع التشاؤم والسوداوية في ظل حالة الصلف والتعنت والتنكر الصهيوني لحقوق شعبنا كذلك الحالة العربية وما وصلت أليه بعد ربيع تأمل المواطن العربي أن يزهر ويخرج لهم غير تلك الوجوه والعقول المعهودة التي ثار عليها ولكن يبدوا أن البذور الشيطانية كانت أقوى من تلك البذور الشابة التي خرجت على أمل التغير وتحقيق الكرامة والحرية للمواطن لكي لا يبقى تحت سيطرة أنظمة هي عباره عن مصاصة دماء ومقدرات هذا المواطن الذي رمى نفسه في أحضان قوارب الموت سواء تلك التي حملته الى الغرب والبحر او الى تلك الاسماء والتنظيمات التي رفعت شعارات عدة لامعة بريقها جلب لها الكثير من الشباب العربي والمسلم الهائم الباحث في المجهول وفي النهاية يجد بأن طبق الفول لم يتغير!
أما ساحتنا فحدث ولا حرج تمر السنوات وتجدد الشعارات وترفع اليافطات وتزداد الانتصارات والابداعات وتزداد الاعترافات بنا كشعب يستحق أن ينال كامل حقوقه الوطنية والإنسانية التي ضمنها له القانون الدولي أيضا ولكن الشعب يبحث عن ذاته فيجدها تائهة يتسأل عن أخباره فيجدها في كل مواقع الارض ولكن من شدة الحالة التي بات فيها لم يعد قادر على مطاردة تلك الاخبار لتعرف عليها والتمعن والتدقيق فيها فالكل في شارعنا بات يسأل نفسه لماذا حالة الترهل والتيه الذي بتنا فيه وهل يعقل أن يكون العالم قد وصل الى هذه القناعة بأحقيتنا في نيل حقوقنا ونحن ما زلنا غرقا في هذا التشرذم والتمزق والمقايضة التي يقوم بها البعض مقابل الحفاظ على بعض المكاسب الحزبية والفردية ورهن القرار الوطني مقابل حفنة من المال لكي تستخدم الورقة الفلسطينية في المزادات العلنية لحل مشاكل بعض الانظمة التي لم تترك مجال لتفكيك أي قطر عربي الا وقامت به من أجل خلق جيوب قزمية تأتمر بأمرها وتنفذ تعليماتها مقابل المال السياسي حتى لو كان مغموس بدم وعاناه ,وقد كان لهذا الانطواء والانحناء في اجندات تلك الأنظمة فعله المؤثر في استمرار حالة الانقسام الداخلي والتبعثر الوطني الذي أصاب مجتمعنا بمقتل الى الحد الذي أصبح العدو والصديق يأخذها ذريعة لتنصل من التزاماته .
وبعد توقيع على اتفاق الشاطئ تأمل شعبنا خيرا على الرغم من التجارب المريرة المتعددة ولكن كان لتشكيل حكومة الوفاق الوطني أثر في تثبيت جرعة الأمل لدى الشارع الغزي بشكل خاص ,هذا الأمل الذي بدأ يتلاشاه مع مرور الزمن نتيجة للعراقيل التي وضعت في طريق الحكومة لتأخذ دورها والعمل على تنفيذ البرنامج الذي كلفت به وهو توحيد المؤسسات الوطنية في السلطة الوطنية وفق القوانين والانظمة المعمول بها في الارض الفلسطينية على أساس أن الوطن للجميع أي لمن هم في الاطر التنظيمية ومن هم خارج تلك الاطر أي أن الشراكة الوطنية هنا لا تعني التقاسم الوظيفي وتقاسم المواقع والمناصب والامتيازات وكأن الامر مغنمة وهي فقط حق للفصائل والتنظيمات ,وهنا ببرزة النوايا والأهداف الحقيقية لذهاب البعض للمصالحة أي لم يكن ذهابهم ألا نتاج تحطم الجسور بينهم وبين بعض الأنظمة التي كانت ترفدهم بماء الحياة وليس من باب الشراكة والعمل على الصعود بالمركب الوطني في بحر هائج وعدو جاحد ,وقد كانت الصفحات السوداء التي كشفها الرئيس محمود عباس أخيرا حينما كشف عن مشروع دولة غزة بالتوافق ما بين اسرائيل ونظام الاخوان لخير دليل على خلو أجندة البعض من المشروع الوطني كما أثبتت التجارب خلال تلك السنوات زيف الشعارات .
أما المهمة الثانية للحكومة فهي الانتخابات والتي يعتبرها البعض عبارة عن وجبة واحدة لا تتكرر ,فتكرارها رذيلة والفوز بها فضيلة والشعب يجب ان يمارسها لمرة واحدة لا اكثر وهذا دليل واضح على أن هذه الفئة تؤمن بالجلوس على مقاعد الحكم ولا تؤمن بالشراكة والمشاركة والتعددية والتبادلية ولا تؤمن بأن الوطن للجميع .وهذه العقلية المتحجرة أدت التكلس الذي أصاب المشروع الوطني ,ففي الوقت الذي تحارب القيادة على كل الجبهات نجد البعض يحارب من أجل الصرافات .
وهذه المسلكيات تفرض على الحكومة العمل على تعرية كل تلك المسلكيات من خلال الكشف للجمهور الفلسطيني والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني واشراك بعض الدول العربية صاحبت التأثير على المعرقلين من أجل أزالت تلك العقبات وإعادة اللحمة الى مجتمعنا دون أنقاص أي حق من حقوق أي مواطن بغض النظر عن انتمائه الحزبي والسياسي
لكي تعود غزة الى موقعها الذي تستحق في الأجندة الوطنية ويأخذ أبنائها دورهم في بناء المشروع الوطني الذي قدموا الكثير لكي يتحقق الحلم الوطني ,ونكون جميعا في خندق المجابهة القادم مع حكومة الاحتلال على كل الصعد ....
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
عضو الامانة العامة لشبكة
كتاب الرأي العرب
20-1-2015
الناظر الى الوضع الفلسطيني بشكل عام من خلال الوضع الدولي والعربي لا يتفاءل ويغلب عليه طابع التشاؤم والسوداوية في ظل حالة الصلف والتعنت والتنكر الصهيوني لحقوق شعبنا كذلك الحالة العربية وما وصلت أليه بعد ربيع تأمل المواطن العربي أن يزهر ويخرج لهم غير تلك الوجوه والعقول المعهودة التي ثار عليها ولكن يبدوا أن البذور الشيطانية كانت أقوى من تلك البذور الشابة التي خرجت على أمل التغير وتحقيق الكرامة والحرية للمواطن لكي لا يبقى تحت سيطرة أنظمة هي عباره عن مصاصة دماء ومقدرات هذا المواطن الذي رمى نفسه في أحضان قوارب الموت سواء تلك التي حملته الى الغرب والبحر او الى تلك الاسماء والتنظيمات التي رفعت شعارات عدة لامعة بريقها جلب لها الكثير من الشباب العربي والمسلم الهائم الباحث في المجهول وفي النهاية يجد بأن طبق الفول لم يتغير!
أما ساحتنا فحدث ولا حرج تمر السنوات وتجدد الشعارات وترفع اليافطات وتزداد الانتصارات والابداعات وتزداد الاعترافات بنا كشعب يستحق أن ينال كامل حقوقه الوطنية والإنسانية التي ضمنها له القانون الدولي أيضا ولكن الشعب يبحث عن ذاته فيجدها تائهة يتسأل عن أخباره فيجدها في كل مواقع الارض ولكن من شدة الحالة التي بات فيها لم يعد قادر على مطاردة تلك الاخبار لتعرف عليها والتمعن والتدقيق فيها فالكل في شارعنا بات يسأل نفسه لماذا حالة الترهل والتيه الذي بتنا فيه وهل يعقل أن يكون العالم قد وصل الى هذه القناعة بأحقيتنا في نيل حقوقنا ونحن ما زلنا غرقا في هذا التشرذم والتمزق والمقايضة التي يقوم بها البعض مقابل الحفاظ على بعض المكاسب الحزبية والفردية ورهن القرار الوطني مقابل حفنة من المال لكي تستخدم الورقة الفلسطينية في المزادات العلنية لحل مشاكل بعض الانظمة التي لم تترك مجال لتفكيك أي قطر عربي الا وقامت به من أجل خلق جيوب قزمية تأتمر بأمرها وتنفذ تعليماتها مقابل المال السياسي حتى لو كان مغموس بدم وعاناه ,وقد كان لهذا الانطواء والانحناء في اجندات تلك الأنظمة فعله المؤثر في استمرار حالة الانقسام الداخلي والتبعثر الوطني الذي أصاب مجتمعنا بمقتل الى الحد الذي أصبح العدو والصديق يأخذها ذريعة لتنصل من التزاماته .
وبعد توقيع على اتفاق الشاطئ تأمل شعبنا خيرا على الرغم من التجارب المريرة المتعددة ولكن كان لتشكيل حكومة الوفاق الوطني أثر في تثبيت جرعة الأمل لدى الشارع الغزي بشكل خاص ,هذا الأمل الذي بدأ يتلاشاه مع مرور الزمن نتيجة للعراقيل التي وضعت في طريق الحكومة لتأخذ دورها والعمل على تنفيذ البرنامج الذي كلفت به وهو توحيد المؤسسات الوطنية في السلطة الوطنية وفق القوانين والانظمة المعمول بها في الارض الفلسطينية على أساس أن الوطن للجميع أي لمن هم في الاطر التنظيمية ومن هم خارج تلك الاطر أي أن الشراكة الوطنية هنا لا تعني التقاسم الوظيفي وتقاسم المواقع والمناصب والامتيازات وكأن الامر مغنمة وهي فقط حق للفصائل والتنظيمات ,وهنا ببرزة النوايا والأهداف الحقيقية لذهاب البعض للمصالحة أي لم يكن ذهابهم ألا نتاج تحطم الجسور بينهم وبين بعض الأنظمة التي كانت ترفدهم بماء الحياة وليس من باب الشراكة والعمل على الصعود بالمركب الوطني في بحر هائج وعدو جاحد ,وقد كانت الصفحات السوداء التي كشفها الرئيس محمود عباس أخيرا حينما كشف عن مشروع دولة غزة بالتوافق ما بين اسرائيل ونظام الاخوان لخير دليل على خلو أجندة البعض من المشروع الوطني كما أثبتت التجارب خلال تلك السنوات زيف الشعارات .
أما المهمة الثانية للحكومة فهي الانتخابات والتي يعتبرها البعض عبارة عن وجبة واحدة لا تتكرر ,فتكرارها رذيلة والفوز بها فضيلة والشعب يجب ان يمارسها لمرة واحدة لا اكثر وهذا دليل واضح على أن هذه الفئة تؤمن بالجلوس على مقاعد الحكم ولا تؤمن بالشراكة والمشاركة والتعددية والتبادلية ولا تؤمن بأن الوطن للجميع .وهذه العقلية المتحجرة أدت التكلس الذي أصاب المشروع الوطني ,ففي الوقت الذي تحارب القيادة على كل الجبهات نجد البعض يحارب من أجل الصرافات .
وهذه المسلكيات تفرض على الحكومة العمل على تعرية كل تلك المسلكيات من خلال الكشف للجمهور الفلسطيني والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني واشراك بعض الدول العربية صاحبت التأثير على المعرقلين من أجل أزالت تلك العقبات وإعادة اللحمة الى مجتمعنا دون أنقاص أي حق من حقوق أي مواطن بغض النظر عن انتمائه الحزبي والسياسي
لكي تعود غزة الى موقعها الذي تستحق في الأجندة الوطنية ويأخذ أبنائها دورهم في بناء المشروع الوطني الذي قدموا الكثير لكي يتحقق الحلم الوطني ,ونكون جميعا في خندق المجابهة القادم مع حكومة الاحتلال على كل الصعد ....
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
عضو الامانة العامة لشبكة
كتاب الرأي العرب
20-1-2015