الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بالتأليف .. لا بالتعنيف بقلم : احلام الجندى

تاريخ النشر : 2015-01-23
بالتأليف .. لا بالتعنيف بقلم : احلام الجندى
بالتأليف .. لا بالتعنيف .. : بقلم : احلام الجندى

لعلم الله سبحانه بوجود اختلافات بين البشر فكرياً وعقائدياً فقد أمر بالتحاورمع من يخالفونا فى العقيدة باسلوب راقى مقبول سامى حسن مصداقا لقوله تعالى " ولا تجادلوا اهل الكتاب إلا بالتى هى احسن " وقوله تعالى " ادفع بالتى هى أحسن "

كما انه يعلم ان اصحاب الدين الواحد سوف يختلفون أيضا وهو يقر هذا الاختلاف بل ويريده حتى يجد كل صاحب فكر مبتغاه مع من يقترب من فكره ويكون عونا له على الاطمئنان النفسى مادام يملك الدليل ، لأنه ان لم يكن هناك سوى فكر واحد يظن اصحابه انهم على الصواب وكل من يخالفهم على الباطل لكفر بعضهم بعضا وهلك الناس ولذلك اقتضت حكمة الله هذا الاختلاف مصداقا لقوله : " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " لذا كان فى تعدد المذاهب والاختلاف رحمة .

وكل عاقل يعلم ان الانسان يترقى فى ايمانه من الاسلام الى الايمان الى الاحسان الى الاصطفاء الذى يكون عنده العبد طوع امر ربه اذا امره اطاع دون تفكير او مراجعة او مناقشة ، لذا اذا تناقش من هم فى أعلى درجة مع من هم فى ادنى درجة واراد ان يرفعة مباشرة معه لأنكر عليه ذلك ولم يستطع ان يستوعب ما استوعبه هو على مراحل متدرجة ،لذا وجب على هؤلاء الاخيار ان يعاملوا من هم ادنى منهم بالحسنى وان يصطبروا عليهم وان يعينوهم بالاقناع والحوار والقدوة الحسنة ولذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله " أمرت ان اخاطب الناس على قدر عقولهم " .

فإذا كان هناك من يظنون انهم من يتبع هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان فى عصر النبوة فإن الآخرين يقرون بان هناك اسس للدين لا يخالفونها ، وسنة رحيمة يتبعونها ، ورخصة من نبيهم يسيرون على هديها ، فالكل يثق انه يسير على هديه مادام لا يخالف اصلا من اصول الدين وان ما يختلفون فيه مع غيرهم لا يمس عقيدتهم ولا ينقص من ايمانهم ، لذا يجب الا يكون هذا الاختلاف سببا للنزاعات والتفرق وقد اوصانا الحق سبحانه و تعالى بالاتحاد على دينه مصداقا لقوله " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقال : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "

فكلنا ملتزمون بأركان الاسلام الخمسة ولا يختلف المسلمون عليها الذين يقرون بأنهم متبعون لسنة النبى صلى الله عليه وسلم مهما كانت انتماءاتهم فيها ، لذا فان الجميع ممن رضى بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا يجب ان يكونوا جميعا يدا واحدة يحب بعضهم بعضا ويقبل كل منهم صاحبه على ما هو عليه حتى يتحاوروا ويصبروا حتى يصلوا الى كلمة سواء يتفق عليها الجميع . .

والا اذا ظن كل منهم انه الاصوب وانه يجب الا يتنازل عن مسلماته وان الآخر لا بد ان يرغم و يزعن لاتباعه - بل لا شغل له إلا سبه وذمه وتكفيره وتخريجه ومقته ووصمه بأبشع الأوصاف التى قد لا يوصف بها الكفار و أسسوا قنوات وسخروا أنفسهم فقط لمناهضتهم - فعندئذ ستكون فتنة فى الارض وفساد كبير .

لذا ندعوا جميع عقلاء المسلمين من جميع الاطياف والاحزاب والجماعات ان يعلموا اننا جميعا على الحق ولكنها اختلافات فى الفروع وبالحوار والاقناع وبالحب والإخاء ، وبالتأليف لا بالتعنيف يأخذ الناجى بيد اخيه و تتوحد كلمتنا و تتوطد علاقتنا وتقوى شوكتنا ،و تتسارع نهضتنا ، ونمكن لديننا ، ويبهر بتحضرنا غيرنا فينشرح لثقافتنا وأخلاقنا وقيمنا ،و نرقى جميعا الى درجة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

فليحرص كل منا على أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه حتى يكمل إيمانه ، و أن تكون نيته إنقاذه والأخذ بيده لا الخوض فى عرضه وتسفيه فكره وسبه وتخوينه والتحريض عليه ، و ليكن لنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة الذى كان مبدأه الرحمة والتأليف بين القلوب ، فلنترك الغلظة والفظاظة و الطعن واللعن والتفحش والتبذؤ فى معاملة من يخلفنا ولنتمثل قول الحق سبحانه " ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " .

وخاصة ان أمتنا وشبابنا يمرون جميعا بمرحلة حرجة عمت فيها الفتن ، وشُوه فيها الفكر ، و زلزلت فيها العقيدة لدى الكثير من شبابنا حتى جاهروا بعدم صلاتهم و الجدل فى ثوابت دينهم وحتى إلحادهم ، لا نحتاج فيها ان نتنازع على أمور جعل الدين لها متسعا فى الخلاف مادمنا نتفق على الوحدانية وإصول الدين .

و لننتبه إلى شبابنا وما يكاد لديننا ، فكل شارد عن رايته وخارج من ربقته وزره فى رقاب كل من ينشغل بالنفخ فى ماخور الفتن ، و الاختلاف والتشكيك فى إخلاص وعلم العلماء عن الإنشغال بدراسة قضايا الدين وقضايا الوطن ومكانتة .
احلام الجندى
31/12/2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف