الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نصيحة إلى حزب التحرير الإسلامي بقلم:نصار يقين

تاريخ النشر : 2015-01-07
نصيحة إلى حزب التحرير الكريم، في ضوء بيان الحزب من زيارة أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي للقدس.

نصار يقين

أحباءنا وشيوخنا وأساتذتنا في حزب التحرير الإسلامي الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


بارك الله جل وعلا في كل ما تقومون به من مناصرة حقة ونافعة للدين الإسلامي الحنيف

نصارحكم القول بأننا  نراكم أحيانا في مواقف لا نحبها لكم، ومن جملة ذلك موقفكم من زوار المسجد الأقصى المبارك وخاصة القادمين من خارج فلسطين الحبيبة.

ليتكم في البداية تظهرون بعض المودة لمحبي المسجد الأقصى منهم ثم تبينون لهم الحكم الشرعي من زيارتهم كما ترون.

من جهة أخرى نحن مثلكم، نعتبر بأن الإسلام هو الدواء الشافي الذي ينفع الناس أبدا، ويدوم نفعه إلى أبد الآبدين، ولا يضرالناس أبدا ما دامت السماء والأرض في حفظ  ربها، ولا يجوز للناس، قلوا أم كثروا أن يستفتوا على الدين، لأن الدين معصوم من الخطأ والزلل، فإذا كان مرضى المعدة والأمعاء غير مصرح لهم بمخالفة الطبيب في أخذ الدواء الموصوف لهم من الأعشاب وسائر المركبات الكيميائية، فكيف يجوز لمرضى القلوب والنفوس أن يقفزوا عن المداواة بالآيات الكريمة إلى  التداوي بالأفكار والفلسفات الوضعية الخبيثة!! ؟ فلو كان في مدينة ما مليون إنسان وطبيب واحد، فإن وصفة الطبيب هي التي يُعمل بها ولا يجوز التصويت عليها من جانب المليون، هنا يتكلم الطبيب الواحد ويصمت أو يخرس المليون، هذا في أمر دنيوي، فما بالكم في أمور الدين والآخرة !!؟؟؟

لقد تعلمنا منكم المساواة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ،واحتقار الحدود الأرضية  المصطنعة بينهم، وقياسا عليه نتساءل دون أن نعترض على فتاوى الشيوخ المجتهدين، نتساءل : هل يوجد فرق بين اثنين من المسلمين أحدهما في إربد والآخر في نابلس في زيارة المسجد الأقصى المبارك؟ هل يجوز لابن نابلس المسلم أن يأخذ تصريحاً من العدو اليهودي لزيارة القدس، في حين يحظر ويحرم ذلك على ابن إربد المسلم ؟
وددنا أن نقدم لكم نصيحتنا، نامل التأمل بها قبل رفضها، ليتكم تعيدوا النظر في هذا الموقف العدائي لزوار المسجد الأقصى من الخارج، رغم قناعاتنا بأن بعض الزائرين ليس من المستبعد أن يكون وراء زياراتهم شبهات ونوايا سيئة مغرضة، تتناغم مع مواقف حكامهم المتراخين المقصرين عن نجدة المسجد الأقصى، المرتجفين خوفا من علوج أمريكا وانجاس اوروبا، إلا أن ذلك لا يحول ولن يحول دون وصول شرفاء مسلمين لا يقصدون إلا وجه ربهم الكريم إذا دخلوا أيا من  بيوته الطاهرة في أي بقعة على وجه الأرض، نحن مع النباهة والحذر من علماء السلاطين وامثالهم، ولكن حُسن الظن بالناس أولى، وخاصة أن معاملة الآخر بحسن الظن هي من أرفع مكارم الأخلاق الحميدة التي تربى عليها إمام المرسلين وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام من قبل ربه جل وعلا، ثم نقلها لصاحبته الأطهار وآل بيته الشرفاء الأخيار، بل إن بعض العلماء رأوا في الأخلاق علوا على الأفكار مهما كانت الأفكار سامية. ولقد مدح رب العزة والجلالة نبيه الكريم بأنه على خُلق عظيم وليس على فكر عظيم. وفي حديث شريف للحبيب محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام بان أحسن الناس أخلاقا في الدنيا هم الأقرب إليه يوم القيامة.
قبل بضع سنوات أساء نفر من حزب التحرير في المسجد الأقصى لوزير خارجية الشقيقة مصر أحمد ماهر، كانت الإساءة بدون سبب مقنع في رأي أغلب العباد بحق ضيف محسوب على مصر الكنانة التي نحبها محبة الدين، صاحبة المساهمة العظيمة في حطين وأجنادين، هذا القطر الذي قدم لأمة الإسلام حتى الان أفضل من قرأ عليهم القرآن الكريم، لقد تفاجئنا من ذلك الرجل الذي صبر على الإهانة في القدس، بأنه فور وصوله للقاهرة، ذهب بنفسه كوزير إلى بيت عزاء  الفلسطيني المرحوم الدكتور أحمد صدقي الدجاني وهو مسؤول سابق في منظمة التحرير وكان مستقيلا من منصبه الرسمي قبل وفاته، وهو بالمناسبة أستاذ أساتذة فلسطين للذين لا يعرفونه. لقد أعطانا أحمد ماهر درسا في الأخلاق يشكر عليه، نحن على قناعة بأن  هناك فرق كبير بين إهانة خنزير بريطاني في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل  بعد ان أسهم في تدمير العراق الشقيق عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا الغاشمة المعتدية، ليس كحالة إهانة وزير خارجة مصر في القدس، أيا كانت المناسبة، وأيا كان مرسله، وأيا ما كانوا مستقبليه، لأنه جاء للصلاة طاهرا متوضئاً للصلاة ،في حين ذهب طوني بلير إلى الحرم الإبراهيمي  نجسا مجرما، قال لنا بعض العلماء بأنك لن تجد اثنين يوم القيامة على درجة واحدة في النار أو الجنة، وذلك لشدة حساسية موازين رب العالمين التي لا تغفل مثقال ذرة من خير أو شر في سيرة العبد يوم حسابه، حتى طوني بلير كان من الأولى  اعتراضه خارج الحرم قبل ان يدخل الحرم الإبراهيمي، أما إذا اجتهد احد المصلين بجواز إهانته، فربما كان أفضل اللحاق به خارج المسجد وإبقاء الخشوع داخل المسجد سيدا للموقف. إن نصيحتنا لكم يا احباءنا في حزب التحرير التريث قبل الاستعجال، والانتباه بأنه قد يحضركم بعض العلم ويغيب عنكم بعضه الاخر، من المؤكد بأنه موجدود عند غيركم، لقد كان لكم سبق تشخيص علة العلل عند المسلمين في هذا الزمن، وهي غياب الخلافة الجامعة، ولكن لشديد الأسف لستم أفضل من يداوي وحدكم، كونوا مع كل من صلح من الآخرين في كل مسألة تخص المسلمين. كونوا أنفع الناس للناس كي تكونوا افضل الناس، انخرطوا في كل عمل ممكن تحقيق الخير والمنفعة منه للمسلمين، إعملوا ما أمكن من التوسعة على أبناء شعبكم بما يرضاه الشرع، وضيقوا بكل السبل على المحتلين،وأشياء أخرى كثيرة يستطيع المسلمون أن يقوموا به في غياب الخليفة ما عدا التقاعس عن استرجاع الخلافة، في الاية العطرة الأخيرة من سورة البقرة الشريفة، يقول المولى عز وجل ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) هذا يعني بان كل نفس مكلفة ومساءلة عن كل ما استطاعت. فلنفحص مقدراتنا وكل ما نستطيع فعلهن وكل ما يقع في وسعنا.
في  زيارة أمين عام المؤتمر الإسلامي، طالب المسلمين بالزحف إلى  المسجد الأقصى  بعشرات الآلاف، وهذا سعي طيب والله اعلم من رجل ليس عنده جيش، تواجد عشرات الآلاف من المسلمين من خارج فلسطين، لا يمنع الذين عندهم جيوش من الزحف المقدس المامول، بل ربما يتشجعون للزحف، مشكلة التعاطي الإسلامي والعربي والفلسطيني مع قضية المسجد القصى مخزية إلى ابعد الحدود، ومخجلة إلى أبد العهود، إذا كان الكثيرون غير متاح لهم الصلاة في المسجد الأقصى، فهل هناك من يمنعهم من وضع الخطط لتعمير المسجد الأقصى، ورفع طاقات استيعابه، علينا ان نتصارح قليلا في هذا الموضوع، إن أكبر استيعاب ممكن للمسجد الأقصى حاليا لا يتجاوز أربعمائة الف مصلي، علما بأن الضفة الفلسطينية وحدها  قادرة على حشد نصف مليون مصل أيام الجمع، فماذا لو حضر كل من تمكن من غزتنا الحبيبة وارضنا السليبة من سنة 1948 !!؟
ماذا لو تم تحرير المسجد الأقصى هذا العام وجاء من دول الطوق الشقيقة مليونا مصلي؟  هل نمنع أهل الضفة من الصلاة في المسجد الأقصى لإفساح المجال لم تجشم متاعب السفر؟عندما نطالب بعقد مؤتمر لكبار المهندسين لرفع طاقة المسجد الأقصى لاستقبال ثلاثة ملايين مصلي، نكون ممن يستحقون أن يصلوا صلاة النصر في المسجد الأقصى، وإلا فلا نستحق. ماذا يمنع كليات الهندسة في الجامعات الفلسطينية  وعلماء الشرع من وضع خطط لهذا الضرورة الملحة؟ هل نرتفع بطبقات ومصاطب أخرى ؟ لمضاعفى سعة المكان؟ أم هل نتجاوز السور من جهته الشرقية ؟ أم نسترد مدرسة صلاح الدين الأيوبي في باب الاسباط من الكنيسة الغربية المتسلطة عليها منذ زمن طويل؟ أسئلة كثيرة يجب الانشغال بها قبل العتب والغضب على ضيف من ضيوف فلسطين، حان وقت الصلاة فذهب لأدائها في المسجد الأقصى. هل عدد محابس وحنفيات الماء كافية للمتوضين ليلة القدر وايام الجمع، وسائر صلوات العشاء والتروايح الرمضانية؟ واسئلة أخرى أصغرها هل بالكثير تاسيس وزارة هذه الليلة لشئون توسعة وإعمار المسجد الأقصى!!؟
قبل ستين سنة كانت مساحة حرم القدس الطهور تفوق مساحة الحرمين الشريفين في مكة المعظمة والمدينة المنورة، وهناك في الحجاز كان رجال كبار في إخلاصهم، فحملوا على ظهورهم مسؤولية توسعة الحرمين بخطط متواصلة لا تتوقف، في وسع أمة الإسلام أن تقوم بذلك في القدس،  رحمة الله عليكم يا بناة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، كنتم شرفاء وعلماء ونجباء، واستراتيجون، لم تكن خططكم خمسية ولا سباعية ولا عشرية، كنتم تخططون لألف سنة وأكثر من الف سنة بكثير، فجاء منكم صلاح الدين، الذي كان يستحي من الضحك قبل تحرير المسجد الأقصى، فجاء النصر على يديه الشريفتين، وذبح بيده الكريم رقبة أرناط النجسة لأنه فكر بالنيل من المدينة المنورة، رحمك الله يا صلاح الدين الأيوبي، كم كنت إنسانا متسامحا مع خصومك التائبين، وكم كنت حازما مع الغادرين، من سيرتك العطرة نتعلم أجمعين.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف