الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المجنون بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2015-01-23
المجنون بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
( المجنون)
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================

مقدمة :
أحداث وشخوص النص حقيقية .. حدثت على أرض الواقع .. ولا فضل للكاتب على النص .. اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )

تقديم :
" المجنون " .. ليس قضية فردية وشخصية .. جرت أحداثها لشخص ما .. في مكان ما ... في عصر ما ..
فإن قضية " المجنون " أبعد من ذلك بكثير .. ؟؟!!

إهداء متواضع :
إلى الأستاذة الفاضلة .. التي أوحت لي بفكرة النص .. وقد كانت شاهدة عيان على الحدث الذي جرى في النص ..
( الكاتب )
-------------------
" المجنون "

... في شوارع وأزقة المدينة الكبيرة كان يعدو بشكل جنوني - وهو شبه عارٍٍ - .. بلا هدف أو قصد .. يصرخ بكلمات متتالية مبهمة لا يفهم منها أحد .. سوى أن الرجل كان ينادي على أحدٍ ما ؟؟ يبحث عن شيءٍ ما ؟؟!!..
وكان الأطفال في كل مكان يلاحقونه وهم يتضاحكون صارخين :
" المجنون .... المجنون ... المجنون ... "

.. ففي كل مرة كان يريد فيها أن يتعاطى جرعة المخدرات ... " كالعادة " ؟؟!! .. كان يرسل ولده الوحيد ؛ بعد أن ينقده النقود اللازمة لشراء الجرعة المطلوبة ..
.. ابنه الوحيد كان قد بلغ الرابعة عشر من العمر .. وذلك قبل شهور قلائل خلت .. وهو الابن الوحيد بعد زواج استمر بضع عقود خلت لم يرزق خلالها بسواه .
كان بالنسبة له كل أمله وحياته وكل ما له من آمال في الحياة بعد أن توفت زوجته ووالديه تباعاً .
جعله يتوقف عن متابعة التعليم بعد أن أكمل المرحلة الابتدائية فحسب ( بالكاد ) ..
تنقل الطفل في أكثر من مكان يعمل فيه " صبياً للنجار " تارة .. و " مساعدا للحداد " طورا .. و " صبي بائع خضار " مرة ثالثة .
الأب بدوره كان السبب وراء كل هذا وذاك .. فهو لا يفتأ يتشاجر مع كل صاحب عمل أو حرفة مدعياً بأن الأجر الذي ينقده صاحب العمل لابنه زهيد جداً ؟؟!! .
الأب بدوره .. كان يستحوذ على كل تلك النقود التي كان يتقاضاها ابنه الطفل من صاحب العمل في نهاية كل أسبوع .. لكي ينفقها على " المزاج " المعهود من وجبات المخدرات اليومية المعتادة ؟؟!! ؟
ليس ذلك فحسب .. بل كان الأب يطلب من ابنه – بل يأمره – أن يذهب لبائع " المزاج " .. المخدرات .. كي يحضر له المطلوب منه ؟؟!! .
الأب .. كان يلاحظ بأن الجرعات المطلوبة من المخدرات كانت تتناقص في كل مرة .. ولم تعد بشكلها وحجمها الذي تعود عليه ؟؟!! .
في كل مرة كان يحدث فيها مثل هذا الأمر ؛ كان الأب يذهب لبائع المخدرات ويتشاجر معه ويتهمه بالسرقة والخداع والغش والتدليس ؟؟!! .. ثم لا يلبث أن يلجأ إلى تاجر مخدرات آخر .. وآخر .. وآخر .. وفي كل مرة كان الأب يشعر بأن الكمية المطلوبة لا تصله كاملة ؟؟!! .
في المرة الأخيرة .. وبعدما طلب الأب من ابنه الذهاب لإحضار الجرعة المطلوبة من بائع المخدرات .. تأخر الطفل طويلا عن العودة .. فاستبد القلق والانفعال والاضطراب على لب الأب .. وشعر بالخوف والخشية أن يكون قد حدث لابنه أمر ما .. أو حادث ما ؟؟!! .
جزع الأب كان مضاعفاً .. مزدوجاً .. فمن ناحية كان جزعاً لتأخر ابنه عن العودة .. أو حدوث مكروه له ... ومن الناحية الأخرى شعر بالجزع والاضطراب النفسي والعصبي لتأخر وصول الوجبة والجرعة المطلوبة في موعدها .
بعد لحظات ليست باليسيرة ... كان الصراخ يعلو في وسط شارع الحيّ .. وقد تجمهر عدد كبير من السابلة في المكان .
هرول الأب ناحية المكان لكي يستطلع الأمر .. فوجئ بأن ابنه الطفل كان مسجى على الأرض .. وقد خرج الزبد من بين شدقيه ؟؟!! ..
اندفع الأب حتى وصل وسط جمع المتحلقين حول الطفل .. حمله على كتفيه .. وهرول به إلى أقرب سيارة عابرة .. وإلى أقرب مستشفى .
عند خروج الطبيب المناوب من غرفة العمليات .. اندفع الأب نحوه يستطلع الأمر .. ويسأل الطبيب بعصبية وإلحاح .. عن حالة ابنه .
استمر الطبيب بالسير في الممر الطويل دون أن يلتفت ناحية الأب أو أن ينبس ببنت شفة .. أو يتفوه بحرف .. بينما الأب ما زال يلاحقه ويلحف بالأسئلة المتتالية .
عندما وصل الطبيب إلى مكتبه , أخرج الأوراق الرسمية والقلم من درج مكتبه ... ثم راح يدون التقرير الطبي ...
" .. يبدو بأن الطفل كان مدمناً على تعاطي المخدرات ... وعلى وجبات يومية صغيرة ومتواصلة ..
ويبدو بأنه في هذا اليوم قد تناول جرعة كبيرة جداً من المخدرات ... مما أدى بالطفل ... إلى .. الوفاة ؟؟!!

... في شوارع وأزقة المدينة الكبيرة كان يعدو بشكل جنوني – وهو شبه عارٍ - .. بلا هدف أو قصد .. يصرخ بكلمات متتالية مبهمة لا يفهم منها أحد .. سوى أن الرجل كان ينادي على أحدٍ ما ؟؟ يبحث عن شيءٍ ما ؟؟!!..
وكان الأطفال في كل مكان يلاحقونه وهم يتضاحكون صارخين :
" المجنون .... المجنون ... المجنون ... "

( انتهى النص .. وما زال الرجل يعدو وبشكل جنوني في شوارع وحواري وأزقة المدينة الكبيرة .... )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف